صانع البسط
كنا حين نقصد الغرب كما كنا نسميه في صغري
ونحن الساكنين في الحارة الشرقية
كان
علينا ان نمر حكما في الحارة الوسطانية او حارة بيت يسرى
وكان يوجد بيت في داخله سيارة على ما اذكر
وبعده يوجد محل يوجد في داخله نول صغير
وتتدلا منه خيطان كثيرة ورجل جالس خلفه
ويعمل بكل جسمه حركات لكي يتم العمل في هذه
الآلة التي كانت تسحرني حين كنت امر امام المحل
ان الى السوق او الكنيسة او الدير حيث كنا
نلعب او الثانوية
وكنت استغرب كيف يستطيع العمل في كل اعضاء
جسمه فرجليه تعمل صعودا ونزولا لكي تغير
الخيطان الرئيسية
في البساط ويده اليمنى تضرب بالمشط الحديدي
لكي يشد الخيط من المكوك
وفي اليد اليسرى كان يضرب المكوك وهكذا في
حركة دائما مع تغير اليد من اليمين الى اليسار حسب
وجود المكوك ولم يكن يوجد غيره في كل صافيتا
حسب علمي
وحين دخلت معمل للسجاد في لبنان تعرفت على كل
الحركات التي كان يقوم بها الرجل خلف النول القديم
طرابلس في 13 \ 6 \ 2013
غسان رزق العلي
-------------------
الام
الكادحه
قبل الفجر، تستيقظ من نومها ، لتذهب الى عملها ، الذي اجبرت نفسها عليه ، وتمشي على مهل كي لا يصحى اولادها ، على
صوت مشيتها ، وتتفقد الكل ، وتقول لابنتها الكبرى بصوت خافت ، ما يجب القيام به ، في غيابها وتغادر، الى ارض
الله الواسعة ، كما كانت تقول ، اذ لا يستطيعوا اولادها ، ان يساعدوها في عملها ،
كونهم في المدرسه ، وهذا العمل ، هو تعفير الزيتون ، الذي ارتضته عن قناعة ، كونها
لا تحب احد ان يحكمها غير الله ، وكل
طلبها ، ان تكون بحرية تامة ، تقعد ،وتمشي ، وتغني ساعة تشاء ، ولا تسأل عن احد ،
وكان رفيقها كلب الجيران ، الذي احبته كثيرا ، لأنه كان حين ينزلون ، الى البرية
يتقدمها ، الى حين ، ثم يعود ، وكانه يقول لها انه لا يوجد احد امامنا ،انت بأمان
، واذا كان يوجد كوع ، كان يقف هناك ، الى ان تصل اليه ، فتربت على رأسه فيهز
بزيله فرحا ، وتكون هذه الحركة كمكافأة له ، ثم يعود الى التقدم ، الى ان يصلوا
للمكان المقصود ، فاذا صعدت الى شجرة ربض تحتها ، الى ان تنزل عنها فيعود ، الى
وضع المراقب ، والحارس بحيث يذهب ، الى البعيد ، وبشكل دائري ، لكي يعرف ، اذا ما
يوجد احد ام لا ، وكانت تتقاسم معه الاكل ، والشرب وتحدثه ، وكانه احد الاصدقاء ،
فتنهره تارة ، وتمدحه تارة اخرى ، ولا احد كان يعرف كيف تشكلت ، هذا العلاقة ،
وحتى هي لم تعرف كيف حصل ذلك ، وفي طريق العودة ، كان يفعل ذات الفعل ، الذي فعله
في الصباح ، وهذه العلاقه دامت ، لموسم زيتون واحد فقط ، لأن في الصيف فرض على
صاحبه التخلص منه ، كونه لا يصلح بعد اليوم للتقرب من الناس ، ولكنها هي بقيت على عملها ،
في المواسم القادمة، وكلما تذكرته ، كانت تناديه ، وكانه موجود معها .
وفي احد الايام
اتت متأخرة ، على غير عادتها ، وهي تترنح ، ولا تعي شيئا تقريبا ، ودخلت بيتها ، وهي
تأن من المها ووجعها ، الذي اصيبت به من جراء ، وقوعها عن احدى الزيتونات العالية
، ونتج عن ذلك شج في رأسها ، ورضوض كثيرة في جسدها ، مما ابقاها في البيت حوالي
الاسبوع ، لا تستطيع عمل شيء ، ولكن حين
شعرت ، بانها قوية شوي ، عادت الى حريتها ، التي كانت لا تجدها سوى في البرية ،
التي تأخذ منها ، وتعطيها حتى ذاتها.
كم من النساء يعيشون
هذه الحالة في كل الأزمنة وكل العصور ، وبعضهم لا يجدن من اولادهن سوى
القسوة ، واللا مبالاة في اخر عمرهم ، وهذا ما يحزن كل ام تعمل ، وتكدح من اجل من
لا يستحق ذلك ، ولكن هي لا تعرف ذلك سوى متأخرا ، الف الف الف تحية ، الى كل ام
عاملة ، وكادحة في كل العالم ، الله يخلي الامهات لكي تصبح الدنيا اجمل .
طرابلس في 21 \ 6 \ 2008
غسان رزق العلي
----------------------------
الختيار في موقع
صفتلي
في 9 \5 \2008 تم
تسجيلي في موقع صفتلي ، مع فرح عظيم جدا ، كوني دخلت الى موقع كنت ابحث عنه في خضم
الانترنت الذي تعلمت ولوجه حديثا ولكن بثبات
وبدخولي الى هذا
الموقع استعدت فعليا طفولتي التي عرفت بعد دخولي الى الموقع انها متجمدة في صافيتا
، وبالأخص في حارتي التي ترعرعت بها زهاء 8 سنوات وتعلمت بها كل تعليمي بمدرسة
الرشيد التي تم تحويلها الى مستودع للكتب كما عرفت ، وسنة ونصف في مدرسة الرامي
والتي اصبح اسمها ( بالشهيد علي يوسف ) ولم اكمل في اي مدرسة بعدها ، لكني داومت
على تثقيف نفسي من خلال مطالعة الكتب والمجلات
من خلال هذه السنة
التي قضيتها في موقع صفتلي الموقر مررت في صعود في بعض المنتديات وهبوط في بعضها
الأخر ،وقد اشعرني ذلك بمتعة لا توصف ، بحيث اصبحت اجتهد اكثر من اجل ان اوصل كل
جديد لكم ، واعمل ليلا نهارا ، حتى انني اجبرت اولادي على مساعدتي بالعمل ان من
ناحية التصويرالتي في اكثر الاحيان هم من يصور ، ويصححون اخطائي الإملائية
بالمواضيع التي ابغي تنزيلها لكم بطريقة حلوة ومهضومة ، والشيف ريتا هي من كان في
بادىء الأمر تقوم بعمل كل شيء تقريبا ، ولكن بعنادي وعزيمتي تعلمت كل شيء احتاجه ،
ولم اعد اطلب منهم شيء سوى التصوير ، وعلى فكرة ممنوع عليهم الذهاب الى اي مكان
دون ان تكون الكميرا معهم من اجل تصوير الأماكن التي يزورونها
وهذا ما اعطاني نوع من التميز في الموقع
وقد
تعرفت الى اعضاء كثر، ورحبت بأكثر من الف مشترك ، وتناحرت مع قلة قليلة في السياسة
، مما جعلني اترك على مضض هذا الموقع لفترة وجيزة ، ولكن مع وجود اعضاء محبين
واكثر من اهل ، عدت وكلي امل بعدم مغادرة هذا الصرح الجميل مهما كلف الامر من
تضحيات
موقع صفتلي لك مني
كل التمنيات بان تصل الى مصاف المواقع الكبرى
وانا اشاهدك هناك بكل فخرواعتزاز ، وانا من
اعضائك الكثر المحبين لك
مع كل الاداريين والمشرفين
كلمة شكروامتنان
للفرسان الاربعة
كلمة شكر لعائلة هي
من احتضنتني من اول دخولي الى هذا الصرح الكبيرالى الآن
اكيد عائلة عميد الزجل وست الكل اجمل تحية
سلام من القلب الى
جلال رفيق طفولتي
ابو حليم الشهم
ديانا المهضومة
ابو ادون - رامي
عطر المنتدى
فراشة اللاذقية
هيب هاب
جاكوب
بوددددددددددي
اسعد - الحكيم
ولكل اعضاء الموقع الف تحية والف سلام مع محبتي
واحترامي
طرابلس في \ 9 \ 5 \
2009
غسان رزق العلي
------------------------
دلبة عين
الشرقية
د لـبة
عـتيقـة مـن عـتـق ا لسنـيــن ----
بتحــكـي قـصـص ومـا بـتعـرفا لـمـيـن
صبايا
وشباب تحتها كانـو محبـيـن ---- وع كـعــبهـا اســامي كـتـار كــا تـبـيـن
من بعد
اكـل ولعــب فــوق العـيــن ---- يسرحو
بضحـكات هـلـق صارو منسين
اولك
يا دلبة بيرجعو الناس الوفيــن ---- مـــع
ولادن وتحت اغـصانك ا لمدلين
يلعبـو
ويشربــــو من مــية العيـــن ----
واساميون يكــتبـو ع قرمــتـك فرحا نـيــن
يا
دلبة افرحي وصـليي خبـريقين ---- انـو ا
لشبيبة لعـندك با لصيف راجـعـيـن
يرجعو
المحبة عن قصد فوق العين ---- وانت والبركة تعودو من جديد مفرفحين
انا
الختياروبعد غيبة كل هالسنين ---- عن
العين والدلبة نزلو دمعتين مالحين
لمن
شفت صورهن المعترين ---- العين
مطمورة وغصون الدلبة مهرهرين
وقلـــت
يا الله احفـظ مــيـــن ----
يعـيد الـفـرحة لـلعـين والحارة وكل السامعين
رجاء
قولوا امين
طرابلس
في 28\11\2008
غسان
رزق العلي
------------------------
حكايتي مع الحارة
حارتي
صورها بفكري محفورة ---- و بـحب كـل يوم اطـلـع زورا
من النزلة
الجنوبية بشوف صورة مصورة ---- طــفــل حـامــل
عــرانـيس وينادي يا درا
بيت
الزلف باخر النزلة ع الـيمين محورة ----
وع الشمـا ل ام نـسيـم لي مابتهاب ولا مـرا
وبيت
رزق صارو قصة منسية مهجورة ---- فـلـو
بــس الــون بـصـمـا ت مـحررا
وبيت
ديـوب مـع الجـنينة بتـقـول مطمورة ---- والــد
رج لــولاه الــحا رة مــش مـنـظـورا
وبيت
السـعـدى مع الـتنـورذكـرة مغـمورة ----
وبعد منن ال الخربوش قدامون جنينة بالجورا
وبيت لـولـو
على الميلتين بيوتون معـمورة ---- با لعـلم
وبكـل مجا ل هيدي عـيلة منصورا
وبيت
شهدا المهندس هيدي شغلة مشهورة ---- وابـو
عـطا عقلو صعب وكتير بيوت ما بيزورا
وبيت
بو نبيل معون يما اكل نمورة ----
وبيت توما الكـوع مخلي الطريق مش مقفورا
وبيت
الخـليل عيلة غير با لخير مابـذكـرة ----
وتـتـلـعـب با لـحـا رة مــش كـيـف ما كـا ن
بدك من بوصميلة تقطع تذكرا
طرابلس
في 29\10\2008
غسان
رزق العلي
--------------------------
بيع الكعك
في الحاره ، يوجد فرن خبز لبيت عدره ، وانما يشغله شخص يدعى سليمان واخوته ،
وهم من خارج صافيتا ، وكنا نشتري خبزاتنا منه ، وهوعلى الطريق العام ، وكل من يمر
يأخذ منه خبز ، لذلك كان يوجد عجقه ، على طول ، ويستلزمك لأخذ خبزاتك نطره ، يمكن
تصل الى الساعه ، ويمكن اكثر . وكنت انا ، من الذين يطلب ، مني ان ازن الخبز، وهو
يعطيه للناس كونه ، لا يستطيع ان يخبز ويوزن ، في نفس والوقت ، وهذا العمل ، كان
يسمح لي انتقاء الرغيف ، الذي يعجبني ، ووضعه من تحت ، حتى اذا جاء دوري ازينهم ، واخرج عائدا ، الى البيت ، والعرق يتصبب مني ،
بسبب قربي من نار الفرن .
وفي بادء الامر، كان العمل صعب في الفرن ، لأنهم عليهم
العجن بيديهم ، وتقريصه بيديهم ، ووضعه على بلاطه بقرب الفرن ، او صواني خشبيه ،
حتى تختمر ، ويقتعونها بمشحف ، ويرقونها بيديهم ، ومن ثم يهلونها ، وتوضع على لوح
خشبي ، وتقلب على ارضية الفرن الساخنه جدا ، لتنضج فتخرج الى مكان التبريد ، ومن
ثم الوزن ، واعطائها للزبون.
في ايام الصيف ، كان يصنع كعك لين ، وكنت من الذين ،
يأخذون كعك ويبعونه بالحارات ، صارخا (كعك لين يالله يا كعك )، وكان ثمن الكعكه
فرنك ، نشق الكعكه من النص ، ونضع السماق بداخلها ، وكنت اخذ على بيع الخمسين كعكه
خمس كعكات .
كم كانت حياتنا
صعبه ولذيذه في ان معا ، وشو حلوي يا حارتنا .
طرابلس في 25 \ 5 \ 2008
غسان رزق العلي
-------------------------
بدي
البنطلون
عندي اخي الكبير ، وهو عنيد ومزاجي ، الى درجة انه لا
يهاب احد منذ صغيره ،( والي براس, بدو يعمله لو مهما كلف الامر)، من وراء ذلك كاد ان يطرد ، من كافة
مدارس صافيتا ، لولا توسل امي وتدخل الطيبين ، وعنده اشياء لا تخطر على بال احد ،
في احد الايام لم يعد اخي ، الى البيت في اليل، ولا في اليوم الثاني ، انما بعد ثلاثة ايام ، اتى ومعه بسكلات جديده ، وبعد
الاسأله ، والأجوبه التي لا تخطر، على بال احد تبين انه كان في طرطوس ، عند اخت
رفيقه ، الذي لا اعرفه انا ، ولما سؤل عن البسكلات ، فقال بكل عزت نفس انها لي ،
فقالت له امي ، ومن وين جبتها ، فقال بعند
لا يوصف هيدي لي ، ولا احد بيخلصني ياها ، هنا عرفت امي ان بالأمر شيء ليس كما يجب ، وبدأ التحقيق الجدي معه من قبل امي ،
حتى توصلت الى الحقيقه ، وهي ان البسكلات سارقها
مع صاحبه ، من عند احد الذين
يأجرون البسكلاتات ، في الحاره الغربيه بنزلت الرامي تحت السرايا بصافيتا ، والأنكى
من ذلك ، انه مختلف مع صاحبه على البسكلات ، بعد تغيرها جزريا ، وبعد اخذ ورد ،
ومن اجل ان لا تاخذ الامور مأخذ جدي ، توصلو المصلحين ، الى اعادت البسكلات الى
صاحبها ، وعفا الله عن ما مضى .
ومن عناده الغير معقول ، انه في يوم طلبت منه امي ، الذهاب معها الى الغرب ، لعند الياس الصافي
لشراء ، بعض الاغراض للدكان ، الذي لنا في الحاره ، فلم يقبل الذهاب معها ، فطلبت
مني امي ذلك فلبيت الطلب ، ولبست له بنطلونه على السريع ، لاني لم اجد بنطلوني ،
وسرت انا وامي الى حين خرجنا من الحاره ، واذ به ورأنا يمشي ، وهو لابس البيجامه ،
وحين شاهدته امي ، قالت له رجاع عالبيت ، هلق بس يرجع بيشلحلك ياه ، وما كان منه
غير العند اكثر، وعلى كلمت اشلاح البنطلون ، الى ان وصلنا الى دكان الياس الصافي ،
واشترينا اغراضنا كلها ، وهو واقف امام المحل ، ويقول بدي البنطلون ، فقالت له امي
، اي تعا حمول طالما ، وصلت لهون شرف ، وحملته بعض الاغراض ، وعدنا الى البيت ،
وهو بالبيجامه ، وكل هذا وهو يقول ، بدي البنطلون بدي البنطلون .
طرابلس في 21 \ 6 \ 2008
غسان رزق العلي
لعبة ثلاث قواميع
من الألعاب التي كنا نعلبها في طفولتي بصافيتا ، وكانت
تأخذ منا جهد كبير وقدرة على رمي الحجارة واصابة القاموع ، ومن غير ان نعرف كنا
ننمي عضلاتنا ، ونقوي اجسادنا من جراء مثل هكذا العاب
العده المطلوبه ست قواميع من الحجر ، حجمها 20 x 10 سم
وكومة حجار من القياس الصغيربحجم طابه التنس
وتتألف اللعبه من فريقان
وكل فريق له ثلاث قواميع
توضع القواميع على خط ، خلف بعضهم البعض ، وبين الحجر
والحجر ، حوالي المتر
والمسافه بين قواميع الفريقين حوالي 12 خطوه ، او 6
امتار.
وعلى كل فريق الرمي على القواميع ، ثلاث رميات متتاليه ،
لكل واحد في الفريق ،
واذا لم يقعو القواميع ، من جراء مرور الفريق الرامي ،
ينتقل الدور الى الفريق الثاني
ويعاد الدور مداورة ، الى ان يقعو كل القواميع الثلاث ،
عند احد الطرفين ، فتكون قد انتهت اللعبه
ومن الأشياء التي كنا نقوم بها على سبيل المزاح ، ومن
اجل عدم قدوم احد من الفريق الأخر
(نبزق)على كل واحد ، يأتي الى الجهة التي نحن عليها .
ولكن في شيء اخر اكثر جد يه ، واكثر صدقيه ، وهي ذكرني
فيها من فتره رفيق طفولتي ،
الصديق جمال ،( وانا اوجه له الشكر عليها ) ، وهي اذا اي
شخص منا شاف حجر ، وبدو ياه
نقول ،(( وضعت ايد الله عليه)) ، فلم يعد احد يأخذه سوى
الذي تكلم ، وهذه الأمور كانت تحصل معنا ، في كل شيء تقريبا ، على الرغم من اننا ،
كنا في مرحلة عدم معرفت الخير والشر ، بشكل عام ودون توجيه من اهلنا ابدا ، انما من
اجواء الحاره ، وايمانها العفوي .
طرابلس في 22 \ 6 \ 2008
غسان رزق العلي
------------------------------
تطير الطيارات
من
الاما كن التي لي بها ذكريات كثيره ، هي حياره
العين ، المكان الذي كنا نطير منه طائراتنا الورقيه ، نقف عند
الصبره ، ونطير الطيارات ، وكان يحدث ذلك عند الغروب ، حين تميل الشمس ،
الى المغيب في ايام الصيف ، حيث الهواء العليل والنشيط يصعد من الوادي اتيا نحونا
، من جهة العين معلنا بداء اللهو ، ورفع الطائرات في الهواء ، ونبداء بارخاء الخيط
، لكي تعلو الطائره في السماء ، بحيث لا
نعد نراها سوى نقطه صغيره فيها ، وحين تخف النسمات نجدب الخيط ، الى الوراء لكي تعلو الطائره ، وعندما يقوى
الهواء ، نلف الخيط كي لا ينقطع ،
واذا اتى هواء مناسب جدا ، كانت ترتفع الطيارت ، بشكل نضع كبكوبت الخيطان
على الارض ، ونقيس ارتفاع الخيط عن الارض
، بالشبر ام بالفتر ، وكان هذا يشعرنا
بالفخر ، ووجود اكثر من شخص يطير طائره ، كان يحدث بعض المشاكل ، والتحدي بين
المتنافسين ، فيصبح الموجودين ممن ليس معهم طائرات ، يشجعون احد ما ، ويبداء
التزريك والتحميس ، وهكذا الى ان يحصل
خلاف ، بين احد الموجودين ، ويدب الزعل ، وكل واحد يشد مع احد اخر ، وروح عمشاكل
لا تحل سوى بانزال الطيارات ، والذهاب الى البيت ، وكانت الطيارات من صنعنا ، ولا
يوجد من يبيعها في ذلك الزمن
وهنا اذكر انه اكثر ولد ، كان يعمل مشاكل هو جود
افندي ، وجود ابن فرفور ذنبو مغفور ، وهو معو الحق( غصبن عن البيريد والي مابيريد)
، وخصوصا عندما يتدخل ابو الريم وابو جملو
، ولكن لا تبقا الامور، الى اليوم الثاني انما تنحل ، عند ما يبداء المساء ونعود الى لعب المستخبيه واللقيطه .
ومما
اذكره عن حيارة العين ايضا وجود حمار اسمه( رشيد ) ، ولا اعرف من اسماه بهذا الأسم
، ولكن كل ما اعرفه انه كان بليد جدا ، ولا يتحرك بالهين ، وكنت اشاهده في حياره
العين يرعى ، فلا يتحرك طول النهار اكثر من 20 متر ، وكل محاولاتنا بأت بالفشل ،
من اجل تحريكه كم يجب ، ولكن اتى ابو الأفكار الرهيبه ، جود بفكره لا تخطر على بال
احد ، وهي ربط حبل في ذيله مع سقارق ، وقرقع بهم فلم يتحرك ابدا ، فذهب جود الى
الحاره ، واتى بعد فتره ، وقال سوفى اجعله يمشي غصبا عنه ، ورفع له ذيله ، ووضع في
خلفيته ضرب فتيش ، واشعله وفقع الضرب ، ومن هول الضرب والوجع اكيد ركض( رشيد ) ،
نحو العين بسرعه جنونيه ، والسقارق تقرقع خلفه ، وهو ينط ويشهنق حتى توارى عن
انظارنا تحت الملعب بعد العين ، ولحقنا به لنعرف ماذا حصل له ، واذا به واقع في
السارود تحت الحمام ، ولسانه خارج فمه ، ومكسوره رقبته ، وهكذا انتهت قصة الحمار(
رشيد) .
وهنا اقول لكم كم تمنيت ، ان اشعل النار بحيارة العين ، وحرق كل
البلان الموجود فيها ، ولكن الخوف من امتداده الى الزيتون المجاور، كان يمنعني من
فعل ذلك .
واذكر
انه كنا عند الانتهاء ، من اكل حب الديس ، من العلاق الذي في السارود ، نلجاء الى
رمي الحجاره ، في وسط الديس لفتح ممر، لكي نمر في داخل الديسه ، من اجل قطف الاغصان
الغضه ، فنقشرها ونأكلها بشهيه ، رغم
العمل المضني ، نكون مسرورين وسعاداء ، بالعمل الذي نقوم به واه اه اه على هيك الايام ، كنا نعمل من لا شيء
شيء
طرابلس في 20 \ 5 \ 2008
غسان رزق العلي
-------------------------
نهر الأبرش
في متل هذا الأيام اي اول حزيران في طفولتي كانت تنتهي المدرسة
بشكل عام بصافيتا
وعلى مدى سنين كانو بيت خالتي ينزلو على نهر الأبرش
بالقرب من قرية السيسنية لغسل الصوف
وكنا ننزل معهم
في بعض الأحيان .
وفي اخر سنة في الأبتدائي
اي السادس نزلت عالبيت ولم اجد امي فقالو لي انها راحت مع بيت خالتي
فخطر ببالي انها نزلت على النهر ، فما كان مني غير انني
نزلت الى النهر مشي وفي عز دين الضهر
ولمن وصلت الى النهر وجدت ان امي ليست هناك ولا وجود
لبيت خالتي ايضا
لكني وجدت روجينا هناك وسألتها عن امي وحسب اعتقادي انها
تعرفني كوني اعرفها انا
وبعد العديد من الأسئلة والأجوبة تعرفت على امي وقالت
للذين معها انني ابن عفيفة الجمال وكنت اول مرة اسمع
بهذا الأسم فقلت لها محتد امي ليست من بيت الجمال فقالت
لي روجينا انت لا تعلم انما اسأل امك لأنو جدك كان جمال
المهم رجعت الى صافيتا ايضا مشي وخيبة الأمل تعصر قلبي
لأنني ظننت انني اعود مع زوج خالتي بالشحن
لكن كانت العودة
عالأرجل متل النزلة .
ايام طفولة
جميلة وامان في تلك الأيام وعدم التفكير في الخطر كان سائد في تلك الأيام
غسان رزق العلي
طرابلس في 3 \ 6 \ 2012
-----------------------
الغناء
على عين الشرقيه
من ايام عين الشرقيه ، وكنا حين نلتقي بجورج ضومط
وهو قريبي ، وهو من اصحاب الأصوت الحلو ، ومهيص من
الدرجه الاولى ، فكنا نطلب منه ان يغني لنا ، فكان يجمعنا حوله ويبداء الدق على اي
شيء تصل يده
عليه
ان سطل او تنكة ، ويقول ونحن نردد وراه مع التصفيق ، ويالي ما بزقف بيكحشو من
بيناتنا ،
وكان
يردد هذه الاغنيه وساكتبها كما اذكرها
مصيبه
كبيره يا اخوان داعيكم فيها علقان
ست
مراتي الله يعين -- موديل التسعه وتسعين
ما
بعرف كيف
تجوزت
وع بيتي جبت الشيطان
كل
يوم بدها سكربينه -- والكلسات بالدذدينه
قالولي
تجوز بكير الجازي سترى وربح كبير وما تقعد ساعه زعلان
تجوزت
وقلت برتاح خسرت وما شفت الارباح
,يوم قتال ويوم صياح
بيلتمو علينا الجيران
خزانتها
كلها
فساتين
-- وبتقلي جبلي كمان
ولي
مطلعلي ديني -- بسكر وبتشرب دخان
ولو
بتشوفولي هيه -- بتقروكتابي من العنوان
فصعه
وكتعه وعين ازاز
-- وشعر
عياري وطقم سنان
وبايدي
رح احفر قبري -- واخلص من شر النسوان
طرابلس في 19 \ 6 \ 2008
غسان رزق العلي
--------------------------
الحارة الشرقية - صافيتا
من يمر بالحاره لا يلفت نظره شيء فيها انها
مثل كل الحارات في صافيتا
طريق مزفت وبيوت ومنازل على اليمين والشمال
انما هي متميزه عن غيرها من الحارات كونها تبداء بنزله وتنتهي مثلما تبداء بنزله
ولها درج كبير وواسع له حوالي 7 سفرات او مدوره و 73 درجه
ودرج صغير لا يتعدى العشر درجات عند بيت شهدا وعطا الملحم
وهذه الحاره الهادئ نسبيا كونها لا تضم اي محلات او معامل في تلك الفترى
وكان يوجد في الحاره اشخاص او بيوت يتميزون اكثر من غيرهم
مثلا بيت رزق تربيت الحمام والمنشر الوحيد على الطريق
بيت الخربوش هم الوحيدين الذين كانو يأتون بالفستق الاخضر من السهل
بيت ابو كمال اللولو تربيت الارانب واقتناء اول تلفزيون وبسكلات
الاستاذ ابراهيم كان لديه باروده خلع 10 مم ويدك خرطوشها يدويا
بيت الزلف درس القمح على الطريق
بيت السعده ام داود الله يرحمها كانت دايه الحاره
طريق مزفت وبيوت ومنازل على اليمين والشمال
انما هي متميزه عن غيرها من الحارات كونها تبداء بنزله وتنتهي مثلما تبداء بنزله
ولها درج كبير وواسع له حوالي 7 سفرات او مدوره و 73 درجه
ودرج صغير لا يتعدى العشر درجات عند بيت شهدا وعطا الملحم
وهذه الحاره الهادئ نسبيا كونها لا تضم اي محلات او معامل في تلك الفترى
وكان يوجد في الحاره اشخاص او بيوت يتميزون اكثر من غيرهم
مثلا بيت رزق تربيت الحمام والمنشر الوحيد على الطريق
بيت الخربوش هم الوحيدين الذين كانو يأتون بالفستق الاخضر من السهل
بيت ابو كمال اللولو تربيت الارانب واقتناء اول تلفزيون وبسكلات
الاستاذ ابراهيم كان لديه باروده خلع 10 مم ويدك خرطوشها يدويا
بيت الزلف درس القمح على الطريق
بيت السعده ام داود الله يرحمها كانت دايه الحاره
طرابلس في 23 \5 \ 2008
غسان رزق العلي
---------------------
رحيل السنونو
في كل عام وفي متل هذه الأيام اتذكر حين كنت
في المدرسة الأبتدائية في صافيتا
بدرس بكتاب القرائة العربية وهو بعنوان رحيل
السنونو ، وكيف ايقظه تمثال احد القادة
المبجلين من نومه بدمعه سقطت على السنونو ،
لأنه كان يشاهد كيف ان بعض الناس فقراء جدا لكن راضين بقدرهم
فقال السنونو للتمثال لماذا تبكي وانت من
الحجر الصلب ، فقال لقد احزنني ما اراه من هنا من موقعي
فسأله السنونو ماذا ترى فقال اشاهد بعض الناس
يتألمون ويجوعون الخ .....
فطلب منه التمثال ان ينزع جوهرة السيف
ويعطيها لأمرأة كما اذكر وايضا عينيه لأنهم من الياقوت
لأناس اخرين
فقال له السنونو ها قد فقدت عينيك فماذا
ستشاهد بعد اليوم فرد عليه بالصمت
لكن السنونو بعد هذا العمل المضني فاجئه
الشتاء وقد مات بين رجليي التمثال
قصة لم اعد اتذكرها كاملة لكن حبكت القصة لا
تزال عالقة في رأسي منذ ذاك الوقت
واتذكرها دائما في مثلي هذه الأيام من السنة
طرابلس في 21 \ 9 \ 2011
غسان رزق العلي
----------------------------------------------------
حنين الى صافيتا
عندي حنين الى الحاره الشرقيه ، التي لا املك بها بيت ولا ارض ولا محبوبه .
انما فقط ذكريات من طفولتي ، التي كانت مثل كل طفولة اولاد الحاره ، درس ولعب ، وعمل
في الارض ، ومساعدة اهلنا في بعض الاعمال ، التي لا تخلو من بعض الشقاء والعذاب ،
لا اعلم لماذا لكن اعتقد جازما ، انه بسبب هجري لتلك الحاره ، وايامها الحلوى والمره في
ان معا ، والنزول الى بيروت ، وخطف الطفوله لصالح العمل .
ومن ثم بدء الحرب في لبنان ، ولم ادري كيف كبرت ، واصبحت رجل في لبنان ، وعندي كل ما
اتمناه ، انما في داخلي تجمد ، ذاك الطفل في صافيتا ، وكانه توقف الزمن عنده .
عندما كنت اغني لاولادي ، في صغرهم اغنية في ضيعتنا الحلوي عندي اوضا ودار ، كان
الحنين يشدني الى الحاره بصافيتا ، وكان اولادي يغفون ، من شدة شغفي بها وحبي لها ،
هنا لا ادري ماذا يشدني ، الى هذه الارض ، وهذه الحاره ، هل هو اهل الحاره الطيبين ، ام
اولاد الحاره وعجقتهم ، هل الاقارب وهم بكثر في صافيتا ، بحيث لا استطيع المرور في
اي منطقه بسوريا ، من دون المرور الى صافيتا ، ولو لساعات ، غريب هذا الحنين .
احب لبنان كثيرا حتى الموت من اجله ، وقد تعلمت حبه من صافيتا ، وذلك من خلال انشادي
النشيد الوطني السوري في المدرسه ، وانشاد نشيد يقول يا بلادي بحبك شادي صوت
الشحرو بحب السهل والوادي وكل المعمور .
ومن لبنان احب مدينتي طرابلس ، التي املك فيها كل شيء ، الزوجه المحبه والاولاد
المتعلمين والمهذبين ، واملك بيت ، ولي اصدقاء ، واصحاب ، ورفاق ، وذكريات لا تعد ولا تحصه ،
ولكن لماذا هذا الحنين ، الى الحارة في صافيتا .
حين ادخلنا الانترنيت ، الى البيت وضعوا اولادي برنامج ، يدعى قوقل ارث ، وبداءت اشتغل
عليه ، والولوج على المدن التي ، اوصلني الى صافيتا ، وشاهدت الصور الموضوعه فخالجني
ذلك الشعور ، الذي كنت احس به ، حين اغني في ضيعتنا الحلوي ، وهنا وجدت صوره يوجد
عليها ، وب سيت يدعى صفتلي ، وسرعان مادخلت عليه ، ولكن صعوبة الدخول له ، ازعجني
ولكن كان الحنين يعود ويشدني ، الى الموقع من وقت لاخر ، رغم التقليعات والتعليقات ، من
قبل الاولاد ، وفي يوم من ايام شهر ايار ، وبالتحديد يوم 8 من الشهر ، عدت الى الموقع ووجدته
بحلته الجديده ، فندهت الى ابنتي ريتا ، مساعدتي ومستشارتي ، في هذا الموضوع ، ودخلنا
دخول المنتصر على الموقع ، والسرور والحبور بادي على وجهي ، ونفسيتي اصبحت مرحه،
والاجمل من كل هذا انني دخلت ، على موقع لي فيه الكثير من الاهل ، والاحباب على
راس القائمه ، الاسمر ابوه ابن خالتي ، وطارق ابن رفيق طفولتي جلال ، ونبيل ، والست انانا ،
ورامي ، وديانا المهضومه . حينها عرفت لماذا هذا الحنين ، انني احن لطفولتي ، التي سرقت
مني ، في غفله من الزمن ، نعم ونعم ونعم طفولتي المسروقه ، قد عاد جزء منها بواسطت
هذا الموقع ، الذي ارسل له كل محبتي ، واحترامي ، لكل من ساهم بوجوده ، والمشتركين به .
اه اه اه يا صافيتا ، طفولتي مجمده بالحاره ، فحافظي عليها ، حتى اعود اليكي ، في وقت قريب
طرابلس في 10 \ 5 \ 2008
غسان رزق العلي
------------------------------------------------------------------------
لبوه من الحاره
في الحاره يوجد بيت المسؤله عنه امراة ، وكان عليها القيام بدور الام الحنونه ، والاب الظالم الذي لا يرحم ، وهي بطبيعتها صعبة المراس ، وعنيده حتى درجات العنف ، ولا تهاب احد والويل لمن يقرب من ابنائها ، فتصبح هنا لبوة كاسره لا تهاب كبيرولاصغير حتى ينتهي الضيم .
تعاطيها مع الناس حسب مزاجيتها كريمة الى اقصى الحدود ، والبخل لا يعرف له مكان في قلبها ، او بيتها فاذا كانت تشوي كبه ومر احد على الطريق بقربها كونها تشوي على الطريق ، تلحق به لعند درج الحاره وهي تقول" تحب الله كول هالقرص وبحياة فلان وعلان..." حتى ياخذ القرص ولو بخجل .
ولما كانت تنزل ، الى بيروت لعند ابي ، كانت تجلب معها اشياء كثيره ، ومنها غير موجود بالضيعه بحسب تسميتنا لها آن ذاك .
وان طلب منها احد الأشخاص من الاشياء ، ولو على حساب البيت كان يحصل عليه بكل ممنونيه ولكن اذا "مش على كيفا" لا احد يحصل على شيء منها ، واذكر ان بعض الاقارب باتو لدرجة "يشلحونها الهدم الذي تلبسه".
وكانت تفعل اعمال ، لا ترضي الكثير من الناس مثل "اقتنائها الحَمام" رغم معارضة اهل الحاره والمشاكل التي كانت تحدث لها ، وخصوصا عند موسم البرغل ، وهنا لا بد من ذكر مشهد الحَمام وهو يأكل ، عندما نرش لهم القمح او الذرة البيضاء ، يبدؤون با لنزول وراء بعضهم البعض ويشكلون حلقه على مقدار الرشه التي رششناها لهم ، ويدخلون الى الداخل بشكل دائري حتى الانتهاء من كل الحب ، فيرجعون الى التختيه مكان مبيتهم .
إنما هذه المرأة كانت "اخت الرجال" بحيث كانت تعمل اعمال الرجال ، في كل المواسم وكانت "قدا". في الزيتون قلما عملت عند احد ، لانها لا تتحمل احد فكانت تعفر الزيتون ، من الصباح حتى المساء ، وياما نذهب لملاقاتها في اماكن بعيدة عن البيت ، بعد عودتنا من المدرسه ، ونعود في الليل ، وكيس الزيتون على رأسنا ، ونجر غصن زيتون يكون انكسر، من جراء عاصفه في الليله الفائته. اذكر مرّه من المرّات جررت غصن ، من جهة "عين بحنيتي" الى البيت ، ومره ابعد من كرم الشيخ ، هذه القطع الأرض هي معروفه من قبل اهل صافيتا .
في موسم الزعتر "حدّث ولا حرج" وموسم السليق "يا عيني" وموسم البذاق يا للالّي ،( والله وكيلكون) حتى الحزِنبول ما خلص منها ، والصيف وما ادراك ما الصيف عمل البرغل وتدبيس الحصرم والرمان والبندوره ، وكل الامور ، ومحسوبكن ألو حصة الاسد فيها، هنا تذكرت عمله عن عنادها هي ، و اخي جما ل كنا في ارض دانيال ، واتفقنا على ان انطر انا قبل الظهر، وجما ل بعد الظهر، فما يمضي وقت حتى يصير جمال يزعبر عليي ، لا يأتي في الوقت المحدد انما على كيفه ، ولما اشكيه لامي يحلف ويتحلف انه انا الكذاب.
وفي يوم من الأيام اتت امي لعندي ، ولم ياتي جما ل سوى بعد فترة طويلة ، فهرعت صوبه بدها تكمشو للتضربه ، فما كان من جمال ، سوى الركض امامها ، ونزل صوب الوادي ، وهيا ورائه حتى "الشيحانه" وهناك تمكنت ان ترميه بحجر على ظهره ، فوقع على الارض من شدة الضربه ، فقالت له "مُت يا إبن كذا وكذا" وتركته ، وعادت اليَ في ارض دانيال ، وهي تلهث من التعب وروت لي ماذا حدث ، فقلت لها "يعني شو تركتيه واقع على الارض وجيتي؟" قالت "هيك" فانشغل بالي عليه ، وهممت بالذهاب لعنده وإذ به يصل وهويضحك ، وهنا احسست بها كيف عادت لها روحها اليها عند مشاهدته.
من حسنات نزولها الى بيروت ، انها من حيث لا تدري ساهمت بانتشار المجلات المصوره ، تلك الايام مثل "مجلة ريما" و"فوتو ريما وسوبرمان" والى ما هنالك من مجلات ، وحتى فتحت دكان في الحاره ، مكان المطبخ الذي كان تحت الدرج ، وكانت تجلب الأغراض من لبنان ، ونحن نبيع ، ولكن نأكل اكثر ما نبيع لذلك اقفلته بعد فترة .
والملفت للنظر رغم كل قسوتها وصلابتها كانت حنونه لدرجه كبيره ، وزعلها من اي شخص ينتهي في اليوم الثاني ، وما يلفت نظري ، انها لو سبّت أحد يبقى يضحك ، وكانت تسبَ الكل ( الكبير والصغير والمقمّط بالسرير)، وهذا كان سبب من اسباب زعلي ، منها في اخر ايام حياتها وموتها ، وانا زعلان منها ، ولم تسلم الروح حتى شاهدتني ، وشدّت على يدي ونامت ، ولم تفيق من بعدها ، كم انا حزين من جراء ذلك رغم مكابرتي ، وعنادي الذي ورثته منها ، وهذا الحزن ينهش جسمي ، ولا أرى علاج له ، رحمكِ الله يا امي ، ويا ام جمال ، يا امرأة لا امرأة تشبهكِ ، من بين نساء العالم بعنفك وقساوتك وحنانك وعطفك ، انها عفيفه اسبر الياس - بنت الحاره
طرابلس قي 22 \ 5 \ 2008
غسان رزق العلي
------------------------------------------------------------------------
هوس بصافيتا
من كتر شغفي بصافيتا ، كنت اينما حللت ، وعرفت ان احد من سوريه فورا اسأله من اي منطقه ، وكم يخيب املي عندما لا يكون من نواحي صافيتا ، حتى انني اذكر في العام ،1979 كنت اخدم في بلدة الحدث في بيروت ، واذا بعريف يذكر اسم صافيتا ( فأنشت ) أذنيّ وتقدمت منه قائلا من تعرف من صافيتا ، فقا ل لي انه يغرف عائله من بيت لولو ، فهنا قفز قلبي في صدري ، وقلت له اني اعرفهم ، انا كنت ساكن في نفس الحاره التي ينتمون لها بصافيتا ، واخبرته انني اعرف اهلهم ، وذكرت بعض افراد العائلة ، فهنا اخبرني انه كان ميشو الولو يعمل هنا في لبنان ، وقد توفاه الله من مده وجيزه الله يرحمه ، فدب الحزن فيي كوني اعرف المرحوم عن قرب وكنا نلعب سوية .
في الصيف من نفس العام صعدنا الى المتن الاعلى في اطار الأمن ، وانتشرنا هناك وكنا نقوم بدوريات في منطقة عملنا ، وكان الناس يرحبون بنا بحب وشغف ويعزمونا على شرب القهوة او العصير وبعض الأحيان الأكل عندهم ، وفي احد الأيام ، وكنت بدوريه ، فتوقفنا عند احد الأهالي وكانو سهرانين ، ونحن تبادلنا الأحاديث ومن جملتها انه يوجد بمقربه من هنا متحف للرسام مشهور هو قيصر الجميل ، وانه يوجد بداخله العديد من الرسومات لا تقدر بثمن ، فقلت له ، هل فينا بالنهار الدخول عليه ، فرد علي قائلا ، بدك تشوف حدا من بيت حدو ، اذا بيسمحولك تدخل ، وهنا تنبهت ان هذا الأسم مألوف لسمعي ، فقلت حدو ؟ فقال الرجل اي شو بتعرفو ؟ فقلت يمكن اذا كان من صافيتا ، فقال على الفور نعم هو ، فماكان مني غير القول فيي روح شوفون ، فقال هليق والدنيا ليل بكره الصباح .
فاتفقنا على انه يقول لهم ويرد علي خبر ، وبالفعل ثاني يوم وعند الساعه الحادية عشره ، وصل لعندي الرجل وهو يضحك ، فقلت له خير ها لضكه ، فقال انهم ناطرين زيارتك لهم ، فقلت وهل استطيع الأن فرد بالأجاب ، فطلبت الأذن من الضابط المسؤل عني فسمح لي ، فصعد مع الرجل بسيارته ، وذهبنا الى بيت حدو ، فاستقبلوني استقبال غير شكل مرحبين بي ، ودخلت بيتهم ، وكان بيت متواضع وعائله قريبه من بعضها والكل بشوش ، وهذا ما اراحني كثيرا وتعرفت عليهم ، وعرفتهم على نفسي ، وذكرت لهم من اعرف من اقربائهم ، وعن بيت سليمان ، وبيت حنا ، والمرحوم ابو حدو ، وكيف كان في اخر زمانه ، وكيف كان يخبرني عن حدو ، وانه يطلب ان يشاهده ولو لمره على رغم انه فقد النظر في اخر حياته ، فحزنو ولكن الفرح غمرهم كنوهم تعرفو علي ، ودامت المعرفه حوالي 3 اشهر ، ومن بعدها انقطعنا عن بعضنا لدواعي الحرب ، التي كانت تعصف في لبنان .
وحتى الأن يوجد عندي هذا الهوس ولا اعرف اذ سوفى يرحل من داخلي هذا الهوس او الحب لصافيتا .
طرابلس في 13 \ 6 \ 2008
غسان رزق العلي
------------------------------------------------------------------------
الجنرال الأبيض
طفل نايم ومش عارف برا شو عم يصيير، مغلغل تحت لحاف من الصوف منشان ما يحس بالبرد ، والدفا ما يغادر الفرشة لي الها عليه جميل ، ومن حركته طول الليل تجعلكت ، وتجعلك معا الحلم الرقيق على صوت الأب ، قوموا يا ولاد شوفوا الجنرال الأبيض ، معبا الدني بلحاف ابيض من هون لعند البرج والصبح متل الختيار .
وعي الطفل من نومه العميق ، ونسي انو دفيان تحت اللحاف ، وما معو رفيق ، ونط من دون ما يلبس بأجره ، وصار برا عالطريق ، يتأمل الجنرال يلي فيقو بكير ، واذا بالدني ملياني تلج ابيض بفونس العيون ، وهذا الشيء محبوب من الكل ، شيب وشباب يلعبون به ، وبيضربوا بعضن ، وبعد فترة وجيزة تعب الطفل من هيدا الابيض ، والتلج يبرد قلبه الصغير ، ومن شدة التعجب بهاللون ركض من دون ما يحث انو حافي ، وما في باجرو شيء يحميه ، ولكن بعد ركض ونط اجا وقت الزعيق من اللم والوجع بجسمه الغض والصغير ، وركض وبحضن امه ارتما وهو يسأل ليش هيك عم يصير ، ليش عم ارجف ، وامه تقلو:" تقبرني يا امي ، هيدا التلج هو السبب ، وانت من سرعتك ما ستوعبت تلبس بأجرك" ، ومدت ايدا تلامس اجريه الباردين ، وصارت تفركون وبصدرها تحطون ، حتى الدفا يتغلغل بجسمو البردان ، وبلش يسأل:" ليش كل الدني بيضا؟ ، وحتى البرج ابيض يا امي!!!" ، جاوبتو اموه:" الله بيحب الضيعة منشان هيك رشا بلون ابيض ، علامة انو رضيان عليا" ، فهداء الطفل وقبل بلي انقال ، وكان وقع هذه الكلمات على الطفل كالنقش بالصخر، وترسخت عنده ، فكان كلما شاف التلج قال الله راضي على هذا المكان، حتى اكتشف بعد حين انو التلج هو عامل طبيعي ، ولكنه كان يحلم ان يكون بهيديك الضيعة وقت تتلج الدني ، بس... ليس كل ما يتمناه المرئ يدركه.
طرابلس في 16\11\2008
غسان رزق العلي
------------------------------------------------------------------------
ابو عصام
من وراء دركسيون - M - A - N
________________________________________
في الحارة الشرقيه ، كان يهدر صوت شاحنه ، والكل يعرفها بشاحنة ابو عصام ، وهذه الشاحنه وسائقها معروفين ، وهو يعرف الجميع كانت لها اخت لتلك الشاحنة ولا اعرف ماذا حصل لها.
هذه الشاحنه وسائقها ، لهما فضل على اكثر بيوت صافيتا والجوار في ذلك الزمن ، لانها هي من ينقل الرمل والبحص من الساحل ، والحجارة الكلسيه والدبش من جهت الدريكيش ، ولكن كان لهاعمل اخر ، الا وهو تحميلنا واخذنا الى الاماكن البعيدة ، مثل مار الياس الساحل ، ومار الياس عندنا في صافيتا ، وجبل السيدة بالكفرون ، وبعد الاحيان الى القرى المجاوره والساحل .
وسائق الشاحنه ، رجل متوسط القامه ، جسيم وجهه ضحوك ، مايل على الاحمرار ، بطيء بمشيته ، كونه طول النهار جالس وراء مقود الشاحنه ، من ميزاته انه عاطفي اكثر من الازم وحنون ومحب وقلما تجد هذه الصفات برجل .
