رجل الدين
والسطل
في مكان ما وزمان ما يوجد جماعة من الناس لا تعترف بأن
رجل الدين هو مثلهم انما حسب رأيهم هو منزّه عن كل خطأ لذلك كانوا لا يذهبون الى
مكان العبادة ، وهم ينتقدون هذا الرجل الدين كونه يقول لهم شيء في مكان العبادة
ويعمل شيء اخر في الحياة العامة.
وفي احد الأيام جاء رجل مكتمل العمر على هذه المنطقة وفي
وقت الصلاة لاحظ مجموعة من الناس لم تدخل الى مكان العبادة ، وقد استغرب من عملهم
هذا ، فعاد اليهم من بعد ان أتمّ فعل الأيمان وسألهم لماذا لم تدخولوا وتصلوا مثل
الباقين فبدؤا يتشكون من رجل الدين ويتكلمون عنه بكل كلام السؤ ، فاستهجن ذلك
الكلام الرجل الجليل وقال لهم عندي قصة سوف احكيها لكم:
في احد الليلي حلمت في نومي انني كنت قادم الى مكان
العبادة واذ بي اجد انه يوجد في عنقي سطل وكل من يمر بي او ات الى مكان العبادة يحمل
سطل في عنقه ، وحتى رجل الدين فتعجبت من ذلك لماذا كلنا مثل بعضنا البعض نحمل سطل
فأتاني صوت وقال لي هذا السطل هو لخطاياك
وتحمله معك طول حياتك ، وعند وصولي الى مكان العبادة واذ برجل الدين يضع
سطله عند الباب ويدخل انما عامة الشعب دخلوا والسطل معهم وحين انتهى رجل الدين من
عمله وخرج عاد فحمل سطله ومشى الى عمله وحياته الخاصة ، فقال احدهم وماذا يعني ذلك
، رد عليه الرجل الكهل وقال كلنا لنا ما لنا وعلينا ما علينا ، انما رجل الدين هو
حين يعمل عمله الديني يكون غير كل البشر وعلينا ان نصغي له ونسمع ما يقول كونه هو
الوحيد المخول ان يقوم بمراسم ما نحن نؤمن به.
فتعجبوا كلهم من كلام هذا الرجل الكهل ، وبدؤا يتوشوشون
فيما بينهم ، فقال لهم الرجل الكهل انا كنت مثلكم ولكن الأن انا مع الحق والحق هو
ان نقوم نحن بما علينا ولا ننظر الى الأخر ونحسب اخطائه فقط دون ان نرى اخطاءنا ،
وكلنا عندنا خير فلنشاهده عند غيرنا ايضا ، وغادرهم دون ان يقول اي شيء اخر ، ولكن
فيما بعد اتى الى المنطقة ذاتها ووجد ان الكل يشارك في العبادة دون تزمر الا قلة
قليلة جدا فسار مغتبطا.
طرابلس في 5\3\2009
غسان رزق العلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق