ذكرياتي في لبنان









                                            انفجار غير متوقع

التعلق بها شيء ليس بيده ، انما من سخريه القدر يمكن ، فهو متعلق بها كونها هي محور حياته ، ووجوده مرتكز عليها ، انما الصراع المتواصل بينها وبين زوجها دون هواد ، جعل من حياتها وحياته مر على مر ، وكل هذا ينعكس على من تعلق بها من غم وهم ، بحيث اصبح يطلب من الله ان لا يأتي هذا الرجل ، الذي هو ابوه الى البيت ابدا ، ومع كل عركة يتعلق الولد اكثر بامه ، التي لا تتوانى عن دفعه الى عدم التعلق بها ،( بجمله لا تفارق عقله سوف اجد طريقي بعيدا عن هذا الرجل) ، وتم ذلك بعد ان انجبت منه 8 اولاد ، وشاء القدر ان يكون معها ذاك الطفل في المحكمة  ، حين تم الفراق بالطلاق ، وقد شتم القاضي الذي حكم بالطلاق بينهم ، ولولا صغر سنه لكان ادخله السجن ، ولكن القاضي اعتبر انه لم يسمع شيئاً من هذا الصغيرالمفجوع بالطلاق الذي حصل امامه ، وامام المحكمه تم فسخ الطفل عن امه بملىء ارادتها ، وبانها طلبت من طفلها ان يذهب مع ابوه ، لأنها ارادت ان تعيش حياتها لوحدها ، فقال لها الطفل ذو 11 سنه ، لا لا اريد الذهاب مع ابي انا اخاف منه ، فردت عليه اذهب معه هذا ابوك ، انا لا استطيع ان اعيلك ، ولا يحق لي ذلك ، وهنا تركته لوحده وذهبت ، وهو يشيعها بنظره  تختفي بين زحمة الناس ، ولم يعد يراها ، واذا بوالده ينتصب امامه بقامته المديده ، ويقول له هل تعرف الذهاب الى بيروت ، فقال الطفل نعم ، وهو لا يدري شيء ، ولا يعلم ماذا جرى ، وظن ان هذا الذي حصل ، يمكن ان يكون من الأمور ، التي تجري بشكل طبيعي في الحياة ، التي لا يعرف منها شيء  بعد ، فاصعده ابوه الى بوسطه ، متوجهة من طرابلس الى بيروت ، وغادروحده وهو يحلم ببيروت ، وكيف سوف "يصمّد مصاري" ، ليستطيع عند رجوعه الى بيته ، ان يجد امه ، ولكن اتى حساب الأب بغير ما يشتهي الطفل ، اذ بعد وصول الطفل الى مكان اقامة أباه اتى الأب بعد يومين وصب جام غضبه على طفله ، مع ضربه وتهديده حتى بالسكين ، لكي ينسى امه ، الذي يعرف انه يحبها ومتعلق بها كثيرا ، ودام ذلك  طيلة 15 يوماً ، حتى انتزع من طفله اقرار بأنه لا يحب امه ، ولا يريد ان يشاهدها ابدا ، ووعده اذا اتت الى البيت بـ"شحطها" منه ، واجبره على سبها وشتمها امامه ، وكان له ما اراد ذاك  الأب ، الذي شعر بنشوة النصر ، الذي حققه على هذا الطفل البريء من لعبة الأب والأم ، وارسله الى البيت لعند اخوته في صافيتا ، بعد ان اعتبر نفسه انه غسل دماغ طفله ، ولم يعد متعلق بامه ، من بعد كل الذي تعرض له من ترهيب وترغيب ، وهذا ما جعل ان احد من اخوته لم  يتجرأ على مكالمته في شأن امه ، كونه كلما ذكر اسمها امامه يشتمها ويسبها ، وكانت كل قوته يستمدها من ابيه الذي وكّله هذا الشأن ، ولكن الطفل حين كان يفعل ذلك كان يهرب من البيت ، لشعوره بالغلط الذي يرتكبه بحق امه ، كما كان يظن ويعرف ذلك ، فكان يهرب الى العين ، التي هي تستر غيظه وغضبه ، من نفسه ومن الحياة التي هو فيها ، ومن يومها بدأ ينهار شيءً فشيء ، امام الحياة الصعبه التي يمر بها ، واصبح يدخن ، وهذا ما سبب له الأذى الأول من والده ، بحيث وجه له لطمة من "كعب الدست" على وجهه ، مما جعله لا يستطيع الأكل والحكي لعدة اسابيع من جراء وجعه والمه من حنكه واسنانه ، فهذه الحادثه ، اجبرت اخوته على التكاتف ضد والدهم ، كي يبعدوا الأذى عنهم جميعاً ، وهذا ما جعل دخول الأم ممكن من جديد على البيت ، دون مشكل مع الطفل ، وكان قد مرّ على عدم مشاهدته لأمه حوالي السنة تقريباً ، وكان اللقاء بين الطفل وامه مع زوجها الجديد صدمة ، وانما فرح لعودة امه له ، وهذا ما جعله ينسى زواجها من غير ابيه ، وعاد تعلقه بأمه ، من بعد فقدانه حوالي السنة ، والجميل في اللقاء انه حصل على قبر الزير ، لذلك هذا المكان له معزة كبيرة عندي ...


طرابلس في 23\7\2008
غسان رزق العلي     




----------------------------





العمل بعد ترك المدرسه

 تركت المدرسه في شباط 1973 ، وغادرت صافيتا متوجها ، الى بيروت التي كنت ازورها في بعض الصيفيات ، كون ابي يعمل هناك ، والقضاء فيها حوالي الشهر ، لأعود بعدها الى صافيتا مرتع طفولتي الجميلة ، ولكن هذه المره كانت طويله على طول السنين التي عشتها حتى الأن .
وحين وصلت الى بيروت كنت اشعر بأني جئت لقضاء صيفيه ، مثل كل الصيفيات التي كنت اقضيها هنا ، واعود بعدها الى الضيعه ، وطوال سنين كنت اظن انني في حلم ، ويمكن في اي لحظه استفيق من نومي واجد نفسي في صافيتا ، لاجد رفاقي ينتظرونني خارج البيت ، لنذهب الى اللعب بالطابه او المستعد أوما شابه ذلك ، ولكن كانت الحقيقه المره تعود وتذكرني بأن الطفوله رحلت الى غير رجعه .
وصلت لعند ابي ، واستقبلني بالقول لا تريد ان تتعلم ، فقلت له لا ، فقال اذا اذهب الى عند بنت خالتك فزوجها دبرلك عمل معه ، وكان عمري انذاك 14 عاما ، فهززت رأسي موافقا ، وتركت ابي وهو تركني ، ولم يوصلني الى المكان الذي ارسلني اليه ، وهويسكن في رأس بيروت وابنت خالتي في البدوي ، و لما وصلت لعند بنت خالتي استقبلتني وكأني احد اولادها على صغر بيتها ، وعندما اتى زوجها ( رحمه الله ) من عمله ليلا تأهل بي ايضا ، وقال الأن اصبحت رجال وبدي ياك تكون اد الحمل ،  فوعدته خيرا ، وثاني يوم اخذني معه الى العمل ، وكان يعمل بمصنع  للنسيج التريكو ،
  ودوام العمل من اصعب الدوامات ، فهو يبداء في السابعه صباحا وينتهي في الثامنه مساء ، وبقيت على هذا الحال حوالي 5 اشهر ولم ارى ابي فيها ابدا ، ولم اعلم شيء عن اخوتي في صافيتا .
 ولكن في احد ايام شهر حزيران ، وعندما اتيت من العمل ، فاجئتني بنت خالتي بان اخوتي قد جاؤ كلهم من سوريا للسكن في بيروت ،  وقد استأجروا بيت  في شارع فصوح  بالأشرفيه ، وهذا قريب من المكان الذي انا فيه ، فما كان مني سوى ان صرخت " والله اجو كلون "  فقلت لها فينا نطلع لعندون فقالت على الفور مشي ، وسرنا وانا لا اصدق انني سوفى ارى اخوتي بعد كل هذا الغياب ، وحين وصلنا الى البيت واذ اخوتي هم  ايضا في شوق للقائي ، وكم كان جميلا اللقاء الذي انتظرته طويلا ،  وكم كنت سعيدا بذلك اللقاء ، الذي كانت الدموع هي الرابط المشترك بيننا ، وبعد السلام والسؤال عن بعضنا قررت اختي الكبرى ان ابقى معهم في البيت ، شاكرا ابنت خالتي على كل ما قدمته لي من  عيناية ومحبة ملفته للنظر هي وكل افراد عائلتها ،  وغادرتنا فرحه للم شملنا من جديد .
 كم  فرحنا كلنا كوننا اجتمعنا مع بعضنا البعض بعد غياب قسري ، وابنت خالتي وزجها  وللحق هما خدومين ومفضلين علينا كثيرا حتى بعد تركي لهم ، فمثلا (( هو من اقنعني بالدخول الى الجيش اللبناني )) وكانت خطوة مفيدة جدا جدا لي في ما بعد .
 وبقيت اذهب الى العمل في سد البوشريه الى ان قررنا ترك الأشرفيه لسكن في منطقة تدعى  صفير، وهذا جعلني اترك العمل في النسيج ، والعمل في معمل للسجاد ، في ذوق مصبح ، وكم كان العمل مضني ايضا ، ومزعج  والطريق طويله ، والدوام يتغير اسبوعيا ، على ثلاث فترات ، اولى  من السابعه صباحا الى الثالثه بعد الظهر ، وثانيه  من الثالثه الى الحادية عشرة ليلا ، وثالثه  من الحاديه عشره ليلا الى السابعة صباحا ، وعلى الرغم من ذلك ، عملنا انا واخي  حوالي السنه هناك ثم ترك اخي وذهب للعمل في مكان اخر، ولم نعد نلتقي في عمل موحد ، منذ ذلك اليوم ، اما انا فبقيت هناك ، الى اخر صيف 1975  وبداء الحرب اللعينة في لبنان  ، فقررت السكن في طرابلس مع امي ( رحمها الله)  ، بعد خلاف قوي بيني وبين  ابي ( رحمه الله) ، وكانو ابي  وامي مطلقان ، وكان هذا سبب كبير في بعدنا عن  بعضنا  البعض انا واخوتي  .





 طرابلس في 29 \ 6 \ 2008

غسان رزق العلي 







-------------------------------

عودة الضائع



هل يعقل ان يعيد شخص شيء ، فقده من زمن ، مع العلم ان هذا الشيء ، ليس ماديا انما معنوينا ، فذلك الولد الذي فقد طفولته ، في مكان ما وطواها النسيان والبعد ، وكانت تبعد شيء فشيء عنه ، دون ان يعمل لها شيء ، وانساق في الحياة التي اجبرعلى خوضها ، وهو طري العود ، فعمل ليلا نهارا ، وانتقل من عمل الى عمل ، ومن محنه الى محنه ، وكان الموت يتربص به في اي مكان يقصده ، ولكن العينايه اللهيا حمته وصانته من كل المحن ، مع بعض الخدوش ، التي لا تزول ابدا ، ومع كل هذا اصبح رجل مثل كل الرجال ، الذين بنو عائله ، في مجتمع يتخبط بالحروب ، مع كل طلوع نهار ومجيء ليل ، وفي اجواء لا يحسد عليها بنا العائله ، اكيد مع بعض الكبوات ، ولكن كان يقول بسيطه الكبوي للأصايل ، ويعود لينطلق من جديد ، وبثبات قل نظيره في هذا المجتمع المادي ، الذي فرضته الحروب المتتاليه ، في البلد الذي يعيش به ، والكل يتنتش الكل ، ولا احد يعرف من على من ، ومن مع من ، ولكن في اخر النهار يقول غدا يوم اخر ، وعلى هذه الأحوال حتى انقضت ثلاث عقود ونصف ، وبفضل التكنولوجيه استطاع هذا الشخص ، ان يلتقي بالذي فقده في ما مضى ، ويعود الى حيث ينتمي طفوليا معهم ، رغم البعد الزمني والجغرافي ، وانما بالمثابره والجهد الذي بزله مع اولاده ، الذين ساعدوه الى الوصول لهذا العالم المفقود قسرا ، وعادت الحياة الى مسرها الطبيعي له ، عبر موقع الكتروني ، وهو موقع صفتلي ، الذي اعاد اليه الطفوله ولو بالذكره ، واشخاص اخرين في المقلب الأخر ، هم ساعدوه ايضا على العوده ، الى ماضا كان يشقا ليعود اليه ، ولكنه كاد ان يخيب ظنه في فترة ما ، انما الأمل عاد وظهر من جديد ، والف شكر لموقع صفتلي ،




طرابلس في 19\7\ 2008 

غسان رزق العلي



-------------------------------------------------------------------------




القهوجي المتجول



الحرب في لبنان ، كانت سبب في تغيري عدد من المصالح ، التي عملت بها ، فمن مصنع السجاد الى الأدوات الصحيه التي احببتها ، ولكن ظروف الحرب لم تسمح اكمالي لها ، ومن اجل الستره كما كانت امي تقول لي ، عملت با ئع قهوه متجول( اي بالمصبات ) ، وهذه الشغله ليست لي كوني شاب في مقتبل العمر ، وليس لي اي خبرة مع الناس مباشرة ، وانا المعروف عني اني منطوي على ذاتي ، وانما كانت فترى جد جميله .
في بادء الأمر ، كان حمل المصبات شغله ملبكه ، وبدها صبر ، وطول انات ، فلذلك اصبحت انزل مع عمي زوج امي ، وكان هو يعمل في بيع القهوه ، واصبحت اتعلم منه كيفيت صب القهوه في الفنجان ، وكيف يتم تنظيفه ، وكيفيت حمل المصبات ، التي يجب على حاملها تحمل سخونت المسكات ، وذلك بحملها بأصبعين اثنين ، في كل يد مصب ، وفي الشمال يجب حمل أبريق الماء ، وفي اليمين فنجانان من الحديد المصبوب للقرقعه فيهم ، مع نغمات يتعلمها بياع القهوه مع الوقت ، ومع المصبان يوجد سطلين ، واحد للفناجين واخر للفحم ، بالأضافه الى الأبريق ، ومن اجل وضع المال يضع القهوجي على خصره ما يسمى شطيح ، وهو من القماش السميك ، وله جيبتان واحده للعملة النيكل ، وأخرى للورق ، وبعد عددت نزلات متتاليه حفظنا الدروس التي تعلمناها من عمي ، واتى يوم الجد ، وهو النزول لوحدي والتعاطي مع الناس .
في اول يوم عمل ، كان التردد سيد الموقف ، ولكن بعد الأتكال على الله نزلت الى الشارع ، ومن واجبي ان اجد خط سير لي ، دون التعارض مع زبائن عمي ، وبدأت العمل على ايجاد خط سير لي ، وايجاد زبائن لي ، وكان لي ذلك بعد فترى قصيره من الزمن ، وهذا ما شجعني ، على البقاء في هذا العمل طوال سنتين على التوالي ، وهيا من اجمل فترات حياتي ، كونها كانت سبب رئيسي بالتعرف على ريفاقي في بادء الأمر ، واصدقائي فيما بعد .
في هذا العمل ، ونتجيت التعاطي مع الناس ، اكتشفت شخصيتي ، التي ما كنت عرفتها لولا بيع القهوه ، فانا في طبعي هادء ، كما كنت اظن ، ولكن بعد التعاطي مع البشر ، وجدت طبعي لا يتحمل البشر ، في عقولهم ومزاجهم ، مما ادى في بعض الأحيان ، الى التصادم مع بعضهم ، والقطيعه معهم نهائين ، واصبحت ابيع الذي اريده ، ولا ابيع الذي ، لا يعجبني تصرفه معي .
مثال على ذلك ، كان يوجد رجل يعمل سكاف ، ويريد شرب القهوه ، ولكن الدفع على كيفه ، فكان لما اعطيه الفنجان ، يقول لي اذهب ، ولما بترجع بتاخد الفنجان والمصريات ، وهكذا حتى يصبحو ثلاث فناجين ، فيعطيني ربع ليره اي خمسة فرنكات ولا يدفع الفرنك الباقي ابدا ، وعلى هذه الحاله حتى طفح الكيل معي ، ولم اعد ابيعه ابدا ، بحيث اذا ناد ني لا ارد عليه ، الى ان طلع خلقه علي ، وارسل لي ابنه الذي يكبرني بقليل ، وهو يصرخ ، ويقول ليش مابترد على ابي ، فقلت له هيك ، مابدي بيعو ، وسألني عن السبب ، فقلت له كيف يفعل ، ولا يدفعلي حقي بالكامل ، وعلى هذه الحال لي في ذمته 15 فرنك ، لما بيدفعون اشربيه ، انما كل ثلاث فناجين ، يأكل علي فرنك انا بغنى عنه ، فلم يرد علي بشيء ،ولم يدفع عن والده ، كونه اضرب من والده ، ولم اعد ابيعه ابدا
رغم تدخل بعد المصلحين ، ولكن الحق حق ، وكان احد الأشخاص ، اشربيه ببلاش كونه روحه طيبه ومرحه ( رحمه الله ) ، الى ان جائني احد الأصحاب ، وطلب مني ان اقدم القهوه في ذكرة قائد في الكشاف ، ولبيت الطلب وكان ذلك اليوم ، هو سبب بدخولي الكشاف ، والتعرف على الحياة الكشفيه ، والتعلق بها حتى اليوم .
طرابلس في 1 \ 7 \ 2008 
غسان رزق العلي