نعما الله عليه بوفرة النسل ، وهذا يسبب كثير من الانزعاج والتوتور ، لكنه سبحان الله طويل البال وصبور جدا جدا ، ومما اذكر انه رغم كبر عائلته ، كنا نحن نحل عليهم ضيوف في الصيف ، ونسكن عندهم ولم يتذمر مرة من وجودنا ، وهذا قبل ان نسكن في صافيتا ونعيش بالحاره .
هذا الرجل عصامي بنى نفسه بنفسه ، وجاهد وعمل المستحيل لتكوين عائله هي اليوم كبيره ومنتشره بعدد من الدول .
من هو هذا الرجل الذي جعل من صافيتا كلها تحترمه وتقدره وتحلف بحياته انه ابو عصام - حبيب ضومط - رحمات الله عليه
والعمر الطويل لكل عائلته
طرابلس في 8 \ 8 \ 2008
غسان رزق العلي
------------------------------------------------------------------------
ابو ريمون
________________________________________
من الحاره اشخاص لايعرف عنهم الكثير ، ولكن حين التدقيق بحياتهم نجدهم ذو سيرة
يجب الاطلاع عليها والاستفادة منها ، وخصوصا الجيل الجديد .
منهم عمي سليمان القحط "ابو ريمون" رحمات الله عليه .
رجل كأنه يسكن الارض التي يعمل بها اكثر من ان يسكن البيت ، في "الحمام" وهي ارض
تسمى هكذا ، يفلاح ويزرع ويحصد .
في حار الصور تراه يحصد القمح .
في حار صنبح تجده يزرع كتل الزيتون
رجل عنده العمل قبل كل شيء ، لا اذكره رجل اجتماعي بشكل عام ، انما رجل ولا كل الرجال
في الزراعه ، وانا من الذين عايشوه عن قرب لفترى 8 سنوات ، وكنت قريب منه ومن اولاده ،
الذين كنا اقرب الرفاق واكثر المتخاصمين ، كوننا انا واخوتي من نفس العمر تقريبا ، و اذكر انه
عندما نتخانق مع اولاده ، كان يقول انتو لبنانيه فلو عنا روحو على بلدكم ، ولكن مثل كل ابناء
الحاره ، كانت الطيبه هي ترعى كل شيء تقريبا ، وينتسى كل شيء تاني يوم .
بالعوده لعمي ابو ريمون ، اذكر عددة امور كانت تميزه عن غيره من رجال الحاره ، فقامته
طويله نسبيا مربوع الجسد ، واكثر ما كان يلفتني به شعره الاجعد ، وفي ذاكرتي صوره له على
العين ، يغسل وجهه المسمر من شمس الصيف ، وشعره متدلي على وجهه مثل الخواتم ،
والسيكاره اللف معلقه على شفته السفليه ، التي لا تزيح ولا تقع مهما كان حديثه طويل ،
وياما اشعلها عددة مرات بالقداحه الفتيل وتعود فتنطفاء من جديد .
وبارودة الدك التي لا تفارقه لحظه من اجل قتل الحياياه
من الذي اذكره انه اول من زرع الدخان في الحاره ، وكان يجب شكه بيخيطان ونشره مثل
الغسيل ، وكنت لما اساعده بشيء كان كريم ماديا ولايترك شيء عليه.
ومما اذكره ايضا في ذلك الزمن الجميل عن عمي سليمان ، انه اخر شخص استعمل درس
القمح على النورج في الملعب بعد العين .
ارجو من الله ان اكون قد وافيت ذلك الرجل بعضا من حقه وارجو من عائلته مسامحتي
على اي غلط وادعو لهم بطول العمر وخاصتا خالتي ام ريمون
والى اللقاء مع شخصيه اخره من الحاره
طرابلس في 10 \ 5 \ 2008
غسان رزق العلي
----------------------------------------------------------------------
العم ديوب
من رجال الحاره المميزين ، كونه من القلائل ، الذين يلبسون الشروال في الحاره ، وكانو يعدو على الاصابع ، ويضع عقا ل وكفيه بيضاء مع لباده ، ويشلح على كتفيه جاكيت جوخ ، ولم اشاهده قط لابسها ابدا، وفي ذات يوم قرر ان يلبس بنطلون ، بعد الكثير من الاخذ والرد ، مع اولاده مطانيوس وجرجس ، وصعد الى الطريق ، كون بيته تحت الطريق ، وابنه مطانيس ينادي امي ، يا ام جما ل شوفي ابو مطانيوس ، لابس بنطلون ، وخرجنا الى الطريق ، واذا به لابس بنطلون الماني ، ويمشي وكانه( بالظلط) ، وبدأت امي تشجعه وابنه ، ولكنه لم يستطيع البقاء اكثر من ذلك ، وعاد الى بيته ، وشلح البنطلون ، ولبس الشروال ، وكان التندر بتلك الحادثه يثير العم ديوب ، لقد كان العم ديوب رجل عنيد جدا ، ولا يقتنع بالهين ، ولكن كان صاحب نكته ، وحضور مرح ومحبب ، وكان يقضي الكثير من اوقاته ، عندنا با لبيت ونتسامر معه ، وكان من اصعب الامورعليه الكشف عن رأسه ، واكثر من كان يحاول ، ذلك امي الله يرحمها ، واذكر انه كان يسكن فوق بيتنا ناس غرب عن الحاره ، وكان صاحب البيت دركي ، ويدعى ابو محمود ، وكانت ابنته سميحه الاكثر تودد لنا ، والقعود عندنا كونها من عمر اختي اما ل ، ووجود العم ديوب كانت السهريات ولا اجمل ، امام الصوبيا او منقل التمز او اشعال الحطب ...
حتى يوم مغادرتنا لصافيتا ، كان العم ديوب ، من الذين يضمن الكثير من الزيتون ، مما جعله من تجار الزيت في الحاره .
من الاشياء التي اتذكرها كرمه علينا نحن ، بحيث لما كنا ننزل الى البياضه ، وهي ارض فيها تين قطاني ورمان ، ويوجد بها بركتان محفورتان في الصخر ، تتجمع بهما الماء في الشتاء ، يسقي منهم بعض مزروعاته ،( وبعدها بترن باذني كلاماته كلو شو ما بدكم بس لا تخربو شي) ، وكان هذا يحسني بالأمان ، كون جدي لا يتقرب منا ، فكنت اعتبر العم ديوب هو جدي ، على رغم رفضه المطلق لكلمت جدي ، ويقول بحب تنادولي عمي ديوب ، كم اشتاق له هذا الختيار ، الذي كان يأبا الأعتراف بأنه كبرا في السن ، ولكن في النهاية ، اتى اليوم الذي لا احد يستطيع الوقوف ، في وجهه وهو الموت ، رحمك الله يا عمي ديوب بل يا جدي .
طرابلس في 18 \ 5 \ 2008
غسان رزق العلي
----------------------------------------------------------------------
ابو صميله
طول عمري ، وانا اسأ ل نفسي من اين تأتي الألقاب ، ومن يطلقها على الناس وخصوصا الناس العامه ، التي لا مركز لها في الحياه العامه ، انما هم اناس عادين جدا يطلق عليهم لقب فيلبسهم ، ولا يعود احد يناديه باسمه الحقيقي ، وحتى اهله يصبحو ينادوه بلقبه وليس باسمه .
عندي بالحاره عدد من الرجا ل الذين لهم القاب مثل جريس الادريس ، نبيل البهلول ، جورج الزمليط ، بيت الزلف ، وابو صميله ، لا اعرفه سوى بهذا الاسم رغم اني اعرف اسمه الحقيقي وهو جورج .
وابو صميله ، من اولاد الحاره الذين لم يحبو العلم والتعلم ، وعنيد جدا ، ولكنه حباب جدا على رغم مظهره القاسي ، وهوغير مأذي على الأطلاق فهو لا يفتعل مشاكل مع احد ، وطيب القلب بشكل اذا اعطيته سيكاره في ذلك الوقت تكون انت حبيبه ، واذا لعبته طرنيب وهو(ملك الطرنيب وابو ربا )فانت كل القصه ، وحبيب قلبومتل اكل الزعتر والشنكليش وشرب المته والشاي ، وورق اللعب لا يفارقه ابدا ، اينما ذهب يكون الورق معه وكان( زعبرجي نبر وان ) ولكن طيبة قلبه كانت دائما تسبقه ، لذلك لا يعمل مشكل على الرغم من انه اكبر منا بشوي ، وكنت انا رفيقه وصديقه باللعب وشرب المته ، وكنت اقصده في بيته وهوله فسحه غير مصبوبه ويوجد ثلاث اشجار زرنزخت يفيو الدار ، والهواء يأتي من الوادي منعش ولطيف ، الله ما اجمل تلك القعده ،
وكنا نجتمع في بيت شعشع ، الذي كان يبنا حديثا ، ونلعب الطرنيب ، او على عين الشرقيه ، وحين نرجع( البريق مشحور ناكل كم مسبي) من خالتي ام جورج .
في يوم ذهبت لعنده بعد غيابه عن الحاره كم يوم ، واذا به مريض والحراره مرتفعه جدا ، وامه تطلب منه ان يأكل فلا يرد ، وكانت جارتهم عندهم ، وخالتي ام جورج تخبرها انه يرفض اخذ الدواء والأكل ، واخبرتها كيف مبارح زعبرت عليه ، فوضعت حبه الدواء بفصل الليمون لما كان اخذه ، وهلق بدي حطلو تحميله تنزلو الحراره ما بيقبل ، فقلت لها انا ولو يا خا لتي حطيلو التحميله بفصل الليمون وطعمي ياها ، فما كان من ام جورج سوى ضربي وشتمي وكحشتني من البيت ، وانا لا اعرف لماذا طلع خلقها على هذا النحو ، ولماعدت الى بيتنا ، قلت لأمي ما حدث معي ، فضحكت علي وقالت لي ، التحميله توضع من تحت ، وليس من فوق ، وهنا عرفت لماذا طلع خلقها خالتي ام جورج وصرت اضحك على حالي ،
وكلما اتذكر هذه الحادثه اضحك واقول شو عقل الولد محدود .
من ميزاة ابو صميله انه كان يدخن امام اهله ، ويحب التدخين كثيرا بحيث كان يقال عنه ( انو بسيكاره بتحدو عالبحر وبتردو ) وفي احد الأيام اتى احد الشباب الكبار واعطى ابو صميله سيكاره لف ، فاشعلها وبداء الشفط حتى حصل انفجار بيد ابو صميله ،
وكانت السيكاره مفخخه بضرب فتاش ، ونتج عن ذلك تورم اصابع ابو صميله ، وصارت حالته حاله ، وظلينا نضحك على هذا الفصل لمده طويله .
للاسف لم اشاهد ابو صميله منذو العام 1976 على الرغم من نزولي الى بيت اخوه فادي ( الفراشه ) وهو صهرنا كمان عددت مرات ولم احضا بابو صميله، الف تحيه لك ابو صميله من القلب
طرابلس في 10 \ 5 2008
غسان رزق العلي
-------------------------------------------------------------------------
اكل الرمان من دون وقوع اي حبه
في ساحه الدريكيش او الساحه الشرقيه ، وفي اتجاه الغرب ، صعودا نحو المقابر ، ولجهة الشمال يوجد محل لصنع الأحذيه ، وصاحبه انسان بشوش حباب كثيرا ، ويدعا اسبر الداود
وكان يتجمع عنده الكثير من شباب الحاره ، من اجل شرب الدخان ، ومن اجل المسامره ، وخصوصا في الشتاء ، وكان يصنع الأحذيه مع اخويه عيسى والياس ، من وقت لاخر
وكنت انا من الذين يقصيدونه ، واجلس عنده ، خصوصا عندما ضمنا كرم مقابل محله بجانب المقبره ، وكنت اخاف البقاء وحدي هناك ، لذلك كنت اجلس عنده اكثر الأوقات ، سوى عندما يأتي احد من اهلي او رفاقي ، فنذهب الى هناك
وفي يوم من الأيام دخلت الى المحل ، واذا بشابان اثنان ، وكل واحد بيده رمانه ، وعليهما تقشيرها ، واكلها دون ان تقع اي حبه منها ابدا ، مهما كلف الأمر ولو على القشره ، لا يجوز القاء القشره غلى الأرض وعليها حبه ، انما الواجب رميها وليس عليها شيء ، وقد اصابني العجب ، من هذا العمل المضني ، والذي لا يستفيد منه الرابح بشيء سوى المديح فقط ، وانما كانا الشابان يعملان على تقشير الرمانه ، واكلها حبه حبه ، وبعد جهد ، والكثير من التأني انتهيا الشابان ، ولم يستطيعا اكمال العمل بالشرط
وانما فيما بعد ، وبعد فتره من الزمن ، استطاع احد الأقرباء لي التفوق على الشباب ، واكل الرمانه من دون وقوع اي حبه على الأرض ، وكانت خبريه يضرب بها المثل في ذلك الوقت ، ومثل هذه الألعاب وغيرها ، التي كنا نلعب بها نحن ، والذين من قبلنا ، كنا نجملها بودعتنا بشكل طفولي ، وكنا اذا حزنا على اللعبه ، يكون حزننا عن جد ، واذا فرحنا يكون فرحنا عن جد .
هل حاولت شي مرة ان تفعل ذلك .
هل تحب ان تجرب ذلك .
طرابلس في 10 \7\ 2008
غسان رزق العلي
------------------------------------------------------------------------
الأنتقال الى ثانويه الرامي
بعد الأنتهاء والنجاح في مدرسة الرشيد ، توجب علينا انا واخي جمال ، الأنتقال الى مدرسة جديده ، لم نعرفها من قبل ، سوى بالمشاهده من عند سينما النجمة ، وهي ثانويه كبيره ، وكون اخي من التلاميذ المهذبين جدا ، ولا يعمل مشاكل ، فكان يتوجب على امي تأمين كفيل لنا في الثانويه ، وكان لها ما ارادة ، من قبل احد النظار في الثانويه ، مع وعد من قبل جمال بعدم المشاكل ، وكان على الطلاب في بداية المد رسه ، ان يختارو اللغه التي يريدون التعلم بها ، والمشكل عند من يختار انكليزي ، فعليه سحب من كيس يحمله ناظر ، ورقه اذا كتب عليها فرنسي او انكليزي ، فيجب على التلميذ التقيد بذلك ، ولا مجال للجدل كون السحب امام التلاميذ ، ونحن من الذين حبينا الأنكليزي ، فجاء اسم اخي قبلي ، وسحب ثلاث مرات متتاليه ويطلع له فرنسي ، فقال له الناظر انتظر على جنب ، وشوبيسحب اخوك بتروح معه ، وبالفعل سحبت انكليزي ، وكان لنا ما اردنا ، وبعد ذلك تم توزيعنا على الصفوف والشعب
في ثاني يوم في الثانويه ، ونحن متجمعين من اجل الحصول على الكتب المجانيه ، وهكذا كان في ذلك الوقت ، واذا بهرج ومرج ، يحصل في الملعب ، واشتبك الحابل بالنابل ، ولا احد يعرف من يضرب من ، وحين تتدخلوا الأساتذه ، و تم تفريق الشباب ، واخذا المشاغبين الى الأدارة ، واذ بجمال هو الأساس بالمشكل ، وضارب تلميذ كف مورملو وجهه ، فتدخل اولاد ضيعة المضروب ، فتدخل اولاد الحاره الشرقيه ، ومن لف لفيفهم ، وهنا ظهر الناظر الكفيل ، ونادا باعلا صوته ، شو يا جمال في اول يوم مشكل ، فقال له مدرستك هيك بدها ، انا مابقبل حدا يطلع فيي بالورب ، ودخلو الجميع لعند المدير ، وهو من حارتنا وجارنا ايضا من بيت القحط ، وحلو المشكل حبيا ، وانتها ذلك اليوم على مصالحه كبيره بين الطلاب .
