قصص وحكايات











السفر الى لندن

في 4 – 12 – 1984 – اصبت ، في راسي ، وعيني ، من جراء الحرب في لبنان , واد ذلك الى فقداني النظر، في عيني الشمال ، مما توجب ارسالي ، الى الخارج للعلاج ، وبعد اخذ ورد تقرر ارسالي ، الى لندن  بعد حوالي 5 اشهر .
ليل الاربعاء  - 10 – 5 – 1985 – يصلني تلفون يطلب مني الحضور، الى القياده كون السفر تحدد نهائيا .
في صباح  يوم الخميس – 11 – 5 – 1985 – وضبت اغراضي الشخصيه ، وكل ما احتاج  له ، وقصدت القياده ، في بيروت بواسطت سيارتي ، التي لها فضل كثير قي هذه المرحله ،ولولاها لما استطعت انجاز المطلوب  مني بسرعه ، وكنت يمكن فقدت السفره .
عند وصولي الى مكتب السفر، استقبلني الموظف المسؤل قائلا هذا جواز سفرك ، وهذه برقيه تحدد موعدك  في لندن  وهو الاثنين الساعه الثانيه الا عشر دقائق ، وعليك تأمين  الفيزا لكي تسافر، نحن لم نستطيع الحصول عليها ، كوننا لا نعلم اين السفاره ، فنظرت اليه ، وعلامات التعجب باديه علي !!! فقال دبر حالك ، فما كان مني غير انني عدت الى قائدي المسؤل عني وشرحت له ما جرا معي ، فستغرب القائد ذلك وبداء اتصالاته  على الفور، وبعد فترى من الزمن قا ل لي اذهب الى البيت ، وارجع غدا صباحا .
صباح  يوم الجمعه – 12 – 5 – 1985 – عدت وقا بلت القائد  فأعطاني ورقه عليها اسم ضابط  في القيادة العليا ، وهو ينتظرني هناك ، وبالفعل عند وصولي لعنده استقبلني وعلامات التعجب لا تفارقه !!! ويتمتم بكلامات لم افهم منها شيء ، وفي حوالي الساعة العاشره ناداني  واعطاني  عنوان السفاره ، وقا ل لي القنصل بأنتظارك ، وبسرعه غادرت القياده ، وركبت سيارتي ، وذهبت الى السفارة البريطانيه ، وحصلت على الفيزا ، والسرور يغمر قلبي ، وعدت الى مكتب السفر مسرعا ، واذ المكتب مغلق لان وصولي كان بعد الدوام الرسمي ، وبداء الغيظ يأخذ مني ، ولكنني كتمت غيظي ، وعدت الى البيت .




صباح السبت – 13 – 5 – 1985 – وفي الساعه الثامنه صباحا ، كنت في مكتب السفر، ومعي الفيزا موضعه على البسبور فقدمته للموظف فاخذه مني ورفع سماعه الهاتف ، وقال احجزي لي مكان الى لندن  واغلق السماعه ، وقال لي اذهب الى جل الديب ، " وهيا تبعد عن القيادة حوالي 8 كم " ، وتحدد سفرك في الساعه الثانيه ظهرا ، وعليك  ان تكون في المطار قبل الثانيه عشره ،فنظرت الى ساعتي ، واذ هي التاسعه صباحا ، وعلي ان اقصد  مكتب المال لاعطائي المتوجب لي من  المال ، ومكتب الاداره لاخذ امر السفر الى الخارج ، ولكن والحمد لله انتهيت من كل هذا ، في وقت قصير جدا .
بعد الذهاب الى جل الديب ، اخذت التكيكت وحولت المال من لبناني الى جنيه استرليني ،  وبطريق عودتي الى البيت اصتحبت  معي سياره تكسي ، وسارت ورائي الى ان وصلت الى البيت ، فاوقفت سيارتي هناك ، وحملت اغراضي با لتكسي ، وقصدت المطار.
وكنت هناك في تمام  الثانية عشره تماما ، في الوقت الذي يجب ان اكون به في المطار, دخلت الى المطار، وقمت بالاجرأت المطلوبه ، وتوجهت الى بهو كبير ، ولكن الملفت لنظر ، انني لم ارى ناس متواجدون في المكان ، وانا( يا غافل الك الله ) ، لا اعرف شيء ، " لا كيف بيروحو  ولا كيف بيجو " ،  وصرت امشي  حتى  وصلت  الى مقهى فطلبت فنجان قهوة ، واشعلت سيكارة ، واذ برجل يصل ، ويطلب فنجان قهوه ايضا ، فسألته عن وجهته ، فقال لي انه مسافر، الى امستردام ، فقلت له انا مسافر الى لندن ، ولا اعرف كيف التصرف هنا وهناك ، فقال لي وكيف ذلك فرويت له قصتي ،  (من طق طق لالسلام عليكم )،  فقال لي وماذا تفعل هنا ،  فقلت له ، وماذا افعل ، فقال لي يجب عليك النزول ، الى قاعة الانتظار ، فقلت له وين هيده القاعه ،  فمسكني بيدي وسحبني ، ( وكانه غضب مني) ،الى ان  وصلنا الى درج ، ونزلنا منه الى قاعة كبيره ، وفيها الكثير من الناس ، وطلب مني الجلوس بقربه ، وبعض لحظات قال لي اركض ، الى ذاك الباب انهم ينادون المسافرين الى لندن ، وبالفعل عند خروجي من الباب الى الباص ،  اغلقو الباب ورائي ..
وسار الباص حتى وصل الى الطائره ، وصعدت اليها ،  والفرح يغمرني كوني لاول مره في حياتي  اركب طائره ، ولما دخلتها واذ بالمضيفه تأخذ مني التكت ، وتسير امامي ، ووضعته على مسند الكرسي ، وجلست على المقعد الذي ورائه ،  بجانب رجل يقراء كتاب باللانكليزيه ، فقلت  بقلبي ( يضرب حظك يا غسان )، ما طلعت اعدتك الا حد واحد اجنبي ، ولكن بعد حوالي ساعه اتى المضيف ليوزع جرائد ، ولما وصل لعندنا طلب ذاك الرجل جريدة النهار، وكان لبناني فخفق قلبي ساعتها من الفرح ، وبدأت التكلم معه كي اعرف ماذا افعل ، حين الوصول الى مطار لندن ،  واخبرته قصتي بالتفاصيل الممله ،  وانني لا اتكلم اللغة الانكليزيه ، ولا يوجد احد ينتظرني  هناك ، و ليس معي سو 380 جينه استرليني ، فنظر الي باستهجان!!! وارتكا على مسند الكرسي واغمض عيناه  ونام  ، وبعد فتره  فتح عيناه وقال لي ، يا غسان قصتك ما خلتني نام  انا معود نام كل وقت الطياران ( والوقت طويل 5 ساعات ) ، ولكن انت مشكلتك عويصه لذلك سأرى ، ماذا يمكن ان افعل لك ، فذهب وعاد  بعد فترى ، وقال لي لم يرضا احد بان يتبناك ،  فقلت له ولماذا قال لا اعرف ،  وهنا "عزت علي الدنيا "، وحسيت بغصا بحلقي " ورغرغت عيناي بالدموع "،  وهنا استحقيت الحاله الذي انا بها ، فاغمضت عيناي  وبدأت  اصلي من قلب محروق كي يساعدني الله على هذه المرحله ،  وسلمت امري بالكامل لله .






عندا وصولنا الى مطار لندن ، وهممنا بالنزول من الطائره ،  قا ل لي الرجل ، لا تتكلم معي ابدا ، حتى نصل الى خارج المطار ، فقلت له( متل مابدك) ، وقا ل اذا ما فهم عليك رجل الامن ، ارفع يدك فيأتي من يترجم لك ،  وبالفعل كان كما قال ،  ولم اعد اشاهد الرجل اين ذهب ،  فتوجهت الى باب الخروج ، و "عينك تشوف شي عشرين باب " ، والمطلوب واحد فاين هو ، ومشيت التفت يمين وشمال علني اجد احد استعين به ، واذ بشاب كنت رأيته في الطائره ، فسألته من اي باب لازم نطلع ، فقال لي باب الميدل ايست ، و بالفعل فتت فيه  واذ به يوأدي الى درج ، وفي اسفله رجل يلوح لي بيده ، فكان الرجل  من كان معي بالطائره ، وهنا غمرتني الفرحه ، وقلت يا رب ، ونزلت الدرج راكضا لجلب حقيبتي ، من المكان المخصص للحقائب فحملتها وعدت الى الرجل ، وكنت لم اعرف اسمه حتى تلك اللحظه ، فقال لي غسان انتظر هنا ، ودير بالك على الحقائب ، سوف اذهب الى مكان لارى اذا ممكن احجز لك بشي فندق ، وبالفعل ذهب وعاد بعد فتره قصيره ، ليقول لي لقد وجدت فندق بس غالي شوي ، ولكن تسطتيع المكوث به حتى يوم الاثنين ، لحين تذهب الى   السفاره  وهم ( بدبروك ) ، لان اجار الليله 20 جينه في هذا الفندق ،  وهذا بالفعل غالي علي جدا ، فما كان مني سوى القبول ، ورجع الى المكتب وحجز لي ،  وتوجهنا الى خارج المطار، واخذنا تكسي ، وتوجهنا الى لندن .



وهنا  لفتني ان السائق يجلس على اليمين ، وليس على الشمال ، وبالسيارة سألت الرجل ، عن اسمه فقال لي اسمي جورج  ، فقلت له تشرفت بك ، فناولته  خريطه للندن  كانت معي ،" احضرتها من السفاره البريطانيه في لبنان " ، دلني اين تقع السفاره اللبنانيه فوضع اشاره ، في مكان ما على الخريطه ، فقلت والفندق اين يقع ، فوضع اشاره اخرى ، على الخريطه ، وبعد السير حوالي الثلثين الساعه ، وصلنا الى الفندق فادخلني اليه وسجلني عند الموظفه في الفندق ،  واصعدني الى الغرفه ، وقال لي انا اعود ، من سفري ، بعد اسبوع اتصل  بي ، على هذه الارقام ، واخبرني ماذا يحصل معك ، وغادرني ، دون القبول بان ادفع للتكسي / وهيا حوالي 20 جنيه .
وهنا ننهي الجزء الاول  والى القاء في الجزء الثاني

طرابلس في  5 \ 6 \ 2008

غسان رزق العلي
--------------------------------------------------------------------------------------------



                   


من كان مع الله لا يخزل

لما دخلنا الفندق ، استقبلتنا موظفه فسجلني عندها ، وطلب منها مفتاح الغرفه ، وافهمها انني لا اتكلم الأنكليزية ، وارغب با لبقاء حتى الاثنين ، وصعد معي الى غرفتي ،  وقال لي في جانب الفندق يوجد شارع ، تستطيع شراء اي شيء منه كونه يضم الكثيرمن الذين يتكلمون العربيه ،واغادرني على امل اللقاء بعد فترة اسبوع .
نظرت الى ساعتي واذ هي الثامنه ولكن على ساعتهم الخامسه ، فقلت  لأنزل الى الشارع  واشتري بعض المأكولات والخبز، و بعد ان تسوقت عدت الى الفندق ، فاكلت ، وتحممت .
وكان يوجد في الغرفة  راديو وتلفزيون فادرتهما معا من اجل مشاهدة الصور في التلفزيون وسماع الموسيقة من الراديو لأني لا افهم اللغة ، واثناء ذلك فتحت الخريطة واشرعت بقياس المسافه بين الفندق والسفاره ، وكانت 3 كم .
في صباح يوم الاحد 14 \ 5 \ 1985 ،  توجهت نحو السفارة اللبنانية ، حسب الطريق الذي رسمته على الخريطه ، ووصلت الى شارع مقفل ببوابه حديد كبيرة وعلى جانبه باب صغير، وبجا نبه رجل امن ، فاريته الورقه التي معي ، فاشار لي بالدخول ، وانا لا اعرف كيف الوصول ، الى السفاره سوى من العلم ، ولما اصبحت بمنتصف الطريق ، سأ لت رجل كان مارا من هناك عن العنوان الذي معي فقا ل لي انه خارج  هذا المكان ، واخرجني من الشارع  الى محل يضع يافطة انه يتكلم العربيه ، ولكننا لم نجد احد يتكلم العربية فتركني ورحل ، واصبحت مثل الأهبل لا اعرف ماذا افعل ، هنا تذكرت انني شاهدت على زاوية الشارع بائع جرائد ابن عرب ، فتوجهت اليه وسأ لته عن السفاره اللبنانيه واريته الورقة ، فقا ل لي ارجع الى الشارع  نفسه ، ولا تسأل احد ، ان رقم المبنى مسجل هنا وهو 22 ،  وعدت مسرعا الى نفس المكان ، الذي ارجعني منه ذاك الرجل ، فقلت بنفسي هيدا( الما بيعرف لغة هيك بيصير فيه) ،  فتقدمت الى الباب وطرقته عددة مرات ، ولكن لا احد يرد ، فنتقلت الى باب اخروطرقته ، واذا  برجل يفتح شباك من الطا بق الثاني ، ويقول شوبيك ، فقلت له انني عسكري ووصلت من لبنان ، فما كان منه سوى ، القول ارجع غدا ،  وشغلك بالقنصليه مش هون واغلق الشباك ، فهززت رأسي !!! ونشرت حريمو، وعدت الى الفندق ، مسرور كوني وجدت السفارة رغم غيظي من ذاك الرجل .





في صباح يوم  الاثنين 15 \ 5 \ 1985 ،  غادرت الفندق دون ان اعلم احد ، فوصلت الى السفاره ، في تمام الساعه  9 صباحا ، وكانت  السماء تمطر ، فقلت يا حظي المنحوس ، مش ناقصني غير الشتي ، واذ بسياره تصف بالقرب مني ، وبداخلها اربع اشخاص ، فاقتربت منهم وصبحتهم ،  وسألتهم عن القنصليه ،  فسألوني من انت فعرفتهم عن نفسي ، فقال احدهم  اهلا اهلا غسان الحمد لله على سلامتك ، نحن ناطرينك يلا فوت معنا ، دخلنا الى القنصليه ، وقدموني للعميد ، فتأهل بي احلا ترحيب ، وقال للضباط شارحا لهم كيف يجب العمل من اجلي ، وكيف يجب مرافقتي من قبل  الضباط  كل يوم ، من اجل الترجمه  للطبيب ، والبدء مع اقل رتبه بينهم  ، فقا ل لي الضابط الذي تعين  يلا لان الموعد قريب ، فأخذنا تكسي ، وسرنا حتى وصلنا الى عيادة الطبيب ،  في الوقت المحدد ، وهو الثانية عشر الا عشر دقائق ، وبعد ان فحصني الطبيب ، امر ببعض الصور والفحوصات ، وكان اجرأهم ، في نفس المكان ، ولكن لم نخرج من المستشفى الا عند التاسعه ليلا ، فاعدني الى الفندق ، واعطاني ارقام تليفونات البيت كلها ، وطلب مني الاتصال به عند الحاجه .
ولكن ما ان دخلت الفندق ، باشرت الموظفه بالترشقه ، وفهمت منها انني تأخرت ، وكان يجب ان احجز، او اخرج من الفندق ، فأشرت لها ان تعطيني الروزنامه ، واشرت لها انني باقي حتى الاثنين المقبل ، وصعدت الى غرفتي ، وبعد فترى وجيزة يرن الهاتف في الغرفه ، واذ ا سكرتيرت العميد  على الخط  ،  وتقول لي ماذا فاعل انت ، وكيف  تقول للموظفه انك باقي الى الاثنين والفندق غالي  ، يجب عليك ترك الفندق غدا قبل الثانيه عشره ظهرا ، ولقد دبرت لك فندق ارخص منه ، وهو ب 7 جينه في اليوم .



يوم  الثلاثاء 16 \ 4 \ 1985  غادرت الفندق ، بعد التسديد ما يتوجب علي ، وتوجت الى القنصليه ،         التي كنت حين اصلها  يعاملوني مثل الفتى المدلل ، اجلس اين ما اريد ،و اسأل ما اريد ، والكل متجاوب معي ، حتى الساعه الخامسه ، وقت انتهاء الدوام .
بعد انتهاء الدوام غادرنا انا وميرنا وهذه هي سكرتيرت العميد ، الى الفندق الجديد والرخيص ، فسجلتني ودفعت المتوجب ، ونزلنا الى غرفتي ، وشرحت لي كيفيت التعامل مع المسؤل وان لا اعطيه اي شيء لا يتوافق مع الحق ، واعطتني رقم تليفونها ، من اجل الاتصال بها عند الحاجه ، وهنا طلبت منها تعليم موقع الفندق على الخريطه ،  واذ به لا يبعد كثيرا ، عن الفندق القديم  .
بعدا مغادرت ميرنا الفندق ، خرجت من اجل البحث عن مطعم كي اكل ، وكان قد لفتني اسم مطعم لبناني ، عند مرورينا في الشارع  فقصدته  سيرا على الاقدام ، فجأ وانا امشي  واذ برجل يقول لي الى اين ذاهب ، ونظرت اليه مستغربا من يكلمني في لندن بالعربيه ، واذ به ضابط تعرفت عليه في القنصليه ، فسلمت عليه ، وقلت له  لقد شاهدت ، مطعم اسمه  بيبلوس ، واريد الذهاب اليه لأكل عنده ،   فقال لي لا تذهب ، الى هناك فهو غالي جدا ،  يوجد امامك مطعم ، يبيع وجبات سريعه ، ودلني عليه  وغادرني ، وحين وصلت المطعم دخلت ولم اعرف ماذا اطلب أوكيف ، فاشرت بيدي  للموظفة ، الى براد يوجد بداخله قطع من الدجاج ، ولم تفهم علي ، وبدأت الح عليها علاها تفهم ، لاكنها نادت احد العاملين وهوبكستاني ، و اذ هو ايضا لا يعرف ماذا يقول ،  سوى شيبس شيبس ، وانا لا افهم عليه ، واذا به يقول بطوطو، فانتبهة عليه ، وقلت له يس يس ، وهنا اعطاني كيس فيه بطاطا ، فاشرت له الى قطع الدجاج ليعطيني اثنتان فاعطاني ، " والملفت ايضا انهم يعبون الكولا في كبايات ولم اكن اشاهدها من قبل فب لبنان " ، وغادرت المطعم مسرور كوني حصلت ، على ما اريد ، واسكت جوعي .




يوم  الاربعاء 17 \ 4 \ 1985 ، ذهبت الى القنصليه ، و بقربها  يوجد حديقه كبيرة ، وفيها نهر اصتناعي ، وبركه ماء كبيرا ، وطرق للمشاه ، ومقاعد خشبيه للجلوس ، وتماثيل برونزيه ، وقد تمشيت بها حوالي 4 ايام ، ولم انتهي منها كلها ، وكانت هي سلوتي في وقت الفراغ ،  وعند المساء ارجع الى الفندق ، لاعود في الصباح الباكر، الى القنصليه .
يوم الخميس 18 \ 4 \ 1985  لما وصلت ، قالو لي ، انه يتوجب علي الذهاب ، الى مركز لاجراء بعض الفحوصات ، وذهبت برفقت ضابط ، اعلى رتبه ، من الذي رافقني اول مره ، وكانت رحلتنا ،بالقطار تحت الارض ، وهذا  اسعدني جدا كوني اول مره اركب قطار بحياتي ، وعدنا بنفس الوسيله ، واكملت باقي يومي اتمشى ، في الحديقه والجوار، حتى المساء ، فعدت الى الفندق ، وكان من اقل الايام ، التي اتكلم بها على الاطلاق ، ولما دخلت الغرفه ومن بعد الاستحمام شعرت بضيق قوي جدا ، واحسست بغصه في حلقي ورغبه بالبكاء ،  فما كان مني سوى اني اتصالت بميرنا والتحدث معها ، حتى انقطع الخط معها ، وبذلك انفرجت اساريري ، وبدأت اغني الاغاني التي كنت اغنيهم لأبنتي ريمي ، و بعد ذلك نمت نوم هادء حتى الصباح .
يوم الجمعه 19 \ 4 \ 1985 وكان هذا اليوم مفصليا لي ، في ذلك البلد ، لانه حين ، وصلت الى القنصليه ،  اتاني شاب كنت اظنه اجنبي ، وهو يعمل في القنصليه ، ولكنه لبناني مقيم  في لندن  اسمه هلال ، وقال يا غسان ، انا اليوم مرافقك وعلينا الذهاب الى احد المركز الطبية للاجراء بعض الصور، واعطاني عدد من الخيارات لسلوكها الى المكان ، وتم الاختيارعلى ان نذهب بسيارته ، و حين وصولنا اجرينا الصور ، وانتهينا بسرعة ، هنا قا ل لي هلال شو رأيك نروح نشرب فنجان قهوة عندي في البيت ونأكل فول مدمس ، فوافقت على الفوركوني ارتحت له جدا في اول مشوار لي معه ، وانطلقنا الى بيته وهو خارج لندن ، وبالفعل اكلنا فول وشربنا القهوه ، وجلسنا نتحدث الى ان اتت صاحبته ماريا ،  فعرفها عليي وافهمها انني لا اتكلم الانكليزيه ، وبعد فترى من الوقت ، اي الساعه الخامسه ، خرجنا الى بار لشرب البيره ، وهو يبعد عن البيت ، مسافة قطع الطريق فقط ، فشربنا البيرة حتى دخت انا ، ولم اعد احتمل فعدنا الى المنزل ، وفورا الى الحمام ... وعندما خرجت من الحمام ، طلب مني البقاء عنده للغد ، واعطوني غطاء وفرشه ، ونمت في الصالون ، في الصباح شربنا القهوه ، وغادرنا البيت متوجهين الى القنصليه ، ومن هناك توجهت انا  الى الفندق .
حين دخلت الى الفندق كان المسؤل عنه جالس في الصالة وهو من اوروبا الشرقيه ، فجلست بجانبه  واصبحنا نتكلم بالاشارات ، وكانت سيكارة " السيدرز" هي همزة الوصل بيننا .

وكان الفندق يقدم ، وجبه الفطور فقط ،فحين شعرت بالجوع في  وقت الغداء ، قلت له اني ذاهب لتناول الطعام اكيد بالأشارة ، وذهبت الى الشارع الذي اشتريت منه في اول يوم وصلت الى لندن ، واشتريت قطعة دجاج كبيره ، ولوبيه خضراء ، وكان الحروالشلفطه سيد الموقف ،) ويا ويلي ملا نهار (، عند الساعه الخمسه والنصف ، واذ بسياره تقف امام الفندق ، ويترجل منها رجل ويد خل علينا ، وكنت جالس مع مسؤل الفندق نتكلم ،  واذ بهلال هو الداخل ، وقا ل لي هيا بنا الى السهرا ، وتكلم مع المسؤل ، وغادرنا الفندق ، ولم اعود اليه سوى ، من اجل اخذ اغراضي بعد يومان .
هنا اختم الجزء الثاني ، واركم في الجزء الثالث والاخير


طرابلس في  7 \ 5 2008

غسان رزق العلي
                                            
--------------------------------------------------------------------------------------------

الانسان حسب نواياه يرزق

غادرنا الفندق والسرور يغمروني  كوني ذاهب مع شخص اعرف اتكلم معه ، وعند  وصولنا الى البيت ، قا ل هلال لماري يلا الى البار، وجلسنا حتى الساعه الثامنه ، ( لانه لا يحق لاحد البقاء بعد الثامنه ، حتى ولو كاسك ملأن ، يسحب من امامك ، وتترك البار فورا ) ، ويوم السبت حتى التاسعه .
بعد ذلك دخلنا ، الى المنزل ، حتى الساعه الحديه عشره ، فقا ل لي هلال مشي ، فقلت الى اين ، فقال شوبدك انت مشي ، فصعدنا بالسياره ثلاثتنا ، انا وهو وصاحبته ، وغادرنا  الى مكان لم اعرف ما هو حتى وصلت اليه ، واذ هو مكان للرقص ويدعى الديسكو، فرقصنا ، واحتسينا البيره ، حتى الساعه الثالثه صباحا ،  فعدنا الى البيت والفرح يغمرني جدا جدا ، عند الصباح غادرو هما الى عملهما وبقيت وحدي في المنزل استمع الى المسجلة ، حتى عادو عند المساء ، في هذا الوقت جا ئت  جدته وقضت وقت طويل حتى انه لم يتثنا لن مغادرة البيت ، في اليوم الثاني  وبعد رجوعهما من عملهما ، ذهبنا الى مكان يوجد فيه بركه ماء كبيره ، وفي منتصفها نافورة ماء ، يصل علو الماء الصاعد منها حوالي 8 امتار، وقد قضينا وقت جميل ، بحيث جعلت الكلب ، الذي يربيه  ينزل الى الماء لاول مره ، وذلك  بقذف عصى الى الماء ، في بادء الامر تردد ، ولكن دفشه اوليه كانت كافيه له ليعيد الكره مرات عديده ، ومن  جراء ذلك النهار ،( مرض الكلب ، ولم يعد يتحرك كما السابق وزعلت ماريا ) عند عودتنا ، الى البيت اتصل هلال بالطبيب البيطري ، واخذ منه موعد للكلب ، وثاني يوم اخذناه الى الطبيب ،   ( ويا ارض احرسي ما عليكي ،  ممرضات وممرضين ، وتغنيج للكلب ، وياعيني شو سبيتلون انا ) واطمائنو على الكلب .






في المساء و قبل ذهابنا الى البار ، حصلت مشاده  بين هلال وماريا ، كان ذلك سببا لرحيل ماريا عن البيت ، وهنا شعرت بالذنب كوني انا السبب بهذا الخصام كما حسيت ،  فليم يرضى هلال ، بذلك وبداء باتصالات تليفونيه ، حتى العاشره والنصف ، حيث فال لي( يلا بدنا نروح عالسينما) ، فقلت له ولو يا هلال ، في حدا بيروح عالسينمه هلق ( وهذا الرد اتى كوني في لبنان في تلك الوقت لا احد يسهر في السنما عندنا ) ، فرد علي قائلا غسان نحنا بلندن مش بلبنان ، فهززت برأسي موافق ،  وركبنا السياره ، وصعدنا في نفس الشارع الى اعلاه ، ونزلت صبيه ( ولا اجمل من هيك ) ، وجلست بقربه في الامام ، وانا بالخلف ، هنا قال لي ( شو رأيك  بهالشقفي) ،  فقلت له الله يخليها لاهلها ، وطول الطريق يلطش عليها بالعربي ، وهي تضحك ( وانا احمر واخضر من الخجل) ،  حين انتهى  الفيلم ، وفي طريق العودة  الى البيت ، اوصلها الى حيث اخذنها ، اوقف السياره على جنب الطريق ، وقال لي يلا نعرفك  على اهلها ، وصعدنا الى بيتها ، واذا بجدته ، وجده ، وخاله ، وامرأة خاله ، موجودين في البيت ، والبنت تعرف العربيه بشكل كبير، وهيا ابنت خاله  (وهون غلي الدم بقلبي ) واخبرتهم ماذا فعلوا  بي هما الاثنان ، فقالت جدته ( هيدا كل عمره ابو المقالب) ، وعندما رجعنا الى البيت( زفيته زفه مرتبه) ، وكان الاعتذارهو مرمم الوضع بيننا ، وحينها طلب ، مني الاتيان باغراضي من الفندق ، وهكذا صار، واصبحت انام عنده ، واذهب انا وهو ، الى الاماكن المطلوبه ، مني لكي اتصور، او اجري اي اختبارطبي مطلوب ، حتى صدر تقرير الطبيب ، بان لا امل لعيني ، و لا يعمل لها شيء ، وستظل فاقده النظر.
وكان مر على وجودي  هناك 19 يوم ، فللوقت حجزنا للعوده الى بيروت ، وكان الحجز يوم الاحد 4 \ 5 \ 1985 وكانت ماريا قد عادت ، الى البيت بعد شي اربعة ايام ،  وبدئنا  جوله على كل الاماكن ، التي تقصد ، من القصر الملكي ، الى قصر مجلس الوزراء ، و حديقة الحوانات ، والبرلمان البريطاني ، وساعه بيغ بان ، والكثير من الاماكن الجميله ، وكل هذا نعمله بالنهار، وفي اليل في البار والديسكو ، ومن الطرائف ، التي حصلت معي في البار، انه في يوم سبت دخلنا ثلاثتنا الى البار، وكان البار معجوق الى الاخر، فوقفنا بقرب البار الذي نشتري منه البيره ، واذا بشخص يقول لي سووري ، فقلت شو فردد الكلمه مره اخرى ، ولم افهم لماذا يعتذر، وهنا التفت هلال ، وسأله ماذا بك ، فقال له شو هيدا ما بيحس وبلا احساس ، فقال لي هلال ذلك ، فقلت لهلال (انا مابحس وليش بقى )  فسأله لماذا تقول عنه هكذا فقال انه دعس على رجلي وانا لم احس بذلك ( هنا كان ردي على الشكل التالي ، مش انا ما بحس هو مش عارف على اجر مين داعس ) هذه من المواقف الطريفه التي حصلت معي هنك .





وكلمت حق تقال ، لم يدفعني هلال ، اي بينس خارج الطريق ، يعني حتى ونحنا قاعدين بالبار، وهم  عادتهم ، الكل بيضيف الكل ، يعني اذا كانو خمسه ، بيشربو خمسه كبايات ، وهذا واجب على الكل ، من  دوني انا ، وكان يردد انت هنا لتتحكم ، وليس لتضيف احد ، الذي لا يعجبه لا يضيفك ،وبالفعل وصلت الى لندن ومعي 380 جينه ، وعدت الى لبنان ومعي 204 جينه ، كله من وراء هذا الرجل ، الذي لا اعرف عنه شيء الان ، ولكني ادعو الله ، ان اجده في يوم من الايام ، واعوض عليه جزء ، من الذي له علي ، باركك الله هلال الحركه ، وكل اهله .
وعندما صدرتقرير الطبيب مع النتيجه السلبيه ، اتصلت بجورج ، واخبرته ما حصل معي ، فطلب مني ملاقاته مع هلال ، الى لقاء تعارف ووداع لي  في نفس الوقت ، وتم ذلك  في زياره الى مطعم صيني ، وبعد الغداء غادرنا جورج ، لك شكري ومحبتي واحترامي ، يا جورج على مساعدتي ، من الطائره الى الوداع المميز.






في يوم العوده الى لبنان ، اشتريت لهلال ، بالقوه لعبت مونوبولي ، وباقة ورد حمراء لماريا ،  وغادرت لندن دون ان يقبلني على المطار ، كونه لا يحب التقبيل على الطريق ، وهنا اذكر انه اعطاني ، ورقه لا تتعدى 10 ب10 سم ، كتب عليها لي والده ، ان يعتني بي ، اذا لم استطيع مغادرة المنطقه الغربيه ، كون الجبهات كانت شاعله ، والقصف من كل حدب وصوب ، وعند وصولي الى مطار بيروت وخروجي منه ، اتو سائقي التكسي  لوين لوين ، وانا اقول لهم الى الاشرفيه ، وتجمهرو علي ،  والكل يقول انا  وانا ، فقلت لهم انا بدي اذهب ، بالاول الى الضاحيه ،لعند الاستاذ خضر ،( يعني بيو لهلال) ، وهنا تتد خل احد الضباط ، عندما عرف انني عسكري ، ونادا احد السائقين ، وقال له هيدا عسكري وبدي  ياك تتوصا فيه ، وتوصلو لعند الاستاذ ، وكان لي ما اردت ، ولما وصلنا لعند الاستاذ خضر ، تأهل بي بشكل ملفت للنظر ، فسلمته الاغراض التي ارسلها ابنه ، والورقه وبداء يتكلم مع السائق بصوت مرتفع جدا ، ويوصيه بي ، حتى انه سجل اسمه ورقم السياره ، وقال لي هل انت بتأمن تقطع الحواجز ، فقلت له نعم ، واذا ما قدرنا منرجع لعندك شو رأيك ، فقال على بركه الله اذهبو ، وغادرنا الضاحيه ، الى حاجز بين الضاحيه ، والحدث ، وهناك سلمني الى سائق من الحدث على الحاجز ، واذا بالعسكر الذين هناك هم من رفاقي السابقين فسلمت عليهم ، وصعدت  بالسياره الجديده ، وطلب مني السائق ان ادفع للسائق الجديد  ما اتفقنا عليه حين اصل الى بيتي بالاشرفيه ، وبالفعل وصلت والحمد الله ، والدنيا لا تخلو من الخير، لان اذا خليت من الخير خربت ،
من كان مع الله كان الله معه ، ويرزقه من حيث لا يحتسب .


طرابلس في  9 \ 5 \ 2008

غسان رزق العلي



------------------------------------------------

المجنون

من بين اقرانه هو الذكي ، والحاد النظر للأمور التي يمر بها كل اقرانه ، فهو الأقدر على القرائه والكتابه ، وصاحب استرتجيات ، وهو المخطط لكل شيء يبغون القيام به ، وهو القائد المطاع ، وكلمته لا احد يخالفها ، ويعرف كل شارده ووارده ، على صغر سنه التي لا تتعدى 9 سنوات ، انما البيئه التي يعيش بها الفقر والعوز ، هو الأساس في تلك الحاره ، ولكنه في المدرسة غير عن كل رفاقه ، فهو متفوق عليهم ، وهذا ما جعله يتفوق بالأمرة ، وفي احد الأيام قررو ، ان يدعا كل واحد منهم باسم بديل عن اسمه الحقيقي ، من اجل التمويه ، وكونه سريع الغضب ، ولا يرضا بعدم الطاعه اسموه المجنون ، وكان يعمل امور لا احد يصدق انه هو يقوم بها ، لذلك كان احترامه واجب ، فحين يطلب شيء يجب تنفيذه  بصرامه ، او يفقد صوابه ، حتى اصبح يضرب من لم ينفذ امره ، وكان يفتخر جدا باسم المجنون ، حتى اصبح عمره حوالي 13 سنة ، فجأ تغير مزاجه ولم يعد يتقبل اللقب ، واصبح يصارع من اجل نسيان هذا اللقب ، انما هذا اللقب لاحقه طول العمر .