------------------------------------------------------------------------



غير مرتاح 


في احد الأيام جاء الى البيت من دون علم مسبق ، مع علمه ان زوجته ليست في البيت ، كونها سافرت قبل ذهابه الى عمله ، مع حماتها الى ضيعتها، وكان سوف يعود بعد ستة ايام من ذهابها في سفرها ، وعند ما دخل البيت ، وجده فارغ وبارد لا حياة فيه ، كونهم لم ينجبو اولاد حتى ، فلم يستطع الجلوس وحده في ذلك البيت البارد ، والخاوي من طلت زوجته التي هي هنائه وساعدته ، فقال اذهب الى الأصحاب والأصدقاء ، وحين اصبح بينهم لم يجد نفسه معهم ، انما الدنيا خالية تماما ، من كل حس ، فاقر العوده الى البيت ، ولكنه بطريق العوده ، تلاقا مع احد رفاقه القدامة في السلك العسكري ، وكان رفيقه هذا يطلب منه الصعود معه الى قريته ، ولم يلبي طلبه في اي يوم ، انما اليوم قرران يذهب معه ، وقال لرفيقه انت من زمان تطلب مني الصعود الى ضيعتك ، واليوم انا جاهز شو رأيك ، فطار من الفرح رفيقه وقال له يلا ، وصعدا الى الضيعة ، وكانت الساعة الثالثة بعد الضهر حين وصلو الى بيت رفيقه ، وجلسو في البيت ، ولكن الرجل لم يكن في مزاج مريح ، وعندما شرب القهوا قال لرفيقه اريد العوده الى البيت ، وكل شي عمله رفيقه لأقناعه بالبقاء بائت بالفشل ، فقال لرفيقه اذا بدك ياني كون مرتاح ، خليني ارجع الى البيت ، فما كان من رفيقه سوى النزول عند رغبته ، فاصعده بسيارة الى المدينه التي يسكن بها الرجل الضجر من حاله ، وعاد الى البيت ، ولكن لا شيء يريحه ، وظل على هذا الحال حتى عودة زوجته وامه من السفر ، وتفاجئو به في البيت ، وكان مر عليه ليلتين من اصعب الليالي ، ولكن كان عليه هو ان يعود الى عمله ، ولكنه حين شاهد زوجته ، عادت اليه روحه و ضحكته من جديد ، واصبح انسان اخر ، هل من المعقول ان يحصل لرجل ما حصل لهذ الرجل ، ام هو غير شكل عن العالم ، وهل يحصل شيء مماثل مع اشخاص اخرين ، ان هم متزوجين ام عازبين ، والعازب ماذا يحصل له .