ولكن اخي لا يريد لأحد ان يعلم عليه ، وذات يوم يأتي استاذ ، وشعره طويل جدا ، واول مادخل الى الصف ، طلب من جمال قص شعره ، وهنا وقعت حرب بين الأستاذ واخي ، لم تنحل طول السني ، على رغم تتدخل مدرب الفتوة في ذلك الوقت ، وكان برتبة ملازم اول ، ولم يفلح مع اخي شيء ، على رغم انه كل تلميذ لا يقص شعره ، كان يزوع سالفه من قبل الناظر ، ولم يستطع احد اجبار جمال ابدا ، حتى استسلمو للواقع ، ولكن مقابل ذلك اجبروه على دهن ، كل الواح الصفوف بالون الأخضر ، وكان لهم ما ارادو منه .
وهنا اتذكر الناظر ابراهيم السأسيء ، كيف كان التلاميذ ينزلون تحت البنك ، من جراء الشتاء الذي ينزل من فمه ، وعندما يلاحظ ذلك ، كان يمسك احدهم من شعره ، ويرفعه الى فوق ، ويجلسه على البنك ، ويحذو الأخرين حذوه ، وكانت السنه الأولى في الثانويه جيدة لي ، اما السنة الثانيه ، فكانت من اتعس سنين المدرسيه على الأطلاق ، ففي الصف الثامن ، اتانا استاذ لئيم وحقير ، الى درجه عاليه من الحقاره ، وهذا الأستاذ ادعو عليه كل ما تذكرت الثانويه ، وهو استاذ اللغة الأنكليزيه ، وكان كلما غلط احد التلاميذ ، وانا من ضمنهم ، يضربنا 8 كفوف على وجهنا ، مع كلام اسفه منه واحقر منه ، وتكرر ذلك معي ثلاث مرات ، فكرهت المدرسه ، ولم اعد احضر صفه في بادء الأمر ، وانما بعد ذلك تركت المدرسه ، ولم اعد احضر اي صف ، الى وقت الفحص النصفي ، فقدمت الأمتحان من اجل الناظر الكفيل ، ولكن بأوراق بيضاء ، وتركت المد رسه وصافيتا في نهايه الفرصه الربيعيه ، وذلك في اخر شباط 1973 متوجه الى لبنان ، والسكن الدائم هناك .
طرابلس في 26\7\2008
غسان رزق العلي
-------------------------------------------------------------------------
البرغل
الكل يعرف البرغل، وهو يستعمل في الكثيرمن اكلاتنا الشرقيه ، والقليل من الناس في هذا العصر يعرف كيف يصنع ، وكم من العزاب والتعب يكلف حتى يوضع على المائده للاكل.
وفي صافيتا عموما ، والحاره خصوصا ، كان موسم البرغل يجعل الحاره خلية نحل ، على عددة اسابيع يبداء اولا، بغربلت القمح بالغربال وفصل القش ، و الحصا ، وكل شوائب درس القمح ، من ثم المرحله الثانيه ، تبدا بتنقيت القمح ، وهذه العمليه تتطلب الكثير، من العنايه لفصل الزيوان والدحيريجه ، من القمح وكانت مجموعات ، من البنات ، وبعض الشباب يجتمعون حول طبليه كبيره( مصنوعا من الخشب ) ، ويوضع القمح عليها ،وتبداء التنقيه حتى الانتهاء ، من الكميه الموجوده ، فيوضع غيرها حتى الانتهاء ، من كل كمية القمح .
وكان لما تجتمع الصبايا ، والشباب يوضع شيء معين ، في وسط الكميه ،ليكون حافز الى العمل السريع ، ومن يصل اليه اولا يكون له ، وكانت في اكثر الاحيان يضعون علكه او بونبونه ، وكان المزاح والنكت والتعليقات على بعضهم من اجمل ما يكون ، ولولا تلك المساعدات ، لا ينتهي العمل بالهين .
ثم بعد ذلك ياتي دور سلق القمح ، وهذا يتطلب الكثير من الهمه ، والتكاتف ، والتعاضض ، وكل هذا تجده في صا فيتا عموما ، والحاره خصوصا ، فهذه المرحله يبدا فيها الرجا ل نقل الجعايل ، والحلل ، والقوافي ، وتامين الحطب الازم لوقد النار، وكل هذا يتم في النهار ، والعمل الجدي يكون قبل غياب الشمس بقليل ، ليبرد الطقس فتأمن الموقده ، وتوضع الجعا يل عليها ، ويوضع القمح فيها ، ويسكب الماء فوقها ، وتشعل النارمن تحتها ، وفي اكثر الاحيان ، كانو يضعون حلتين مع بعضهما ، من اجل السرعه في العمل ، والانتهاء من وضع القمح على السطوح ، وكانت هذه المواسم مثل الاعراس ، لأن كل الحاره تجتمع ، ان من اجل العمل ، او من اجل الحشريه ، مثلنا نحن الأولاد ، الذي كان لنا حصه ، من ذلك وهو عندما ينضج القمح يعطونا مقدار معين منه ، كنا نضع عليه السكر ونأكله ، وكان شوي العرانيس على الجمر، واكلها من الاشياء المفرحه ايضا ، وهذا كان يزيد الفرح بالعمل الذي يقومون به ، وكانت الجعايل ، والحلل تنتقل من مكان الى اخر، وتقريبا و نفس الرجال يقومون بالعمل .
بعد الأنتهاء من السلق ، يأتي دور التشميس ، وهذا يتطلب بعد الجهد ، والمروه كونه يجرى ، في عز الظهر، بتقليب حبات القمح لكي تجف ، وهذه العمليه كانت تتم بالأقدام الحافيه والمغسوله جيدا ، وهذه المرحله تأخذ حوالي 3 ايام .
وبعد ذلك يعباء القمح باكيس الجنفاس ، ويأخذ الى المطحنه ، فيوضع في صندوق خشبي على شكل تابوت ، ويفرك القمح بالايدي لبعض الوقت ، ثم يدخل الى المطحنه ، وحسب الدور، ويجرش بالشكل المطلوب خشن وناعم ، ويتفق على ذلك مع اصحاب القمح ، ثم يعاد الى البيت لتشميس من جديد ، وبنفس الطريقه فيجفف حوالي 3 ايام .
وبعد ذلك تجرى عمليت ، فصل البرغل الخشن عن الناعم ، وازالت القش ، وعند الانتهاء ، من كل هذا ، يوضع كل نوع ، بمكان مخصص له ، ويصبح البرغل جاهز للاكل ، والف صحه .
طرابلس قي 27 \ 5 \ 2008
غسان رزق العلي
------------------------------------------------------------------------
الصيف
الصيف له ما له وعليه ما عليه ، من مواسم ، وعمل مضني ، ويبداء من شيء ، وينهي بشيء اخر، ومن جملة المواسم موسم المشمش ، وهو من المونه في البيت ، ومن اهم المونه مثل التين بسكر ، ودبس الرمان ، ودبس الحصروم ، وهلم وجرا .
فالمشمش له فوائد عديده في الاكل ، والتحليه عند كل من يأكله ، اما عند الصغار فموسم غلي المشمش ، لا يعنيهم بشيء سوى العجو ، الذي يفقونه حبه حبه ، ويشمسونه كي ينشف من بقايه المشمش ، من اجل اللعب به في المراهنه ، ان بالزهر او بالكله ، ولكن كان الزهر الأوفر حظ ، ودرج الحاره " في صافيتا " هو المركز الأساسي لهذه اللعبه ، واذا خسر احد ما بيزعل ، ويحاول شراء العجو من اجل اللعب .
وحتى كان دارج في ذلك الزمن تكريج الجنط ، وهوعباره عن جنط بسكلات دون سياخ ، يكرج بواستط سيخ حديد مطعوج ، على شكل سين بعكف الكرسي ، وكنا نستأجر الجنط لنكرجه ، ونركض ورائه ، هل هذا عمل جنون ام لعب عفوا لا ادري ، وبعد فتره اخترع احد الصبيه شيء جديد ، وليس له صوت مزعج ، جنط من نبريش المي ، وهذا جعل اللعبه تنتشر اكثر ، ولا داعي لأستئجار الجنط صاحب الصوت المزعج .
ومثل هذه الألعاب التي تحتاج الى جهد وتعب كنا نلعبها ، ولا نسئل او اوف شو هالشغلي ، كان العمل الجسماني هو السائد ، وهذه الأشياء كنا نعملها ايضا ، بحبوب الحوز كمان ، ان الحوز كان يوجد في كثره في مزار قزما ودميان ، ولم يكن يوجد في الحاره اشجار حوز غيرهم .
كم جميلة تلك الأيام التي كانا من لا شيء نعمل امور ننمي بها جسمنا وعقلنا
طرابلس في 16\7\2008
غسان رزق العلي
------------------------------------------------------------------------
العمل في الصيف
في احد الصيفيات ، طلب مني عيسى الداهود ، النزول معه الى بيت ايليا الخربوش ، لأسليه وهدي معه السيبه ، كونه يطرش لهم بيتهم الفوقاني ، الذي يريدون تأجيره لجرجيس الديوب( الله يرحمو) ، وصعدت معه الى البيت ، وطلع هو من جهه ، وانا من جهه اخره ، وبعد فتره من الوفوف على السيبه ، واذا بصوت عيسى يبربعني ، وهو يقول نط يا غسان ، واذ بالسيبه تميل الى الى الأرض ، ونطيت انا وهو كذلك الأمر ، وهوت السيبه على الأرض ، محدثه صوت رهيب ومدوي ، صعد على اثره ، كل من كان ببيت الخربوش راكضين لعنا سائلين خير خير ان شالله ، فقال لهم عيسى خير خير ، وقعنا عن السيبه ، وكنت الهيئا انني نمت على السيبه ، وهو مط يده اكثر من الازم ، فكان ما كان ، والضحك على الشيء بعد فتره يكون نهفه ، وكل هذا العمل من اجل ان يعطيني سيكاره من وقت لأخر .
ومن اجل ذلك ، في صيفيه اخره ، اصبحت اذهب معه الى الدريكيش ، وكان فندق الدريكيش يبنى حديثا ، وقد عملنا به اكثر من اسبوع ، في التنقير للتمديد الكهرباء ، وكان هذا الأسبوع من اجمل الأيام التي قضيتها في الدريكيش ، كوني زرتها وعملت بها ، و كنت اشاهدها من بعيد ، ولا اعرفها عن قرب ، وكان يلفت انتباهنا في الليل ايضائتها ، وكانت على شكل اسم مصر ، والعمل في الدريكيش ، جعلني من المنقرين الجيدين في ما بعد ، حين تعلمت الأدوات الصحيه ، ولكن للأسف لم اكمل بها ، من جراء الحرب اللعينه في لبنان .
طرابلس في 15\7\2008
غسان رزق العلي
------------------------------------------------------------------------
الكلب واللحم
________________________________________
من اهالي صافيتا الكرام ، ولا اذكر اسمه ، كان لديه كلب صغير الحجم ،
وهو يسكن في الحارة الجنوبية التي صوب دير الكتوليك
فكان يرسل الكلب من البيت في الشرق ، الى الساحه الغربيه في الغرب ،
لعند قيصر الدباح ، لأنه كان في تلك الفترة الوحيد الذي يبيع اللحم ، على
ما اذكر
فكان يحمل السلة في فمه ، وبداخلها ورقه كتب عليها من انواع اللحم ،
واتذكر كم كان سريعا حين يمر بين الناس ، والملفت للنظر ، انه لا احد من
الناس كان يعترض طريقه ابدا ، على ما اذكر ، وقد شاهدته في الساحة
الشرقية مرة ، وعند اللحام مرة اخرة .
والجميل انه عندما يصل الى الدكان ، كانو الناس تجعلونه يمر اما خوفا منه او
تحببا به ، وفورا كان اللحام يقراء الورقة او من يعرف القرائه ، ويضع اللحمة في
السلة ، ويعود ادراجه كما اتى .
هذا الكلب الصغير في الحجم ، والكبير بعمله ، اتذكره وكأنه امامي الأن ، كم
جميل ان يكون عندنا حيوان مثله ، نأمن له وهو يصدق معنا
طرابلس في 25 \ 5 \ 2008
غسان رزق العلي
-----------------------------------------------------------------------
المساعده في الزيتون
تشتهر صافيتا باشجار الزيتون ، وهي توجد بكثره حتى يخال لالناظربأنه لا يوجد اشجار اخرى ، فاشجار الزيتون تبداء ولا تنتهي بصوره خضراء ولا اجمل ، وعاده يبداء الموسم ، من اول ايلول بلم حبات التي تهر لوحدها ، وتكون في اكثر الاحيان لزيت الصابون ، ام القطا ف فيبداء ، بعد عيد الصليب اي بعد 14 ايلول ، وهذا الموسم يجعل الوديان بحركه لا تهداء ، حتى نهاية الموسم ، ومن جما ل موسم الزيتون ، حين كانو ينادون بعضهم البعض ، من وادي لوادي ، والغناء وحتى المزاح والنكت ، كانت تقا ل على صوت عالي ، واذكر اني كنت في القلع الوسطاني ، عند بيت الحواط ، حد التنور، وكنت اغني (علالله تعود علالله ) ، وعند انتهائي من غنائها ، واذا بعمي داود السعدى ، يقوص لي بفمه دي دي دي ، وهوبالوادي حد كرم الشيخ
وعمل الزيتون صعب ، وممل لكونه لا يتغير، اما نبر ، او تلقيط ، والاصعب نقل اكياس الزيتون ، من مكان الى مكان ، وكل هذا يجري على ظهور الحمير .
في سنين العجاف ، يمر الموسم دون ضجه ، ولا احد يحس بها ، اما في سنين الخير، لا يعد احد يعرف كيف الخلاص ، قبل موسم الامطار، والصقيع الذي يجمد كل شيء في تلك الايام .
وهنا اذكر انه في سنة خير ، انتهت كل الحاره من زيتونها ، ولم يبقى غير العم ديوب( الله يرحمو) ، كونه يضمن الكثير من الزيتون يوم ذاك ، واصبحنا في اواخر شهر تشرين الثاني ، ولم ينتهي العم ديوب من زيتونه ، وبقيا عنده قطعة ارض ، وهي عين بحنيتي ، على طريق الياذديه ، فما كان من اهل الحاره ، سوى دب الصوت ، وذهبو لعونته لمدة ثلاثة ايام ، وكان اليوم الثا لث يوم الجمعة وهو عطله من المدرسه ، وذهبنا كبيرنا وصغيرنا ، في اخر يوم ، وبلش الشغل قسم ينبر، وقسم يلم ، وقسم يمد الخيشات ، الى الظهر انتها العمل .
وكل هذا يجري مع المزاح ، والضحك والتعليقات ، واذكر انه مطانيوس الديوب ، كان يحمل كيس الزيتون ميل احمر، على ظهره وينقله الى الطريق ، ويحمله بجيب اخوه جرجيس ، ويأخذه الى الكباس ، وعندما انتهينا شرعو النساء ، بحفلت طبخ المجدره ، التي هي على عاتق صاحب الارض ، في وقت الغداء ضربت حلقه تحت الزيتونات ، والكل كانو يضعو على الارض ما جاءو به ، من بيتهم مثل سليق مقله ، و شنكليش ، وتين بسكر، وعلى رأس المائده ، كم فحل بصل ينمعسو على حجر ، وكول والف صحة ، وكانت مائده عامره من حيث الاكل ، او من حيث المحبه ، وذلك اليوم كان مشمس بامتياز ، وعند الأنتهاء ، من الأكل عدنا كلنا الى الحاره ، والفرحه تعم المشاركين والعم ديوب ايضا
والذي لم يشارك لسببا ما كان يتحسر، على عدم المشاركه ، مع هذه الجمعه الجميله ويقول كل سنة وانتم بخير ، وخيرها بغيرها
طرابلس في 21 \ 5 \ 2008
غسان رزق العلي
------------------------------------------------------------------------
تعلم ركوب البسكلات
اذا عندك رغبة بعمل شيء جرب عمله لأنه يمكن يكون لك ذا فائدة في وقت من الأوقات
في احد ايام صيف 72 ، قرر العم نصر الياس ( الله يرحمه ) ، هدم بيته القديم ، الترابي السطح ، وحجارته المرصوفه بسماكة نصف متر ، ومغطه بالحواره ، والتراب الابيض ، وذلك فقط من الداخل ، اما من الخارج فكان دون تلبيس .