على رغم من كل المحاولات التي بذلها ، لم ينجح بألغاء اللقب من بين الناس ، الذين تعودو على مناداته بهذا اللقب ، حتى اجبرعلى ترك الحي الذي تربى به 13 عام ، وذهب الى مكان اخر ، ابعد من حيه ، ولم يعد يتوجه اليه ابدا ، ولكنه بأنتقله من حي الى حي ، ركز على ان  يتعلم ويتثقف الى ان اصبح استاذ

وشاء القدر ان يعود الى حي قريب من حيه القديم ، الذي تركه لمدة 13 سنه ليدرس في مدرسة ، تضم تلاميذ من  كل الأحياء المجاوره ، ومن حيه الذي كان يسكنه قبلا ايضا ، وبعد التعرف الى التلاميذ ، وهم تعرفو على الأساتذ ، والطلاب تخبر اهلها باسماء الأساتذة بطبيعة الحال
لكنه بعد مده وهو يتمشى في الملعب ، ويراقب التلاميذ من اجل عدم الشغب ، تناما الى سمعه انهم يتوشوشون باسم المجنون ، فرتعش من هذا الأسم ، واكمل طريقه من دون ان يبدي اي شيء تجاه ذلك
ولكنه في ذلك اليوم لم يعرف طعم الراحة ، واصبح مزعوج على غير عادته ، وهو لا يرد على اسئلتهم رغم تكرار السؤال ، انما بعد عددة اشهر ، بداء الأسم يتردد اكثر بين التلاميذ ،  وفي اكثر من صف ، وفي المدرسة كلها تقريبا ، وهو يضبط اعصابه من اجل عدم القيام بأي شيء مسيئ ، ولكن احد التلاميذ وجه له اكبر اهانه بالتاريخ ، وناداه بالمجنون ، فما كان من الأستاذ سوى انه صب جام غضبه على التلميذ ، مما استدعا تتدخل الهيئا التعليميه كلها ، لأبعاده عنه ، و تبين في وقت لاحق ان التلميذ هوابن احد رفاق الأستاذ حين كان بالحي ، وقد انتهت المشكلة ، بأن التلميذ حصل على رابور لمدة اسبوع ، وحصل الأستاذ المجنون على طرد من المدرسة.

كل هذا من اجل لقب حبه في البداية ، وكرهه في النهايه ، وذلك عندما اصبح اللقب عبئ عليه ، ولكن اللقب اقوى من اي شخص على الأطلاق ، ولا يستطيع احد سحبه من بين الناس ولو بالقوه ، انما بالتجاهل وعدم الأكتراث به ممكن ، لربما يموت رويدا رويدا
انما استعمال القوه ، من اجل سحب اللقب يمكن ان يفيد مؤقتا و يمكن ان يخبو لفترة ، انما يمكن ان يعود بعد فتره لا تكون بالحسبان ، وهناك الويل من الذي سيحصل .

انتم ما رأيكم بذلك شاركوني .



طرابلس في 23\8\2008

غسان رزق العلي


-----------------------------


فتح حساب في البنك

 

هذه قصة من واقع الحياة ، بين اخوين اثنان ، في احد الأيام ، احتاج الأخ الاكبر لمبلغ من المال ، من اجل ابنه الموجود في المستشفى ، كونه اتم علاجه ، ويجب ان يخرج منها ، ولكن المال غير متواجد معه ، وكل السبل سدة بوجهه ، وحين اتصل اخاه ليطمئن على ابن اخيه المريض ، يتفاجاء بانه لا يوجد مع الأب مال ليخرج الطفل من المستشفى ، فيتدخل الأخ الصغير ، ويقرض اخاه الكبير مبلغ من المال من اجل اخراج ابنه من المستشفى ، على ان يرد المال حين توفره معه ، وراحت الأيام وبعد فترى من الزمن ، يسأل الأخ الصغير من قبل امه ، عن المال الذي اعطاه لأخيه وماذا حل به ، فأجاب بأنه لا يعلم شيء عن المال ، فقالت له امه ولم تسأل كيف صرف المال ، فرد وكيف صرف المال يا امي ، طيلع ابنه من المستشفى ، فردت عليه امه ، وكم دفع للمستشفى ، رد الأخ الصغير ، لا اعلم ، فقالت له امه اذهب واسأل اخوك كم دفع من المال واين الباقي ، فذهب الصغير الى اخوه الكبير ، وسأله عن المبلغ الذي اقتراضه منه ، فما كان من الأخ الكبير غير انه اخذ الأمور وعلى عادته بالأستهزاء والمزح ، وقال لقد دفعت للمستشفى نصف المبلغ تقريبا ، وفتحت بالباقي حساب في البنك ، فما كان من الأخ الصغير ، غير الضحك على نفسه ، وعلى هكذا عمل الذي قام به اخوه الكبير ، ولم يقل شيء سوى رجع الى امه وهو يهز رأسه غير مصدق لما جرى ، ولم يرد المبلغ الى الأخ الصغير ابدا .

اعزائي الكرام ما رأيكم انتم بهذا العمل

 

طرابلس في 13\11\2008

غسان رزق العلي




                               

----------------------------------






                                              مشوار الى حمص

في ربيع سنة 1992 كنا جالسين ، نحن حركة زحلو ، التي شكلنها على سبيل المزح ، بين بعضنا البعض وسرعان ما تم نشرها بين الأصحاب والأصدقاء ، حتى وصل العدد الى ما فوق العشرين شخص ، وكل واحد له لقب يبداء بابو فلان ، وهم على التوالي حسب الأسم الصغير واللقب ، غسان (ابو عجقه ) ، مرسال ( بومبيدو) توفيق ( ابو نيغرو ) ادغار (ابو ضايع ) نعيم (ابو فشول ) وهذا من قريه( مشتى عازار في وادي النصارى )
كانا نتداول بان نذهب الى مكان  ما لقضاء يوم مميز ، فاستقر الأمر بنا بالذهاب الى حمص ، فقلت لهم اه بس شو رأيكم ان نقسم المشوار قسمين ، صباحا في حمص ، وبعد الظهر في صافيتا ،
وتم لي ذلك ، وكان الأتفاق نذهب حين يمنحوني مأذونيه خارج البلاد ، ولكن حساب البيدر لم يطابق حساب الحقل ، فعند عودتي الى البيت ، وجدت  دعوة لحضور عرس خالتها لزوجتي ، في سوريا ( بجوار العفص ) ، وهي ابنت خالت نعيم ( ابو فشول ) ، فعدلنا المشوار جزئيا ، وانما ابقينا الذهاب الى حمص وصافيتا قائما ، وانما الذي زاد هو قضاء ليل السبت الأحد ، في جوار العفص من اجل العرس.
في اليوم المحدد انطلقنا ، من طرابلس الساعه الخامسه صباحا ، وكان يوم سبت ،  وصلنا الى حمص قبل التاسعه ، ولم يحن وقت فتح المحلات فيها ، فذهبنا الى بيت احد الأصدقاء ، في وادي السائح ، وامضينا بعض الوقت هناك ، وعدنا الى سوق الدبلان ، واشترى ابو ضايع بعض الأغراض التي يريدها ، وفي وقت الغداء توجهنا الى سوق في حمص ، يحوي الكثير من المطاعم الشعبيه ، التي تبيع اللحم المشوي ودخلنا احدها ، وهو جدا صغير نسبيا ، وله تختيه يصعدون الزبائن اليها ، ويجلسون ويقدم لهم المأكولات المطلوبه ، وقد طلبنا الكباب  وا للحم ، وهما  من اطيب ما يكون مع السلطه والخبز المرقوق رق بشكل كبير ، وما اذكره ان ابو نيغرو اكل الخبزه التي عليها الدهن من كتر ماهم طيبين اللحمات والكباب ،" وهذا ماعمل له مشكل ليلة العرس" ، وبعد الأنتهاء من تناول الأكل ، ذهبنا الى محل الشواى  لشرب الكوكتيل ، الذي لا يشبه الكوكتيل في شيء ، انما عصير فقط ، ولما انتهينا من شرب الكوكتيل المعصور عصر ، واذا بابو ضايع يقول لنا ، انا اريد العوده الى طرابلس ، دون معرفت السبب لذلك ، مع كل المحاولات التي بزلناها من اجل معرفت السبب لم نلقا اي جواب ،  وغادرنا الى طرابلس ، وتوجهنا نحن الى موقف الباصات التي تنطلق الى وادي النصارى ، فلم نجد باص الى جوار العفص ، انما الى قرية حب نمرة ، فصعدنا بعد التشاوربيننا كونها افضل وسيله توصلنا ، الى اقرب نقطه من جوار العفص ، وكل هذا من مسؤليت ابو فشول ،لأنه من المنطقه ، ويعرف طريقة التحرك هناك ، ولا احد غيره يعرف المنطقه ابدا ،  وتحرك الباص الى الوادي ، وكنت جالسا انا وزوجتي بقرببعضنا ، والبقيه تفرقو في الباص ، وكان كل شيء على ما يرام ، الى ان وصلنا الى مفرق اول ضيعه في الوادي ، وبدائنا الصعود ، وبداء التوقف لأ صعاد الناس ، حتى لم يعد يوجد مكان في الباص ، لوضع اصبعك فيه ، حتى  ان  البعض صعدو الى السطح ، وهنا احسسنا اننا لن نصل الى المكان المقصود ، من جراء ميلان البوصته ذات اليمين وذات اليسار، ومع كل ميله نقول يارب الستر، وقعنا في المهوار، وزوجتي تضع وجهها ، في صدري من شدت خوفها ، ولكن والحمد لله ، وصلنا بخير ونزلنا ، مثل الذي ينزل من عنق الزجاجه. وكم كان وجودنا ، على الأرض مفرح لنا ، كوننا اصبحنا نشم الهواء دون خمه وريحه لا تطاق ،ولكن النزول كان على مفرق بعيد عن الضيعه المقصوده .
وهنا ينتهي الجزء الأول نلتقي في الجزء الثاني

