النار
اشتعلت النار في حديقة جارنا فركضنا جميعا الى مساعدته بإطفائها
لكن ما لبست النار ان تمددت الى حديقة جارنا الأخر
لأن ادوات الإطفاء كانت تتراوح بين الماء والبنزين والزيت والغاز
حتى اصبحت النار تاكل كل شيء تقريبا وامتدت الى حدائق كل الجيران
تدخل اطفائيون من جوار الجيران وايضا كانت الأدوات مم زوجة بالماء
والزيت والبنزين والغاز يعني ادوات حارقة لأن الإطفائين هم ليسوا اطفائين
انما اطفائين باللباس فقط ولكنهم حراقين ومحبين للنار في دواخلهم
وفي هذا الوضع المزري لم يكن احد منهم يفهم ان هذه النار ستصل اليهم في يوم
من الأيام
وما ان مضت سنون من الإطفاء لحديقة جارنا حتى احترق الحرش والغابة كلها
من حولنا واصبحنا نجد النار في كل مكان
وكانت الأدوات هي هي في كل مكان
لكن اصحاب الأدوات اصبحوا يشكون من ادوات غيرهم لأنهم احترقوا
كما احترق غيرهم من ادواتهم
واصبح الحريق يأكل ابنائهم كما اكل ابناء حديقة جارنا
لكن المفاجئة التي عرفنها في ما بعد وحين انجلت النار وغيومها
ان اصحاب الأدوات هم ادوات في يد بعض من يحب حرق الغابات والأحرش
تحت اسماء وهمية ومغلفة بالدين
تحت اسماء وهمية ومغلفة بالدين
ليتبن لنا انه لا يريد سوى الحريق ان يبقى مستعر
وقد تبين لنا حلو كلامه المنمق بأنه يحبنا ويريد لنا الخير
بأنه مشعل للنار من اجل مصلحته فقط ولا يريد اي خير لنا او لأحراشنا او
غاباتنا
لكن هذه النار ما لبثت ان اكلت كل شيء في طريقها حتى بدائت تأكل نفسها
بعد امتداها على مساحة كبيرة في احراش وغابات الوطن العربي
ليتأكد لنا ان من اشعل النار في بادء الأمر هو من يريد اطفائها في اخر
الأمر
لكن هذه النار نعرف كيف نشعلها ولكن لا احد يعرف كيف
تنتهي واين وماذا تاكل
خلاصة الأمر لمن يفهم من يلعب بالنار يحرق اصابعه لا مفر من ذلك
طرابلس في 24 \ 6 \ 2014
غسان رزق العلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق