الثلاثاء، 24 يونيو 2014

النار




النار





اشتعلت النار في حديقة جارنا فركضنا جميعا الى مساعدته بإطفائها

لكن ما لبست النار ان تمددت الى حديقة جارنا الأخر


لأن ادوات الإطفاء كانت تتراوح بين الماء والبنزين والزيت والغاز 


حتى اصبحت النار تاكل كل شيء تقريبا وامتدت الى حدائق كل الجيران 

تدخل اطفائيون من جوار الجيران وايضا كانت الأدوات مم زوجة بالماء 

والزيت والبنزين والغاز يعني ادوات حارقة لأن الإطفائين هم ليسوا اطفائين 

انما اطفائين باللباس فقط ولكنهم حراقين ومحبين للنار في دواخلهم 

وفي هذا الوضع المزري لم يكن احد منهم يفهم ان هذه النار ستصل اليهم في يوم من الأيام 

وما ان مضت سنون من الإطفاء لحديقة جارنا حتى احترق الحرش والغابة كلها 

من حولنا واصبحنا نجد النار في كل مكان 

وكانت الأدوات هي هي في كل مكان 

لكن اصحاب الأدوات اصبحوا يشكون من ادوات غيرهم لأنهم احترقوا 

كما احترق غيرهم من ادواتهم

واصبح الحريق يأكل ابنائهم كما اكل ابناء حديقة جارنا 


لكن المفاجئة التي عرفنها في ما بعد وحين انجلت النار وغيومها 

ان اصحاب الأدوات هم ادوات في يد بعض من يحب حرق الغابات والأحرش 

تحت اسماء وهمية ومغلفة بالدين 


ليتبن لنا انه لا يريد سوى الحريق ان يبقى مستعر

وقد تبين لنا حلو كلامه المنمق بأنه يحبنا ويريد لنا الخير
بأنه مشعل للنار من اجل مصلحته فقط ولا يريد اي خير لنا او لأحراشنا او غاباتنا

لكن هذه النار ما لبثت ان اكلت كل شيء في طريقها حتى بدائت تأكل نفسها 

بعد امتداها على مساحة كبيرة في احراش وغابات الوطن العربي

ليتأكد لنا ان من اشعل النار في بادء الأمر هو من يريد اطفائها في اخر الأمر 

لكن هذه النار نعرف كيف نشعلها ولكن لا احد يعرف كيف 

تنتهي واين وماذا تاكل 

خلاصة الأمر لمن يفهم من يلعب بالنار يحرق اصابعه لا مفر من ذلك 

طرابلس في 24 \ 6 \ 2014 

غسان رزق العلي  

الأحفاد يلعبون بالماء كامبريدج USA - صيف 2020

في كامبريدج اميركا 

فراشة على زهرة

فراشة على زهرة
من تصويري