طرابلس في 16\6\2008

غسان رزق العلي



                                      ربا صدفة خير من الف ميعاد

ولكن المحظوظ وين ماراح محظوظ ، وهذا ما جرى معنا في هذا الجزء وبعد نزولنا من الباص ، وكان لابو فشول اخ ، يعمل على بعد خمسين متر من المفرق الذي نحن عليه فتوجهنا اليه ، ولما وصلنا الى المحل ، واذا بقريب لي يصلح دولاب سيارته ، في المحل الذي يعمل به اخو نعيم  ، ولما شاهدنا تأهل بنا ، ويدعى البيروتي ، واصعدنا في سيارته ، واخذنا الى جوار العفص ، وانزلنا امام منزل العروس ، وهوبيت جدها لزوجتي ، ومكان العرس ، فدخلنا نحن وغادرنا جورج لأسباب العمل مشكور ، وكان الترحيب عارم بنا ، كوننا اول مره نزور فيها الضيعه ، وبعد السؤال عن احوالهم والسلام عليهم  ، اعتذرنا من الجميع ، لأنه علينا النزول الى مشتى عازار ، وكان لنا ذلك ، وقررنا ان ننزول سيرا على الأقدام ، ومشينا حتى اجتزنا كل ضيعة تنورين . واذا بسياره فولز ستيشن على شكل بيك أب ، وصلت الى جانبنا وتوقفت ونزل منها نقولا ابن خالتي ، وسلم علينا ونحن كذلك الأمر، وكانت معه زوجته ، وهي اخته لأبو فشول ، فاصعدنا معه الى السياره ، وارجعنا الى جوار العفص من جديد ، من اجل توصيل زوجته ، فوضعها هناك وعدنا ادراجنا الى مشتى عازار ، وكان هناك استقبال لنا كذلك الأمر ، من قبل اهل نعيم واقاربه ، وبقينا هناك الى وقت  سهرت العرس ، فعدنا الى جوار العفص ، وحضرنا الحفله الى ان انتهت ، مع الرقص والهز والغناء ،وشرب العرق من دوني ، لأني لا يناسبنا الشرب ابدا ، في اثناء السهره احس ابو نيغرو، بتلبك في معدته ، وكأن بطنه ملزق لا يتحرك ، مع  بعض لعيان النفس ، فسكبت له قدح عراق ساك ، وشربه دون ماء ،  وبعد فترى وجيزه اختفا المه كله والحمد الله ، وبعد منتصف اليل رجعنا الى مشتى عازار ، ونمنا هناك نحن الرجال ، في الصباح ، وبعد الصبحيه ، وشرب القهوه ، وقبل الأكليل صعدنا لعند ايلان ، وأخذنها معنا الى دير مار جرجيس الحميرا ، وبعد ذلك عندنا الى بيت العروس ، وكان والوقت قد حان من اجل الذهاب ، الى حابا كون العريس من هناك ، وعندما وصلنا الى حابا ، وامام الكنيسه كان يوجد ناس كثر دون العريس ، فحصل هرج ومرج من جراء ذلك ، الى حين اتى العريس ، وتم الأكليل وهنئناهم ، وقفلنا عائدين الى مشتى عازار لأخذ اغراضنا ، والذهاب الى صافيتا ، وهكذا صار ، وقد وصلنا الى صافيتا ، في حوالي الساعه التاسعه مساء ، فصعدنا الى بيت خالتي ، وسلمنا على زوج خالتي( الله يرحمو) ، وجدتي حنه التي كانت اخر مره شاهدتها ، و هنا ملاحظه عن جدتي ،( انني لا اذكر يوم من الأيام ، اني سمعتها تسب او تلعن احد ابدا ) ،  وبيقت ايلان عندهم ، وصعدنا نحن الرجال الى بيت نقولا ، وبعد الكلام والأسئله والأستفسارات( نمنا دون هز) ، الى وقت متأخر في اليوم الثاني ، يعني الساعه العاشره ، فشربنا القهوه ، ونزلنا الى بيت خالتي ، واخذت ايلان ،  و ريفاقي بومبيدو وابو فشول وابو نيغرو ، فصعدنا الى بيت خالتي في الضهر وبعد ذلك فورا الى الحاره ، التي عشت بها على مدى 8سنوات ، وبعد ذلك الى  عين الشرقيه ، التي اعشقها ، ولكن يا للأسف لم استطيع ان افرح ، في تلك اللحظه ، اذ كان مجرور العام يغرق الطريق اليها ، والعين كلها ، ولكن بعد جهد جهيد استطعت ان اريهم ايها ، وعدنا الى الحاره ، وتمشينا بها الى ان خرجنا منها ، وصعد نا  الى برج صافيتا ، وكان حظنا انه مفتوح للجميع ، ودخلنا الى الكنيسه وصلينا فيها ، وصعدنا الى سطح البرج ، وكان لي اكثر من 20 سنه لم اصعد اليه ، ولكن هذه المره كان الصعود مميز كون زوجتي معي ، واصدقائي كذلك الأمر ، ولما نزلنا لعند  نقولا قال لنا ، في عندي مشوار لكم هيا بنا ، واخذنا الى الدريكيش ، لكي يملي ماء للشرب ، وكنت اخر مره زرت الدريكيش 1972 ،( حين نقرنا لتمديد الكهرباء في اول فندق هناك )، بعد الأنتهاء من تعبئت الماء ، وفي طريق العوده عرج بنا الى الغمقه ، ويا للمشهد الجميل ، والرائع للغمقه ، وكان الماء ينسال منها بشكل يدهش النظر ، وبعد ان تصورنا عليها ، عدنا الى صافيتا ، من ناحية الرامي حيث مدرستي الثانويه ، التي قضيت بها عام دراسي ونصف ، غادرت بعدها صافيتا الى لبنان في العام 1973 .
عدنا الى بيت خالتي ، وكان الوقت متأخر على زوج خالتي ، الذي يأكل في تمام الساعه الثانية عشره ، واذا به ينتظرنا ، من اجل ان يأكل معنا ، كم اسعدني ذلك ، وهودليل على انه  يحبني ، وانا احترمه كثيرا ، ( وكان الغداء مقلوبة رز مع فول اخضر ودجاج ، وكانت هذه الأكله اول مره اكلها ) ،وبعد الغداء اتى وقت العودة الى طرابلس ، وبالفعل غادرنا صافيتا ، وكلنا حب لهذه المدينه واقربائنا المضيافين ، وكلما ذكرنا هذه الرحله نشعر بالغبطه والسرور، الله مع الجماعه .





 طرابلس في 16 \ 6 \ 2008

 غسان رزق العلي


----------------------------------



  من هو الصادق

في احد الليالي ، وكان ابن خالتي ابو كزلك نايم عندنا ، وكنا قبل النوم نلعب مصارعه ونتعارك مع بعضنا البعض ، ومن اجل ان نهدء ، قالت امي " تعو بدي خبركن حكايه " ، فقلنا لها صحيح فقا لت نعم قعدو ، فجلسنا على الفراش ، وهي جلست على كرسي قش صغيرة ، وقالت كان يا مكان في قديم الزمان ، هلق منحكي ، وبعد شوي منام .
 يحكى ان امرأه عندها ولدان ، واحد عاقل ويسمع كلمة امه ، والاخر بعكسه ، ولا يحب ان يعمل شيء صحيح ، وكل عمل يطلب منه يقيم الدنيا ويقعدها ، وكان كل شيء يحوله الى اخيه الصغير .
وكان عندهم نعجتان وخروف يرعوهم ، ويعتنو بهم مع بقية الاعما ل المطلوبه منهم ، والتي كان يقوم بها الصغير اكثر من الكبير ، وهذا ما جعل الام ، تحب الصغير اكثر من الكبير .
وفي احد ايام فصل الربيعية ، نزلا الولدان الى الوادي لرعي الخراف ،  وتوغلو بيعيدا في الوادي ، وهما يتلهيان ويلعبان ويقفزان ، ولم يشعرا بمرور الوقت ، سوى حين برقت ورعدت السماء فتنبهو لوضعهم ، وتفقدو الخراف فلم يجدونهم ، فسألا بعضهما ماذا يفعلان ، واليل اطل عليهما ، وبدأ بمنادت الخراف وهما لا يسمعا اي جواب ، وعادت السماء تبرق وترعد ، وبداء المطر ينهمر، فاتفقا على الانفصال ، وكل واحد يسطتلع مكان ، وهما يناديان الخراف  وبعضهما ، الى ان لم يعد احد منهما يسمع صوت الاخر ، والمطرينهمر بشدة حتى لم يستطيعا المشاهدة حتى عن قرب  ، والصغير ينادي حتى انهارت عزيمته ووقع ارضا ، وغاب عن الوعي .
اما الكبير في هيدا الوقت ضاق صدرو من هالحاله ، وقا ل في نفسه يمكن اخي وجدهم ، وسبقني الى البيت ، لأصعد ولشو هالعذاب كله ، وعندما وصل الى البيت ، كانت الام بحاله يرثا لها ، من خوفها وهلعها على ابنائها ، و نساء الجيران يجبرون خاطرها بالكلام المخفف ، والرجا ل قسم نزل الى الوادي ، وقسم يستعلم ويبعث احد ليسأ ل فلان لربما سمع شيء ، واذ بالكبير يصل وتنهال عليه الجموع بالأسئله ، وهنا شعر بالاحراج ، لكون اخيه ليس في البيت ، فادخلوه لعند امه ، وعندما شاهدته غمرته ، والدموع تنهمر من عينيها ، وتقول له الحمدالله على سلامتك يا ابني يا حبيبي ، واين اخوك ، وراوى لها وللموجودين ما حصل ، وكيف انه( برم وما خلا قرنه تعتب عليه) ، ولم  يجد لا اخوه ولا الخراف ،  وهوعاد الى البيت لانه جوعان وبردان ، وفي نفس الوقت ظن ان اخوه قد اتى ، فقامت الام واحضرت له ما يأكله ، وملابس ليغير الثياب المبلله ،  فأكل ووضع رأسه ونام نوم عميق ، ولم يعد يعرف  احد عن الصبي شيء ، رغم كل المحا ولات التي جرت بحثا عنه ، وكلها بائت بالفشل ، وانتهت مهمت البحث بشكل انه ضاع ، او اكلته الوحوش الكاسره .
وهنا نعود الى الولد الصغير، الذي وقع على الارض ، وغاب عن الوعي ، والبرد والجوع اخذ منه ، فاذا به يرى في حلمه ، انه نائم في فراش دافئ ، وان الخواريف من حوله تلهت له ليتدفئ ، وهنا صاح يا اخي وجدتهم ، ومسكهم جيدا كي لا يذهبو مره اخرى ، واذا هو نائم على الارض ، والوحل والماء يجعل البرد ، يقرص جسمه من شده برودته ، وافاق على برقا ووميض كبير ، واذا بالخرفان من حوله مجتمعه ، فتلفت يمينا ويسارا ليعرف ماذا حوله ، فلمحة مغاره قريبه منه ، وشاهدها من جراء اللمع والبرق ،وتقدم اليها مترنح ، من شدة الألم والجوع والبرد والخوف ، وعند وصوله الى باب المغاره ، واذا بصوت يصرخ ، من داخلها ويهمدر ، فما كان من الصبي ، غير انه استجماع كل قوته وجأشه ،  وصرخ صراخا قويا ، ما جعل الحيوان المفترس يغادر المغارة بسرعة ،  فدخل المغاره ظافرا منتصرا ، وهو يقول للخراف( شفتو كيف هرب) ، وجلس على الارض ، وغط بنوم عميق ، حتى طلوع الشمس ، التي وصلت الى وجهه ، ولدعته بوهجيها لفترة قيصره مثل ام حنون ، وكأنها تقول له استيقظ من نومك ،  امامك عمل يجب ان تقوم به ،  فنهض واقفا يتذكر ما حصل معه ، وجال في المكان ، ولا يعلم اين هو ، ولا هذا المكان ، ولا يوجد سوى ارض لا يدخلها انسان ، والتلال تحيط به من كل صوب ، وقرب المغاره يوجد نبع ماء ، ينسا ب مترقرق ، فتذكر انه عطشان فركض الى الماء فشرب ، وكان العطش يحرق جوفه ، وجلس بعد ان ارتوى ، ولكن الجوع اخذ منه مأخذ واصبح يعض معدته فنظر حوله ، وهو لا يدري ماذا يفعل ، واذا بقربه شجرة خرنوب كبيره ، وعليها بعض القرون الناضجه ، فهرع اليها وقطف بعض ثمارها واكل ، حتى الشبع ، ولاكن في شيء لا يعرفه ، ولا يدركه في رأسه الم ، والصوره في ذاكرته مشوشه ، ولا يعرف اي معلومه عن نفسه ، وهنا رجع المطر الى الانهمار ، والرعد والبرق يصم الاذان ، فعاد الى المغاره ، وهو يقول يجب الاعتناء بالخواريف ، وبداء حياة جديده ، ورتب المغاره مثلما يريد ، وكما يجب ان من ناحية تعمير حائط من اجل حصر الدخول والخروج ، وعدم دخول البرد والهواء القوي ، واصبح يرعى الغنمات ، ويحلبهم ، ويأكل ، ويشرب من النبع طوال سنين.
 وبعد مده من السنين ، التي لا يعرف عديدها الفتى ، الذي اصبح رجل ، ذو عضلات قويه ،وملامح وجهه قاسيه من جراء التعب الذي يقوم به ، ومن التجوال المتواصل في تلك الانحاء تعرف على بعض الضيع ، والقرى القريبه منه ، واصبح يتبادل معهم ما ينتجه بما يريده من عندهم ، وهكذا حتى اصبح معروف برجل المغاره ، والكل يحترمه ويقدره ، وذادو النعاج والخير اصبح وافر عنده ، واصبح معه مال كثير من جراء بيع الخواريف او ما ينتجه منهم .


هنا انهي هذا الجزء ونلتقي في الجزء الثاني والأخير. بلقاء الأحبه بعد طول غياب 


 طرابلس قي 7 \ 6 \ 2008

 غسان رزق العلي





                                         لقاء الأحبه بعد طول غياب


في احد الايام ، وعند الظهيرة مر لعند رجل المغارة رجل كهل ، ولكنه ذو همه وبأس قويان ، وطلب منه الاستراحه عنده ، فلم يرفض رجل المغاره ، ولما عرف بانه يدعى برجل المغاره ، تسأل مع نفسه الرجل الكهل ، لماذا يدعى هكذا ، واذ بالرجل يحضر له الشاي ، والحليب ، وبعض الخبز ، ويقدمه له قائلا اهلا وسهلا بك ، وسأله لماذا انت في هذا المكان ، وفي هذا الوقت يا عم ، فقال له الرجل الكهل ، اقصد القريه الفلانيه ، لاشتري منها بعض الخواريف ، لأتاجر بها في قريتي ، فرد عليه رجل المغاره انا ابيعك من عندي ، فقال له الكهل فل يكن ، ولكن علي الصعود ، الى القريه قبل المساء لقضاء الليلة هناك ،  فقا ل له رجل المغارة ابقى عندي هنا  ، وفي الغد تذهب الى قريتك ،  ولا حاجه لك بالذهاب الى اي مكان ، ولكن من اي قريه انت ، فأشار الكهل الى ناحية الشمال ،
 وقا ل خلف تلك التلال ، توجد ضيعتي ، يعني قرابة اليومين مشي على الاقدام ، فهز رجل المغارة برأسه ، ولم يجيب بشيء .
 ولكن الرجل الكهل ، ساوره شيء من الشك تجاه هذا الرجل الغامض ، وسأله لرجل المغارة لماذا انت هنا ، واين اهلك ، ومن اين انت ، فلم يجاوب بشيء ، وكرر الرجل الكهل سؤاله عددة مرات ، ولم يجد جواب ، لكن بعد فتره من التفكير مع نفسه ، ناداه الرجل الكهل باسم فلم يرد عليه ، انما نظر رجل المغارة الى الخارج ، وكأنه يتأكد من احد قادم الى المغارة ، ولاحظ انه اهتز من جراء سماعه  الأسم ، هنا خطر ببال الكهل اخبار رجل المغاره قصة الفتى الذي ضاع منذ سنين عديدة ، واخبره عن الام كيف تبكيه ليل نهار، ومن جراء ذلك فقدت نظرها ، واخبره  ان اخو الفتى ، وضعه تعيس ، وانه لا يعمل ، ولا ينتج ، وامه العمياء لا تستطيع العمل .
هذه القصه جعلت رجل المغارة ، يستعلم اكثرعن الرجل ، الذي لا يقوم بعمل ليساعد امه ، فقا ل لو كانت هذه الامرأه امي ، لجعلتها مثل الاميرات ، فكيف يرضا هذا الرجل بوضع امه ، يا ليتني عند هذه الام ، هنا تذكر الرجل الكهل انه يوجد على ظهرالفتى الذي ضاع علامه ، وهي عباره عن شهوى مثل حبت التوت .
 فقا ل الكهل لرجل المغاره ، ذلك الفتى له في ظهره علامه فارقه ، وهي على شكل حبة التوت ، هنا وضع رجل المغاره يده ، على ظهره متلمسا تلك الحبه ، التي لم يشاهدها ابدا كونها من الخلف ، انما يشعر بها عند الاستحمام ،  ورد على الكهل مثل هذه ، ورفع ثيابه ، وتقدم اليه مظهرا ايها له ، فهز الكهل رأسه بالأيجا ب ، دون التكلم بشيء فكرر سؤاله رجل المغارة ، فما كان من الرجل الكهل ، سوى انه غمررجل المغارة بشدة  ، وهو يصيح انت هو انت هو ، ومن شدت فرحه حمله ورفعه الى اعلى ، وهنا خانته قواه فوقعو على الارض ، وعلى اثر الوقعه غا ب رجل المغارة عن الوعي ، لكن الرجل الكهل من خوفه عليه ، ركع على ركبتيه ، وهو ينده ويصرخ ، لالا تعملها الان ارجوك غامرا رأسه بيديه ، وانهمرت الدموع من عين الكهل ، وسقطت  دمعة على وجه رجل المغارة ، فاستفاق ونظرالى الرجل ليجده يغمره بين يديه ، والدموع تنهمر من عينيه ، فمد يده الى وجهه يمسحها ، ويقول له متخاف بس( شويت وجع براسي وهلق بيروح) ، فجلس رجل المغارة وركى ظهره على الحائط ، وبداء يفرك رأسه ، ويقول هذا الالم يعود من فترى لفترة ، ولا اعلم مالسبب ، فنظر الكهل الى رأس رجل المغارة ، واذا بجرح اندمل على زغل منذ سنين جراء وقعته في تلك الليله ، وكانت سبب فقدانه لذاكرته ، وقد عادت له على اثر وقوعه على الارض مره ثانيه ، وبداء سيل من الذكريات يعود له ، بمساعدت الرجل الكهل حتى تذكر كل شيء ،عن الحادثه ، وهنا بداء بالبكاء ، حتى خارت قواه ، ونام بحضن الرجل الكهل حتى الصباح .
ساعتها استيقظو على اصوات قادمه نحوى المغاره ، وحين اسطتلعو الوضع تبين لهما انهم بعض الناس العابرين من هنا ك ، وهم يقصدون النبع للشرب وايضا لمعرفتهم بكرم وطيبة رجل المغارة  ،  فاستقبلهم  اجمل استقبا ل ، ووزع عليهم بعض ما عنده ، من موجودات  كالحليب والجبن والعسل ،  وغادروهم وهم ممنونون منه .
 وعاد رجل المغارة الى الرجل الكهل ، يسأله عن امه و اخيه ، حتى باتا لا يقوى البقاء لحظ بعيدا عن امه ، فقال له الرجل الكهل اصبر ، لقد كنت غائب لفترى طويله ، ولا يجوز الحضور الفوري امام امك ، يجب ان نهيء الأجواء ، ويجب وضع احد يعتني بالخراف ، لذلك ساذهب انا الى الضيعه  وارتب الامور ، وارسل لك احد ليحل مكانك لحين رجوعك  واتفقو على ذلك وذهب الرجل الكهل الى القرية لترتيب الأمور .
عندما وصلت المجموعه ، التي ارسلها الكهل ، وعرفو كيف العمل مع القطيع بقى من لزم بقائه ، ورافق قسما منهم رجل المغاره الى الضيعه ، وكان باستقبالهم بعض اهالي الضيعه ، الذين لم يصدقو قصة الرجل الكهل سوى عندما شاهدو الرجل بعينهم ، وبعد السلام والكلام اخذوه الى امه التي( لا تغادر بيتها لأنها عمياء ) ، فدخل الى البيت ورمى السلام فردت عليه السلام ، وقالت له ماذا تريد يا رجل ، قال اريد شربت ماء ، فردت عليه تكرم  عينك ، وذهبت الى الخابيه  متلمسه طريقها باللمس ، وجلبت كأ س ماء ، وقدمته له فامسك بيدها وشد عليها ، هنا شعرت الأم بشعور غريب ولكنه مفرح في نفس الوقت ، وما ان اخذا الكأ س منها ، حتى سحبت يدها تتلمسها وتشمها لتعرف يد من هي هذا اليد ، هنا كانت الدموع ترغرغ بعيني رجل المغارة ، وشرب قائلا شكرا يا ام... وغص ، فذداد شعور الام  وبداخلها يقول هذا الشخص هو قريب ، فقالت له من اين انت فقال لها انا ... ، ولم يعد يستطيع الكلام ، فقتربت منه وطلبت مسك يديه ، فلما مسكتهم احست برعشتهم ، فذاده ذلك من شكوكها نحوه ، فرفعت يدها الى وجهه تلامسه فاحست بالدموع على خديه ، فقالت لماذا تبكي ، فلم يرد فاعادت السؤال ، ولم يجب بشيء ، فقا لت له انت لست غريب ، فقلبي يقول انك قريب مني ، من انت وعلا صوتها ، وهنا تدخل الرجل الكهل ، وقا ل هذا الرجل على ظهره شهوى ، هل تعرفين من له هذا العلامه ، فارتعشت جدا وسأ لت عن شكل العلامه ، فقا ل لها الكهل ، انها مثل حبت التوت ، وهنا طلبت منه ان تلمس الحبه ، وكان لها ذلك ، فوضعت يدها فورا في مكان الحبة التي تعرف مكانها وما ان لمست الحبه ، حتى صرخت ياربي يا ربي ابني عندي بعد غياب سنين ، وبدأت تظلغط وتضحك وتنادي ابنها الكبير لقد عاد اخوك لقد عاد اخوك ، وتصرخ اشكرك يا اللهي لقد رجع ابني الضائع ، و هنا توقف الزمن للحظه ، عند الكل وهم مزهولين من شده المفاجائه ، فغمرت ابنها وهوكذلك ، وكان البكاء سيد الموقف لفترى ، ثم تتد خل الرجل الكهل ، وطيب خاطرهم ، واتى بالاخ الكبير ، وكان ماكان من احاديث ، حتى بزوغ الفجر ، والام متمسكه بابنها ، وبعد انقضاء عددت ايام ، واصبح من الواجب العوده الى حياتهم الطبيعيه ، طلب الصغير من اخيه الكبير ان يساعده على قيام زريبة للاغنام ، وكان معه المال الكافي من جراء العمل طوال سنين .
ونقلت الاغنام من المغارة الى الزريبة الجديدة ، وكانو الجميع يعملون بجد ونشاط ، والأم تصلي الى الله ، وتطلب منه  ان يديم هذه النعم عليها ، وعلى أولادها ، وعلى كل السامعين . امين
وعندما انتهت امي  من سرد القصه ،  كنا كلنا نشهج  بالبكاء والدموع تنهمر من عيونينا ، وتنساب على خدودنا ، والافت ان ابن خا لتي ابو كزلك كان يسحب كزلكه ويمسح عينيه وخديه بشكل مضحك ومبكي في نفس الوقت ، وهذا ما جعلنا ننام نوم عميق حتى الصباح .
 ومنذ ذلك اليوم وانا متأثر جدا في هذه القصة ، التي ارويها لأولادي منذ صغرهم

                                                                    


 طرابلس في  9 \ 6 \ 2008

                                                                  
غسان رزق العلي

ليست هناك تعليقات:

الأحفاد يلعبون بالماء كامبريدج USA - صيف 2020

في كامبريدج اميركا 

فراشة على زهرة

فراشة على زهرة
من تصويري