طرابلس في 15\9\2008 

غسان رزق العلي


------------------------------------------------------------------------


صيد السمك



من هوايتي صيد السمك ، بالصناره في البحر ، وهذه الهوايه تعلمتها ، في أوئل السبعينان من القرن الماضي ، ولكن استفحلت معي ، في اول التسعينيات من القرن الماضي ، حتى اصبحت كل يوم ، انزل الى الصيد ما عدا ايام الشتاء والبرد القارص ، ومن الملفت انه يوقال ، من يتعود على صيد السمك بالصناره ، يتعود على طول البال ، ويتتطلب من الصياد بعض الأحيان ان ينتظر لساعات وساعات ،فأنني في الصيد بارد ، اما في البيت نار ولعانه ، 
،ويقال ايضا ان الشيء الذي يبعد الصياد ، عن قول الناس انه مجنون ، وجود الخيط الذي يتدلا من القصبه والشفاف بشكل( لا يراه من ينظر الى الصياد) ، وفي نهايته الصناره التي يوضع فيها الطعم ، وهي التي تعلق بها السمكه . 
اكثر ما اصيد في البحر ، الأبو شوكه او البطريس وهذه تسميه طرابلسيه او المواسطه وهذه تسميه بيروتيه ، وهذه السمكه ، هي متواجده بكثره على شاطئ البحر المتوسط من جهة الشرق ، وهذه السمكه تصطاد بواستط العجينه بشكل عام ، ويوجد بعض الأساليب ، التي يتعلمها الصياد ، مع الوقت ونمو الخبره لديه ، وهذه السمكه محببه لكثيرين من الناس ، وطعمها طيب ، ونحن نحبها بكثرا ، ونفضلها عن باقي السمك ، ولكن لها شيء لا يحبه الكثيرين من الناس ، كون اشواكها زعانفها مسمين ، بشكل اذا لطشت احد يبكي من المه ، وينمل مكان اللطشه حوالي الساعه تقريبا ، ولكن لها حل ، اذا وضع على المكان المصاب ، من فزر السمكه يذهب الألم بسرعه اكبر، وهذه السمكه موسمه طول السني ، انما انا اصيدها في الربيع ، والصيف فيكون متوفر اكثر .
اما في الخريف فيحلو صيد التريخون ، وهذه سمكه تكبر بسرعه ، بحيث ان الشخص ، الذي يصطادها يلاحظ كيف تكبر ، من اسبوع لأسبوع ، وعندما تكبر تصبح اكبر من كف اليد بالعرض ، واكبر من الشبر بالطول ،وهي سمكه لها لحم ، ولكن غير دسمه ، بحيث اذا الصياد توفق بها ، يستطيع الصيد كما حصل معي ،انه في ذات يوم اصطد 8 كيلو ، في يوم واحد ، وعديلي كذلك الأمر ، انما في الصيد العادي تصل الى 2 او 3 كيلو في النهار ، وهذه السمكه تصطاد بواستط سمكه السردين ، أوانواع اخره .
ومن النهفات التي حصلت معي ، ذات مره قررت الصيد بالمولينه ، وهذه قصبه مع خيط وبكره ، وبعد عدت ايام من التعلم ، ولكن دون الخبره المطلوبه لهكذا عمل ، بدائت اصطاد مع بعض العزاب ، انما بتقدم وفي ذات يوم ، صرت اصطاد بعض السمك الصغير نسبيا ، ولكن مقبول من جهتي كونه صيد جديد علي ، حتى انه صرت اشعر بنوعية السمكه التي اسحبها وحجمها ، وفي احد المرات عرفت ان السمكه التي علقت في الصناره ، هي من ذات الحجم الذي اصطاده ، فبداءت اسحبها على مهل كي اعذبها اكثر ، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، واذا بالمولينه تسحب ، وتشد الى الأمام ، وكأن شختورة سحبتها ، وما أن نظرت الى الخيط ، واذ به ينتصب امامي ، وفي اخره سمكه كبيره ، بشكل قفز قلبي من مكانه ، وماذا افعل لها ، وهنا قفزت السمكه في الهواء ، وقتعط الخيط وهربت ، من حيث اتت ، وهنا تنفست الصعداء ، من كوني لم اسحبها ، ولكوني تفاجئت ، ولم اعرف ما العمل ، لكن بعدين عرفت انه لو انني محررر فريم البكره ، يمكن كنت تمكنت من سحبها ، مع بعض العذاب اكيد .


طرابلس في 9 \ 7 \ 2008 
غسان رزق العلي


-------------------------------------------------------------------------



فتح حساب في البنك


هذه قصة من واقع الحياة ، بين اخوين اثنان ، في احد الأيام ، احتاج الأخ الاكبر لمبلغ من المال ، من اجل ابنه الموجود في المستشفى ، كونه اتم علاجه ، ويجب ان يخرج منها ، ولكن المال غير متواجد معه ، وكل السبل سدة بوجهه ، وحين اتصل اخاه ليطمئن على ابن اخيه المريض ، يتفاجاء بانه لا يوجد مع الأب مال ليخرج الطفل من المستشفى ، فيتدخل الأخ الصغير ، ويقرض اخاه الكبير مبلغ من المال من اجل اخراج ابنه من المستشفى ، على ان يرد المال حين توفره معه ، وراحت الأيام وبعد فترى من الزمن ، يسأل الأخ الصغير من قبل امه ، عن المال الذي اعطاه لأخيه وماذا حل به ، فأجاب بأنه لا يعلم شيء عن المال ، فقالت له امه ولم تسأل كيف صرف المال ، فرد وكيف صرف المال يا امي ، طيلع ابنه من المستشفى ، فردت عليه امه ، وكم دفع للمستشفى ، رد الأخ الصغير ، لا اعلم ، فقالت له امه اذهب واسأل اخوك كم دفع من المال واين الباقي ، فذهب الصغير الى اخوه الكبير ، وسأله عن المبلغ الذي اقتراضه منه ، فما كان من الأخ الكبير غير انه اخذ الأمور وعلى عادته بالأستهزاء والمزح ، وقال لقد دفعت للمستشفى نصف المبلغ تقريبا ، وفتحت بالباقي حساب في البنك ، فما كان من الأخ الصغير ، غير الضحك على نفسه ، وعلى هكذا عمل الذي قام به اخوه الكبير ، ولم يقل شيء سوى رجع الى امه وهو يهز رأسه غير مصدق لما جرى ، ولم يرد المبلغ الى الأخ الصغير ابدا . 
اعزائي الكرام ما رأيكم انتم بهذا العمل 

طرابلس في 13\11\2008 
غسان رزق العلي



-------------------------------------------------------------------------

الأحفاد يلعبون بالماء كامبريدج USA - صيف 2020

في كامبريدج اميركا 

فراشة على زهرة

فراشة على زهرة
من تصويري