وطلب من مجموعا من اولاد الحاره ومن بينهم انا ، بنقل حجارة البيت ، الى مكان مجاور بالقرب من بيته ، و يبعد عنه نحو 25 مترا ، وشرعنا بنقل الحجاره بهمه ونشاط ، من اول النهار الى اخره ، وكان العمل مضني وشاق ، ولكن عند الانتهاء من العمل ، نسينا تعبنا ، حين اعطانا العم نصر اجرتنا ، وكانت ثلاث ليرات حجر سوريه ، مثلما كان يقا ل في تلك الفتره عن العمله النكل .
فعدت الى بيتي ، وتحممت وغيرت ثيابي ، ورجعت الى الحاره راكضا ، واذا بالشباب معظمهم يركبون بسكلاتات ، ويكزدرون في الحاره ذهابا وايابا ، وهنا شعرت بالغيره ، لكوني لا اعرف ركوب البسكلات ، وقلت في نفسي ليش انا ما تعلمت ركوب البسكلات ، على رغم المحاولات العديده ، التي كانت تقوم بها امي واخي جمال ، ولم تفلح اي محاوله ، ولكن في تلك اللحظه قررت ان اتعلم .
فذهبت الى اخي جمال ، وكان يلعب عند مطانيس التيموتي بالفيشه وهو ايضا من يأجر البسكلاتات ، وطلبت منه ان يعلمني ركوب البسكلات فلبى طلبي ، واعطا مطانيوس ليره ، وسمحلي بثلاث ساعات ، كوني اريد تعلم ركوب البسكلات ، وكانت الساعه بنصف ليره ، وعدنا الى الحاره ومعي البسكلات ، و بداءت اتعلم كيفية ركوب البسكلات ، وكوني راغب في ركب البسكلات ، تعلمتها بثلاث ساعات ، وقد استغرب اخي ذلك ، فكيف استطاعت من اول ساعه ، ان اتعلم ركوب البسكلات ، وتركني في الحاره ، اكمل باقي الوقت لوحدي .
ولا انسى كم كانت سعادتي كبيره ، وفرحي عظيم ، بانني اركب بسكلات ، وفي الحاره التي احب ، وكنت اصرخ على من يقف في دربي ، وذلك من خوفي الوقوع عن البسكلات ، وهذه اصعب مرحله عند المتعلم ركوب البسكلات ، والصعود على البسكلات من جديد ، والسيربها يتطلب مهاره وتقنيه مقبوله ، لا توجد عند المبتداء ، ولكن مع العزم والمواظبه ، تمكنت التغلب على اكثر المشاكل التي اعترضتني ، وفي نهاية الوقت المحدد ، ارجعت البسكلات الى التيموتي ، اكيد مع بعض الوقعات والصدمات ، ومشاكل في القياده ، والفوتا ت بالحيط من وقت لاخر ، انما العبره انه اذا نواى الانسان على شيء ، لا يقف اي عائق امامه ابدا .
طرابلس في 5 \ 6 \ 2008
غسان رزق العلي
------------------------------------------------------------------------
حاووظ الماء
من ذكريات صافيتا التي لا تنتسا ابدا
في سنة 1967 ضمنت امي كرم عنب وتين في الضهر ، وهو كرم كبير نسبيا ، ويوجد به قبر لصاحب الأرض ابو فريد ، والضمان كان من ام فريد ، وبجانب القبر يوجد عرزال ، وهو عباره عن حجاره مبنيه فوق بعضها البعض ، بشكل القبر تمام وبارتفاعه ايضا ، ويبنا عليه العرزال ، بوضع اعمده في كل زاويه من الزوايا ، من شجرالبلوط او السنديان الموجود بكثرا في ذلك المكان ، ومن ثم يوضع اربع اعمده على شكل مربع وتربط بحبل ، او تسبت بالمسامير ، وتبنا الجدران ، والسقف من اغصان السنديان والبلوط معا ، وكانت القعده فيه وحتى النوم من اجمل ما يكون ، مع سماع الزيز الذي يصم الأذان ، على كثرته هناك .
وكان يوجد ارض مجاوره لنا اسمها الدوسه ، وكان ضامنها المرحوم ابو جودر ، وكنت اقصده حينما احس بالملل او الفزع ، واجلس عنده في العرزال الذي بانيه هو ايضا ، واشرب معه المته في بعض الأحيان ، وكان يشربها مره من دون سكر ، وهذا ما كان يقشعر بدني من مرورتها ، وكنا من وقت الى اخر نصرخ ، وننادي بصوت عالي ، من اجل ابعاد الذين يريدون السرقه ، و بانه يوجد ناس في المكان .
وكان يلفت نظري وجود بناء عالا امامنا ، وحين استفسرت عنه ، من قبل ابو جودر ، قال لي انه الحاووظ ، فقلت ما هو الحاووظ ، فقال لي هذا لتجميع الماء به وتوزيعها على الضيعه ، وهذا ما كنا نسمي بها صافيتا في ذلك الوقت ، فاصبح عندي حشريه ان اذهب اليه ، واعرف ما هو ، فانتظرت حتى اتى اخي جمال ، وقلت له عن الحاووظ ، فقال لي انه ذهب مره اليه ، فطلبت منه اخذي الى هناك ، فقال لي في شي يوم منروح ، وبالفعل بعد كم يوم ذهبنا الى هناك ، وكان المشهد مهيب ، وكنت لم ارى شيء عالي مثله غير البرج ، ولكن هذا مفتوح من كل النواحي ، ويوجد على اعمدته كتابات ، من الشباب الذين يأتون اليه ، في بعض الأوقات اما للدراسه او للنزهه ، وهذا الحاووظ له سلم من حديد ، وكل درجه مغروزه في الباطون ، بشكل حلاقه مربعه ، وللصعود الى اعلى الحاووظ ، على الشخص التمسك بيديه بدرجه ، ويضع رجله على درجه اخره ويصعد ، وهكذا الى ان يصل الى بلكون صغير ، والأنتقال من السلم الى البلكون كان خطر نوعا ما ، وخصوصا على الأولاد الصغار ، ومنه يوجد سلم للصعود الى سطح الحاووظ ، وكان صعودي الى سطح الحاووظ عمل بطولي في ذلك الوقت ، وكان خوفنا من بيت صقر كبير ، كونهم هم مسؤلون عن سلامة الحاووظ والماء التي بداخله ، وهذا ((الكلام قبل بناء الحاووظ الجديد ، وسحب ماء مغارة الشماميس )) مغارة في قرية اسمها الشماميس ومنها جرو الماء الى الحاووظ الجديد .
وهكذا قضيت الصيف في كرم ام فريد ومع ابو جودر( رحمه الله ) ، وقد قصدت الحاووظ اكثر من مره في حياتي .
ولكن في احد الأيام ، اتيت الى عند ابو جودر بعد الظهر ، واذا بشاب يبني حيط من الحجاره صوب الحاووظ ، فقلت لأبو جودر ، شو عم يعمل هيدك الشب هونيك ، فقال انه يتصيد بواشق او( ابو رصيص) ، فقلت له وكيف بيصيد بواشق ، و لما هم ليشرح لي كيف العمل ، قلت له والله رايح شوف كيف بيصيد ، وفعلا ذهبت لعند الشاب ، واذا هو من الرياس ، وعند وصولي اليه بادرني يعطيك العافيه معلمي ، فرديت عليه العافيه ، وطلبت منه ان يشرح لي ماذا يفعل ، وبداء بالقول يا معلمي اضع الشبك متل منك شايف ، على ثلاث عواميد من الخشب ، والعامود في النصف مربوط بخيط الى السد المبني من الحجاره ، الذي يبعد عن الشبك حوالي 10 امتار ، وخيط اخر مربوط به حوالي العشر عصافير ، وهم يرفريفون ، وحين يرى الباشق العصافير ينزل ليلتقط احدهم ، فاسحب الخيط فيطبق الشبك عليه ، وهكذا استطيع كمشه فتمنيت له التوفيق ، وعدت الى ابو جودر وهذه الذكريات محفوره في ذاكراتي لا يمحيها الزمن انما الموت .
طرابلس في 25\7\2008
غسان رزق العلي
-------------------------------------------------------------------------
دق الحجارة
من الأعمال التي لم افهم كيفية العمل بها ، ومعرفة ادواتها ، هي دق الحجارة وتبويظها ، ومن مشاهدتي لهذا العمل ، وكيفيت الشغل به ، اعتبره اشغال شاقة ، كونه يتطلب جهد وقوه وعزيمه ، وذهن من اجل حفظ الحجاره ، واين سيقع الحجر في الحيط ، واي حجر يحتاج الى تبويظ ، او يكون هو الزاويه الداخليه او خارجية، وهذا العمل يعمل به في النهار ، واثناء الظهيرة حين تكون الشمس( دقدح الراس )، يلجاء العامل الى وضع خيمه فوق رأسه ، و الملاحظ بهذا العمل ، انه لا يوجد مساعد مع المعلم ، فهو ينتقي الحجر ، وينقله من كومة الحجارة ، الى مكان الدق ، ويحسبه ويقرر اين سيكون في الحائط ، وعلى ضوء ذلك يقشه او يقشطه او يبوظه اويزويه ، ليعود الى حجر اخر ، الى ان ينتهي اخر حجر من كومة الحجارة ، ليعود الى حملها ، في اثناء العمار ، وفي بعض الأحيان يكون هو المعمرجي ، وكان يلفتني حامل الحجارة وضعه على خاصرته شيء يشبه الجلال ، من اجل حمل الحجر ، من دون ان يأذيه ثقل الحجر ، و كنت اسأ ل نفسي كيف له ان يحسب ، كم حجر في الطول والعرض ليكتمل الحائط والصف ، والمستغرب ان الصفه تكتمل على الميلي ، وهذا شيء كان يصيبني بالعجب حتى اليوم ، واخر مرة شاهدت احد يدق حجارة ، كان المعلم عنتر الخربوش ، الذي كان يدق حجارة بالقرب من منزله ، وكان برفقتي ابنتي ريمي وريتا ، وقد عرفته عليهما ، وشرح لهم كيفية العمل ، ما اثاراستغرابهن من العمل ، والجهد الذي يبزله من اجل نحت الحجر ، وكان هذا في 2003 .
ومن ذاكرتي اروي هذه القصه ، كان احد اقاربي يبني بيته ، وكان كله من الحجر الله يبارك له ، فاتى دقاق الحجارة ، الذي دق الحجارة ، ودق قلب ابنت صاحب البيت ، وقد شاهدت الغرام عن قرب عددة مرات ، ومن المرات حين وصلت ، الى بيت قريبي ، كانت المغرومه تمشط شعرها وتسوحه ، وعندما انتهت من تمشيط شعرها ، جمعته في يدها وخرجت الى البلكون ورمته عليه ، واختفت على الفور في الداخل ، اما انا فبقيت واقف على البرندة ، واذا هو يلمهم ويضحك ، ويضعهم في جيبه ، وهذا الحب انتها بالزواج ، بعد انتهاء العمل في البيت ، وتم العرس بعد ذلك ، واليوم عندهم اولاد ، واولادهم صار عندهم اولاد .
طرابلس في 9\8\2008
غسان رزق العلي
------------------------------------------------------------------------
زيتون صافيتا
اينما نظرت تجد ان اشجار الزيتون ، هي التي تطغي على منظر ولا اروع ، وكأنه بساط دائم الأخضرار ، وفي وسطه مدينه منذ القدم موجوده ، وفيها معتلم لا يستطيع احد ان يتجاهله ، او يمنعه من الظهور شامخا ، يقول انا صافيتا وصافيتا انا ، انه برجها الأبيض ، هذا البرج لم يستطيع احد ، ان يأخذ منه هيبته ، سوى هذه الاشجار المباركه من الله في كل شيء .
حينما تغرس شجارة الزيتون ، ان كان بشكل كتل او زرع غرسات ، لا تعود بحاجه ملحه لأحد ، بل هي تنمو وتكبر ، دون تعب من صاحبها ، وهذا ما يميزها من بين الأشجار المثمره .
موسم الزيتون له رهجته وعذابه ، هو من مواسم الخير والبركه ، وعنده شيء يتفرد به وحده ، انه يجمع كل العائله للعمل به ، ويحتاج الى تتضامن الأسره كلها لينتهي العمل قبل موسم الشتاء .
في احده السنوات قررت امي ، ضمن ارض زيتون وهي تدعى بكرم الشيخ ، وهذا الكرم مميز باشجاره العاليه جدا ، بحيث لا يستطيع اي رجل نبره كله دون وقوع خطر ما ، ونوع زيتونه من الحبه الكبيره تدعى الخمري ، وهي مشحمه وتعطي زيت وافر ، ويصنع منها العيتون ايضا ، المحبب لدى بعض الناس ، وانا ليس منهم ، وهذه الأرض لا تفلح ابدا ، في ذاك الوقت ، فكان البلان هو سيد الساحه ، وهو يتواجد تحت الأشجار، مما يعيق العمل بلم الزيتون .
لذلك ومن اجل العمل السريع نزل كل من في البيت دون ( ابي الذي كان يعمل في لبنان) ، فلم نستطع عمل شيء دون نزع كل البلان ، وهذا اخذ منا حوالي 3 ايام ، وفي احد الأيام ، ونحن نعمل بنزع البلان ، واذا بصوت صفير وحفيف يصدر، من جزع زيتونه كبيره ، فقالت امي هذه حيه ، وهنا توقفنا عن العمل خائفين من ذلك الصوت ، ونظرنا الى مكانه ، واذا بحيتان ملتفتان على بعضهما ، وينفخان ويصفران ، فما كان من اختي الكبرى سوى اخذت حجر كبيرنسبيا ورمته عليهما ومن شددة رعبها كانت الرمية في مكمن قاتل لأحدهما ، فانفصلو عن بعضهما ، بعد ذلك ونزلت احدهما في جزع الزيتونه ، والأخرى بقيت على الأرض ، فبعد فتره وكان الخوف زال تقريبا منا ، اقتربنا من مكان الحيه مع صراخ امي وهي تقول ، لا تروحو يمكن تعضكم ، واذا بها مجروحه على اثر وقوع الحجر على ظهرها ، واكيد السم من الحيه التي غلت في الزيتونه ، ودار الضحك على اختي ، وهي غير مصدقة انها قتلت حيه ، وبدأنا انا وأخي نلعب بها ، وامي تصرخ علينا(يلا شتغلو ولك تركوا يا ولاد ....) ، وهنا شاهدنا صقر يحوم في الجو ، فوضعنها في مكان ظاهر له ، وعدنا الى العمل ، وبعد فترى تفقدنها ، ولم نجدها فقلنا ان الصقر اخذها .
وحين اتى وقت النبر ، اصبحت امي تطلب ، من بعض الذين عندهم الخبره ، فلم يوافق احد ، حتى ولو دفعت اغلى سعر، واذا يتقدم من لم يكن في الحسبان ، وهو جورج الحبيب ابن خالتي ، وكان لم يستعد صحته تماما ، كونه تعرض لحادث على الموتسكل ، واصيب اصابه بالغه الخطوره ، ولكن والحمد الله نجا على خير ، وبعد اخذ ورد قبلت امي ، ان يعمل وينبر الزيتونات ، وهذا تحت اصراره وعناده ، وحاجتها لأحد ينبر لها الزيتون ، فاصبح ينبر وهو يقول ، يا ام جمال بدي خلي صافيتا ، تحكي عن هالنبر شيء 20 سنه ، ويصعد الى اعلى غصن ، ونسمع بعض فرقعات الغصون ، من وقت لأخر وامي تقول له انتبه ( يا خالتي الله يخليك انتبه) ، وهكذا حتى انتهينا على خير ، وكانت الغله وافره والحمد لله ، ولم يبقا على الأشجار شيء ، حتى لئي معفر في ذلك الوقت ، وكل هذا بفضل ابو جريج ونخوته ، وقد انتج الكرم 16 شنبل ، وكان الضمان ب8 شنابل .
كم كانت امي سعيده ، في تلك السنه ، كونها امنت كل مستلزمات البيت ، من المونه المطلوبه منها وخير الله معبا البيت .
طرابلس في 13 \ 6 \ 2008
غسان رزق العلي
-------------------------------------------------------------------------
سرقت الرمان
في حارتنا الكل بيعرف ان لي مطانيوس الاسعد ( الله يرحمه ) جنينه ، فيها العديد من الفواكه ، ومن اهمها الرمان ، وهم من النوع الجيد الذي يغري الناظر اليهم ان يأكل منهم ، ولكي ندخل اليها علينا اجتياز ملعب مدرسة الرشيد ، والنزول اليها لأن من على الطريق صعب ، وكل الحاره بتشوف اذا حدا تسلل اليها ، وفوق كل هذا ، و بيت مطانيوس فوق الجنينه ، وكان يحس على كل حركه تحصل فيها .
اما جورج الحبيب ، هو من بيت فرفور وزنبه مغفور، ولا احد يستطيع التحركش به ، لذلك كان يدخل الجنينه ، وينادي يا مطانيوس انا عم اسرق الرمانات ، وينك طل وشوفني ، ويحوش الذي يريده ، ويذهب من حيث اتى ، ولا احد يقول له شيء .
وفي يوم قرر اخي جمال وابن خالتي ابو كزلك اكل الرمان ، ومن جنينه مطانيوس الاسعد ، وصعدو من جهة القن الذي كنا نقيمه بجانب بيتنا ، وتحت ملعب المدرسه ، وعربشو على الحيط ، وقطعو الملعب ، ونزلو من جنب الحمامات وبيتنا الى الحديقه ، وبعد فتره يصل ابو كزلك ، وهو محمر وينفخ ويسأل وينو جمال ، فقلنا له مرحت انت وياه شو صار معكم ، وين جمال فقال لقد كمشني مطانيوس الاسعد ، و وقال انو بدو يطلعني لعند بيي ، بس لما وصلت لبوابة المدرسه ،( وهي مقابل بيت خالتي) ، فافلت يدي وهربت .
سألناه وكيف كمشك ، فقال لما صعد جما ل الى الرمانه ، وبعد شوي واذا بيد تكمشني بيدي ، ورجل يقول كمشتك بدي اخدك على المخفر يا سراق يا حرامي ، وكان ما كان .
فنطرنا فتره من الوقت ، ولم يرجع جما ل ، وبدئنا نعيطله يا جمال يا جمال ، ولا احد يجيب ، وبعد شي ساعتين ، وصل جما ل ، ومعه رمان ، واصبحنا نسأله وين كنت وليش ما رددت علينا ، فقال حين وصل مطانيوس الاسعد شفتو فتجمدت على الرمانه ، حتى اطفاء بيت مطانيوس الانوار، وامن انه لا احد يشاهده فنزل عن الرمانه ، وعاد الى البيت ، فقلنا له بقيت على الرمانه شي تلات ساعات من خوفك يا عين عليك شو رجا ل ، وكان عمره شي 11 سني . والعمر الطويل له ولي كل القارئين الكرام
طرابلس في 7 \ 6 \ 2008
غسان رزق العلي
-------------------------------------------------------------------------
سوق المواشي
كانت حارتنا هادئة وديعة لا شغب فيها ، غير شغب الأولاد الذين ينعشون حياتها باللعب احيانا والصريخ احيانا اخرة ، ولا يوجد شيء غريب فيها والكل يعرف الكل .
واذ بذات يوم تقوم الحارة ولا تقعد وهرج ومرج بها على غير عادة ، وصريخ واصوات الحيوانات من بقر وغنم ومعزي ، يغزو الحارة من جهة الجنوب .
ولماذا هنا ( هذا ما قيل في اثناها ) انهم يريدون مكان لبيع الحيوانات فأختارو حيارة العين ، انما الناس لا ترضا في شيء ، وبدل ان يبقو في حيارة العين ، اخذو كل الطريق ، والذي هو عبارة عن نزلة للحارة وطريق اجباري للذهاب الى فرن الخبز ، وكان هذا المكان مؤقتا
على رغم ان الحيوانات اليفة ، ولكن بعضها كان يدب الخوف ببعض الناس ، ولكن والحمد لله لم تقع اي اعتداء على اي كان ، انما صريخ الدلال والسمسار والمساومين من جراء البيع والشراء ، التي تحصل في اجواء من الشدة والغضب في بعض الأحيان ، والتسامح والنكتة في احيانا أخرة ، كانت ترطب الجو المشحون من جراء هوج وموج الحيوانات .
واصبح المرور في ذلك المكان شبه مستحيل ويخيف من يمر من هناك ، وانا من هؤلاء الناس كوني كنت مجبر ان اذهب الى الفرن لشراء الخبز ، ويجب ان امر على هذا الطريق ، وانما من خوفي من الحيوانات جعلني اغير الطريق واصعد عن الدرج ، حين يكون يوم سوق الحيوانات وعلى ما اذكر انه كان يوم خميس ، وعلى ما اذكر انه بيقيا عندنا في الحارة فترة الربيع يوما ذاك .
وكان عمي ابو ريمون الله يرحمو ، من الذين يدللون ويسمسرون للبيع في ذلك السوق ، وكان يسيس الناس من اجل عدم الخلاف ، وكان يرضي الجميع
واذكر انه في احد المرات من اجل ان يرضي احد اعطاه علبة الدخان ، وقال له خذ لف اكبر سيكارة بس خلصني من هالقصة ، وبسيكارة انتهت القصة وتمت البيعة .
هل نستطيع اليوم فعل ذلك يا ترى
طرابلس في 14\11\2008
غسان رزق العلي
-------------------------------------------------------------------------
عش الدبابير
في احد السنين ضمنا كرم دنيال ، وكان بالقرب من مزار مار يوحنا ،
من اجل الوصول اليه ، كان علينا ان ننزل على الدرج الذي بين بيت ابو مطانيوس شهدا ،
وبيت ابو عطا الملحم ، نزولا الى بيت ابراهيم الفهد ، ومن هناك الى ارض فوق البياضه
" التي يملكها العم ديوب " ، وهذه الأرض فيها اشجار زيتون ، وكل موسمها لكنيسة مار مخائيل "البرج" ، والأرض الذي قبلها ، كانت لبيت ايليا الخربوش ، وهي تبداء من عند بيت ابراهيم الفهد الى ارض الوقف ، ومرورنا بهذه الأرض اجباري ، لكي نصل الى ارض دنيال ،
وكنا نتشاجر مع بيت ايليا من اجل المروربها ، كونهم يزرعون الأرض بالقمح ، ومرورنا يترك اثر كبير على الزرع ، ويشكل طريق ادوميه ، وكان هذا يقتل بعض القمح ، ولكن بعد فترى كان لا يعود احد يلتكش لهذا الأمر ، لأنه ممر اجباري للكثير من اهل الحارة .
ولكن في احد الأيام ، لاحظنا انه في احد غير ال الخربوش ، لا يرغب ان نمر من هناك ،
وهم الدبابير الذين معشعشين في ارض الوقف تحت ارض روجينا ، وكانت الدبابير تهاجمنا في ذهابنا وايابنا ، دون التسبب بالأذى ، كوننا نقطع ركضا ، انما في عز الضهر ، لا احد منا كان يجسر على المرور من هناك ابدا ، فقررنا انا واخي جمال ، وابن خالتي واحد الرفاق من الحاره الأنتهاء منه ، وعملنا غاره عليه ، في وقت كانت الدنيا لهيب ، فكان نصيبي دبور غير شكل عقصني في رأسي ، مما جعل رأسي يتورم لعدد من الأيام مع الام مبرحة ، وهذا ما جعلنا نستميت بالقضاء عليه انتقاما لي .
فعملنا خطه على الشكل التالي ، الهجوم عليه في المساء ، وقبل المغيب فيكون الجو ابرد والطف ، وضرب المدخل باغصان السنديان ، من قبل اثنان منا ، ووضع بعض الكوتشوك من جزمات عتيقا كنا جمعنها ، وسكب الكاز فوقها واشعالها ، وبعض الضرب المكثف ، وضعنا الكوتشوك على المدخل ، وسكبنا الكاز واشعلناهم ، وانتظرنا حتى انتهى الحريق ، الذي دام اكثر من ساعه ، وكل هذا من اجل ضمان ان الدبابير ماتت كلها
وفعلا بعد كل هذه النار ، اختفت الدبابير ولم يعد لها وجود ابدا ، فبدأنا ننبش بيتهم ، الذي تبين لنا انه مكون من سبع طبقات ، وهذا يدل على ان عمره سبع سنوات ، ونبشناه حتى حصلنا على الملكة ، التي كانت اكبر من الدبور العادي ، (بشي مره ونص ) ، والدبابير الميته كانت كثيرة جدا ، وهنا شعرنا بالأنتصار ، واعطوني الملكة لقتلها ، انتقاما منها لألمي المبرح ، الذي اتألمه من جراء العقصة ، وانتهينا من كابوس قطع الطريق عند الضهر ، وهذا لم ينهيني عن العبس بالدبابير واعشاشها .
حتى اللصاصيع لحقناهم الى اماكنهم ، ونلت منهم عقصة اخرى في شفتي العليا ، التي لم تتورم من جراء عقصة الدبور ، وهذا ما استدعى السخريه علي من قبل المجموعه واهلي ، ومن جراء ذلك تورم كل وجهي بالكامل ، وهنا يخطر على بالي قول ، الولد ولد ولو حكم بلد ، والله ينجيكم من عقص الدبابير
هذه هي قصة من قصص الطفولة التي قضيتها في حارة الشرقية في صافيتا ، والتي مع المها اشعر بسعادة لا توصف حين اتذكرها
طرابلس في 29\7\2008
غسان رزق العلي
-------------------------------------------------------------------------
عيد القدسين بطرس وبولس
في التاسع والعشرين من شهر حزيران ، من كل عام ، نحتفل بعيد القدسين بطرس وبولس .
في صافيتا لهم مزار في الحاره الغربيه ، وينزل اليه من عند موتور الكهربا ، والمزار عباره عن زيتونه كبيرة ، وبعض الحجاره مثله مثل اي مزار، في صافيتا وقت ذاك ، وبعد فتره من ذهابي اليه بنو له حيطان دون سقف ، وبقيت الزيتونه فيه ، وهذا العيد الغيرمهم شعبيا مثل( مار الياس الذي يحسب له حساب من سنه لسنه )، انما يصلوفيه صلات الغروب ، ويذهب الناس الى بيوتهم بعد ذلك ،ولكن الملفت في هذا العيد هو ، توزيع اكلت المجدره مع الخبز ، ويكون عدد من النسوة جالسين على حجر ، او كرسي قش ، وامامهم ضنجره مجدره ، وبجانبهم كدست خبز ، وكل واحد يعطا رغيف ، وكفكير مجدرا ، فيأخذها وهو يدعي لصاحب المجدرا، بطول العمر، او يترحم على موتاه، وانا من الذين لا يحبون ، هذه الاكله في تلك الايام ، انما كنت اكلها في ذلك اليوم بشغف لا يوصف ، ولا ادري لماذا ، وكنت اسأل نفسي عن سبب توزيع المجدرا تحديدا في هذا العيد ، فكان يصلني الجواب انه عن روح الموتى رحمهم الله ، فلماذا وليش ، لا تقدم شيء ولا تأخر بشيء انما المجدرا توزع في هذه المناسبه والكل يأكل بحب ، وتوزع بمحبه . وكل عام وانتم بخير
طرابلس في 21 \ 6 \ 2008
غسان رزق العلي
-------------------------------------------------------------------------
عيد القديسه برباره
هذا العيد الذي ليس له عندنا ، اي معنى دينه في ذاك الوقت ، لجهلنا بالقصه الحقيقيه له ، ولم يفهمنا احد ما هي ومن تكون ، انما الاحتفال بهذا العيد ، له رهجه غير شكل ، ولا يشبه اي عيد من الاعياد التي نعيد بها وذلك بالذهاب الى الكنيسه وحضور القداس ، كل هذا لم يخطر في بالي يوم من الايام .
انما الاستعداد له ، يبداء قبل عدة ايام بجمع البرباره، وهي عشبه يوجد منها الكثير في صافيتا ، في شهر تشرين ، تكون قد يبست فنجمعها على شكل رزم ، ونضعها في البيت ، واذا تأخر حدا من الاولاد لايعود يجد هذه العشبه ، وهذا يعني ما في( تبربر) .
وانا من الذين اصابهم هذا الفقر، ولم اجد ما اشعله ، في احده السنين ، فما كان مني غير الذهاب الى كوع الخربه ، فوق المراحات ، لانني شاهدة البرباره هناك ، في موسم الزيتون ، وقد حملت ما لا طاقه لي عليه ، ولكن( كلو فيدا التبربر) ، في عشية عيد البرباره ، يبداء الاهل باشعال رزم البرباره امام منازلهم ، وفي نفس الوقت تقريبا ، وتكون صافيتا ، في هذا الوقت منوره ، من جراء اشعال عشبه البرباره ، وفي احد ايام هذا العيد ، اذكر ان عيسى الداود جمع في حيارة العين ، تحت بيته بلان من الحياره واشعلهم ، وكان يوم مميز لحارتنا ، لانها تشاهد حيارة العين ، من كل صافيتا تقريبا.
بعد ذلك يأتي دور البرمه على البيوت وتعيدهم ، وكنا نعمل تمثيليه تتحدث عن الحدث ، الذي نعيد من اجله ، وكان دخولنا الى منازل الجيران محبب ، ولكن منازل الاغنياء كان محبب لنا اكثر لكرمهم علينا ، وكانت جولتنا تشمل الحارة ، وحارة الدير، والحارة والسطانيه ، ومن ثم نعود الى الحاره لاقتسام الغله ، والتحدث عن ذلك طول العام ، وكل عام وانتم بخير.
طرابلس في 25 \ 5 \ 2008
غسان رزق العلي
------------------------------------------------------------------------
عيد النبي الياس
عيد مار الياس ، من الأعياد التي لها وقعها في صافيتا ، وكان يحسب له حساب ، من اول الصيف كونه يقع في ال20 من تموز من كل سنه ، والمزار يقع في الجها الغربيه لصافيتا ، وبالتحديد ينزل اليه من حاره الشحادين ، في بعض الأحيان كنا ننزل مع( زوج خالتي الله يرحمهما) بالشحن ، وفي سنه 1972 ذهبنا من الوادي مشيا على الأقدام ، وكان مشوار جميل جدا .
فكنا نحضر له بعض الأمور الضروريه ، مثل البيل ، وهذا من الأشياء المهمه ، واذا لم نستطيع تدبر ذلك ،كنا نلجاء الى وضع قطعة صغيره من الشمع ، في علبة سمنه فاضيه ، ونحصر النور في داخل العلبه ، ومنها الى الأرض ، بشكل هاله من الضوء ، مما يسمح لنا بالسيرالى النبع ، والعوده منه دون الوقوع .
حين نصل الى المكان ، كنا ننتقي بقعه من الأرض ، ونصونها بالحجاره ، على قدر الأمكان من المساحه ، وتكون بمسابت بيت لنا طيلة الليل ، واشجار المكان كلها من السنديان تقريبا ، وما كان يجعلنا نستغرب بعض الشيء ، انه يوجد الكثير من النمل على الأشجار ، ولكن لم يكن يعقصنا ، ولا اتذكر ان احد شكى من ذلك ، وما يميزسهرة مار الياس ، ان الكل يغني ويرقص ويصفق ، و الشرب والتدخين بالخفي ، وبهكذا مناسبه يجري الكثير من الأمور ، التي لا يريدها الأهل ، ان على صعيد البنات او الشباب ، فهناك ملتقى العشاق والأحباب ، ولعب القمار التي كان تجري دون حسيب او رقيب ، وانا ممن شاركو بلعبة الروليت مرة ، وقد ربحت ليره وربع ، وبعدني اتذكر كلام الذي كان يقوله صاحب الروليت ، (فرنك بربع ، وربعك بليره وربع ) ، وهو صاحب مقهى في الساحة الغربيه
ولا اتذكر اسمه .
هنا اتذكر شيء حصل مع اخي جمال ، كنت عائد من العين ، واذا بجمال يصرخ ، وينادي بدي البيل بدي البيل ، والكل يسأله لمن اعتيط البيل ، فلا يرد على احد سوى بدي البيل بدي البيل ، واذ به سكران ، ولا يعرف لمن اعطا البيل ، وانما مع الألحاح ، تمكنا من معرفة لمن اعطا البيل ، وهو نبيل الأدريس او ( البهلول ) ، فبرمنا على البهلول ، ووجدنا معه البيل ، وقلنا له ما جرى مع جمال ، فقا ل لي انه هو من اعطاني البيل ، لكي انزل الى العين ، فاتى الى جمال واعطاه البيل ، وهنا قال جمال ان هذا ليس له ، وهولا يطلب البيل هيدا ، فما كان من احد الأقرباء ، واعتقد انه جورج ابن خالتي ، سوى لطمه كف من كعب الدست ، فهوى على الأرض ، وما هي سوى لحظات حتى( بق كلشي بطنه) واستراح ، واراح الناس منه ومن البيل .
كل عام وانتم بخير – القارئين جميعا – والذين اسمهم الياس – ومنهم ابني الياس
طرابلس في 1 \ 7 \ 2008
غسان رزق العلي
-------------------------------------------------------------------------
مزار مار يوحنا
مزار مار يوحنا ، من الأماكن الجميله ، في تلك الزمن ، فاشجاره من السنديان الضخمه ، والعاليه بحيث ان ظلهم كان مطلوب لتفيء بها ، في الايام العاديه وخصوصا ايام الصيف ، التي عشتها على مدى صيفيتان .
وهذا المزار مقصود من اجل الصلات والنزور ، وكان يقام به صلاة العيد ، ولا اذكر الوقت ، انما الصلاة كانت تجمع الكثير من الناس ، ان من الغرب ا والشرق ، وكنا نحن الاولاد نصعد على اشجار السنديان ، ونتابع الصلات من فوق ، وفي نفس الوقت نشاهد الصبايه ، بشكل افضل ، حتى انه ذات مره ، صعدنا الى غصن السنديانه ، وهو مجوف من الداخل لمرور الزمن عليها ، وما ان صعدنا الى الغصن ، حتى بداءت اصوات الفرقعه تتصاعد ، من الغصن وبداء يهوى على الأرض ، وهو يعلو نحو المترين عن الأرض ، من جهة الاغصان ، وحصلت همروجه من الصياح والصراخ ، مما ادى الى توقف الصلات ، من اجل انزالنا عن الغصن المكسور ، وتم ذلك على احسن ما يرام ، والحلو انه عندم نزل اخر شخص ، هوى الغصن الى الارض محدثا صوت هائلا ، وكل الناس تصرخ الله الله الله ، وانهار الغصن خارج المزار ، وعندما هداء روع الناس ، عادو الى الصلات واكملوه حتى النهايه ، وتفرق الناس الى بيوتهم .
في احد الأيام ، جئنا انا واخي جمال وابن خالتي مخائيل الى المزار ، وكنا نحن نجلس تحت السنديانا ت ، لنراقب ارضنا التي ضمناها من دانيال ، وفيها الرمان والعنب ، فاتفقنا على اشعا ل نار مثل الهنود الحمر ، فرصفنا حجاره على شكل موقده ، وكسرنا بعض الاخشاب ، من داخل غصن سنديان ، الذي كان مكسور من زمان ، وكون النمل مستوطن بداخله ، والخشب مهتراء من جراء ذلك ، وعند اشعاله يعطي نار( ولا اجمل من هيك) اشعلنا النار ، وجلسنا نحن الثلاثه نتحدث ، وكأننا نحن من الهنود الحمر ، وكيف يتصرفون حول النار ، واذ بعد فتره من الزمن ، فرقعه حصلت ، وتتابع اصوات انفجارات ن وشو عم بيصير( ربك اعلم ) ، فما كان منا سوى الهرب بسرعة البرق ، ونحن نسال بصوت عالي مين العم يقوص علينا ، وكل واحد اصبح بمكان ، ونظرات التعجب !!! والخوف باديا علينا ، وبعدنا عن النار مسافة 10 امتار ، واذ بالفرقعه بعدها تحصل ، ودققنا النظر صوب الموقده ، فعرفنا ان الحجاره من قوة النار ، تفرقع كونها من الصوان ، وعندها عدنا الى المكان ، وكل الموقده خرباني ، واصبحنا نضحك على بعضنا البعض ، وكل واحد يهزاء بالاخر ، معتبرا نفسه بطلا ، والاخر ليس بمستواه .
واذكرانه كان يوجد قطعت ارض ، اسمها حار الصور بجوار ارض دنيال ، وهي ملك بيت الزلف ، وفيها ثلاث اشجار زيتون ، والغريب ان الارض لبيت الزلف ، والاشجار لبيت العم ديوب ، ولم (تخرط) برأسي هذه الشغله ، ولم افهمها في حينها ، واذكر انه حدثني ريمون وجمال ، ان طريقا سوفى تمر من تحت حار الصور ، وانهم سوفا يبنون بيت هناك ، يكون فوق الطريق ، لا ادري اذا بنو هناك ام لا ، بس الذي اعرفه ، ان الطريق مرت من فوق حار الصور، واخذت معها مزار مار يوحنا واشجاره العتيقه ، الذي بقو من ايام العثمانين ،ولكن اتت الحضاره ، التي كانت سبب اقتلاع التراث القديم .
طرابلس في 20 \ 5 \ 2008
غسان رزق العلي
-------------------------------------------------------------------------
من تراث صافيتا الكزدوره
الكزدوره في صافيتا ، وفي مساء كل يوم صيف ، من الامور الضروريه ومطلوبة بشغف
والافت انها كانت تنتقل من مكان الى اخر بصافيتا ، ولا ادري من كان يقرر اين تكون
الكزدوره في السنه القادمه ، بحيث يكون في الغرب يصبح بالشرق دون سابق انذار ،
والاماكن التي كانت مقصوده ، هي الكورنيش من السرايه الى موتر الكهرباء انذاك ، ثم الى
عين الحداد ، ثم الى كورنيش الموعد ، ثم الى الشرق ، من الساحه الشرقيه الى دير مار بولس
وعندما افتتح معمل بوظه البرج في حاره بيت ربيع ، اصبحت الكزدوره هناك ومن ثم الى
الشارع الاساسي من مخفر الدرك الى الساحه الغربيه ، وهكذا يتم التناوب بالاماكن ، وهذا
كان يجعل المنطقه المقصوده تزدهر في الصيف ، وخصوصا بائعي العرانيس والترمس
ومن ذاكرتي انه في احد الايام ، اتى لعندنا ابن خالتي من لبنان ، وكان من الاشقياء ، ونزلنا
الى نهر الابرش للسباحه ، وهناك الطقت حية طولها حوالي 30 سم ، وجابها معه الى
البيت ، وشبك لها فمها بالابره والخيط ، لكي لا تسطتيع العض
وفي المساء ذهبنا كالعاده الى الكزدوره ، وكانت يومها عند الموعد ، والناس افواج افواج ، وكان
يوجد اختان متميزات ، كونهم من عائله كبيره وجميلات ايضا ، وكانت واحده منهم تعرج
وكانو محاطين بكثير من البنات من حولهم ، وعند ما وصلنا الى جانبهم ، واذ بأبن خالتي يحمل
الحيه بيده و يبداء يلعب بها
وفجأه بداء الصريخ والعويل ، وساد الهرج والمرج بين المارين ،
واذ اقرب شخص لنا على بعد 10 امتار
وبدئنا نوضح لهم ونشرح انها لا تؤذي كونها مشبوك فمها
وبعد التأكد من كلامنا وصحته ، عاددة الامور لطبيعتها وهدائت النفوس
واكملنا الكزدوره على خير ما يرام
طرابلس في 9 \ 8 \ 2008
غسان رزق العلي
-----------------------------------------------------------------------
داود السعدى
من تراث صافيتا مبيض الطناجر النحاسية
اذكر انه كان يوجد عندنا في الحاره مبيض نحاسيات وكان
يضع عددته في كيس جنفاص وهي عباره عن الكور ا ي المنفخ ، والفحم الحجري ، وعدد من الملاقط الطويله ، وقطن وقصدير ، ويذهب الى الضيع المجاوره ويبيض ادوات الطبخ النحاسية
وفي تلك الايام كانت اكثرية الاواني مصنوعه من النحاس يعني الملعقه ( الخاشوقه )ن والشوكه ( الفرتيكه ) ، والصحون ، والطناجر ، والصدر ، واللكن للعجين ، و الدست اوالحله ، وكل شيء تقريبا ، واذكر انه لما كان يعود الى البيت بعد غياب كم يوم ، كان بيته يهرج ويمرج لعودته سالم ، وهذا الجار كان يبعد عن بيتي في الحارة شقفت ارض ودرج الحاره ، وهو عمي داود السعدى الذي لا اعرف اذا كان على قيد الحياة ، فلهو تحياتي وكل عائلته ، وخصوصا مخائيل" رزق " كما كنا نعيطلو
وهنا اذكر انه كان عمي داود السعدى "ابو حنا " سكيب كنافه كمان ، وسكب الكنافه لهو عزه وحضوره في الحاره ، كونه يعمل في المناسبات السعيدة و الأعياد المجيدة ، وشعيرية الكنافة تتألف من الطحين و الماء ، ويحرك حتى
يصبح رخوه ، ويوضع في مسكب وهو عباره عن شبه قمع وله مزاريب من تحت وعددها حوالي العشره ، تسد باصبع اليد اليسرى وفي اليد اليمنى يدار به فوق الصدر من الحجم الكبير ، الذي يوجد تحته جمر من الفحم ، ويبداء برش المواد من الخارج الى الداخل بشكل دائري ، والخطوط رفيعه بشكل الشعيرة لذلك تسمه الشعيرية ، فعندما تجف يصار الى شيلها بواستط سيخ حديد ، وبعد الانتهاء من سكب الشعيرية ،تبداء عملية تحضير الشعيريه وذلك ببسها بالسمن ، وبعد ذلك توضع في صينيه وترص اول طبقة ثم يوضع الجوز المكسر مع السكر ، ومن ثم توضع الطبقه الثانيه من الشعيريه ، وعلى الجمرات الباقيه تشوا لتنضج ويحمر وجهها فيضاف اليها القطر ومن بعدها لتوأكل ، والف صحه
طرابلس في 5 \ 8 \ 2008
غسان رزق العلي
------------------------------------------------------------------------
مشوار الى الدوار
في ايام الصيف ، كانت السباحه ركن من اركان الصيفيه في صافيتا ، وكان المقصد الشبه
والوحيد هو بالذهاب الى الدوار ، الذي هو مكان من نهر الأبرش ، وكان هذا يتطلب جهد ومشي
حوالي الساعتين او اكثر لم اعد اذكر
وكان للوصول الى الدوار ، يجب ان تأخذ احد من طريقين ، اما طريق ضهر البياطره عين
سركيس ، او طريق صهيون ومن ثما الى عين سركيس ، وهنا كان الطريقين يلتقيان مع بعضهم
ومن ثم التوجه الى عين السقليه ، ومنها نزولا الى الدوار .
عند وصولك الى الدوار تستقبلك الطاحونة ، وكان من يصل ابكر من الاخرين يستولي عليها
وعلى ما اذكر انه لم يكن يواجد احد من القرى المجاورى للدوار ، عند تواجد ابناء صافيتا ، لانهم
يكونون العدد الأكبر .
والدوار هو عباره عن بركة ماء وسيعه من اوله وتضيق في اخره ، والصخور على اليمين
والشمال ، وكانت الجهه الشماليه هي صاحبة النشاط المميز ، لانه يوجد ثلاث اماكن للقفز ،
وتدعى الكرسي ، ويبلغ ارتفعها حوالي الثلاث امتار ، والثانيه بحدود السبع امتار ، والاخيره
بحدود الاثنتةعشره مترا ، وكان من اشطر من ينط عن هذه الكرسي ، اخوة ( جورج المطلق
)وكانو اصغر مني بالعمر ، و هذا يجعلني شديد الاسف لاني لم اكن في ذلك الوقت اعرف ان
اسبح ، ولقطع الدوار الى الغله السخني ، وهنا يطرح سؤال ، لماذا تسمى هكذا ، لان الماء يمر
من تحت ن ولا تتغير الماء من فوق ، لذلك تبقى الماء دون تغير او تجديد ، واشعت الشمس
تسطع عليه فيسخن الماء ، ثم منها الى الغله البارده ، التي يتغير فيها الماء باستمرار ، ومنها
الى الشلال .
وهذا كان قبل العام 1971
ولاكن عندما نزلت الى لبنان ، تعلمت السباحه ، وفي صيف العام 1976 شاء القدر ان
اصعد الى صافيتا ، والذهاب الى الدوار ، وقد قطعته حوالي ثلاث مرات من اول الدوار الى
الشلال ، وهكذا تحقق احد احلامي الكثر بفضل الثبات على ما اريده
طرابلس في 10 \ 10 \ 2007
غسان رزق العلي
-------------------------------------------------------------------------
قرون الجدي
________________________________________
اليوم تذكرت القرون الجدي ، وهي نبتي تظهر في ايام الربيع ، وتمد على الارض .
وينبت منها قرن اخضر الون ، ومذاقه حلو ولذيذ ، وكان موجود بكثرة في الشيحاني ،
وكنا نتسابق للحصول على القرن الصغير ، وفي رئس العرق ، وهون بذكر جمال بيو لطارق ،
وجمال خيي ، ومخايل ابن خالتي ، والياس الخليل ، وانا ، وجود ، وريمون
وهذه القرون الجدي خلتني اذهب الى حنجور لكي اجلبها من هناك وبيعها في
المدرسه ، هل يعقل الذهاب الى ابعد ضيعه لجلب هذه القرون الجدي ، نعم ذهبت مرتين
الى هناك ، وكنت اذهب بعد انتهاء المدرسه ، والعوده قبل المساء ، وهنا اذكر رفيقي ،
يدعى ( كمال ) كان يصحبني معه الى ضيعته ، وهناك كان يصعد الى بيته ، ويجلب
رغيفان خبز على التنور وقرص شنكليش ، ناكلهم على عين الضيعه ، وبجانبه حرش سنديان ،
وعند انتهائنا من الاكل ، نذهب الى الحقول ، ونبدء بتحويش القرون الجدي ، وكنت انتقي
القرن الذي يعجبني ، ولا احد يزاحمني على شيء . اه اه ه ه ه كانت ايام
وثاني يوم كنت ابيعهم في باحة مدرسة الرشيد ، وكانت الغلة تنسيني عذاب التنقل بين صافيتا
وحنجور ، ورغم الخوف الذي كان يصيبني
اذا غابت الشمس علي وانا في طريقي الى البيت
طرابلس في 13 \ 11 \ 2008
غسان رزق العلي
------------------------------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق