الأحد، 4 نوفمبر 2012

الطفوله المسروقه




                                               الطفوله المسروقه



تعودت على مشاهدته  ، يتعلق بكل رجل يمر ، على الرصيف الذي يقف عليه ، ويتمسك ببنطلون الرجل ، وينادي بابا بابا ، والكل ينفر منه ، ولا يعرفون كيف التخلص منه ، ومن صريخه ، وكان البعض يضربه ، والأخر ينهره ، والبعض الأخر يستهجن هجومه الغير منتظر ، كونه يهجم بسرعه ، دون سابق انزار فيندهش الرجل المقصود ، ويعتقد ان احد يريد سرقته ، او اشياء اخرى حسب الشخص ،( ويدبق عليه قولت المتل)

 وكان المشهد يضحكني في احيان ، واحيان اخره اشعر بالغضب منه وعليه ، وهذا الولد لا يتجاوز عمره 6 سنوات ، وانما هو يفعل ذلك من اجل المال فقط ، وكل العجب ، كيف له هذه المعرفه بهذه الطريقه ، التي بقدر ما تفاجئ الناس ، بقدر ما تجعلهم يحنون عليه ، ويعطونه ما يطلبه بعد الأحيان ، وانما المشهد الذي شاهدت به الطفل ، في احد الأيام ، وكنت قاصد السنترال ، واذ هو متمسك باحد الرجال ، ويقول له بابا بابا ، وامرأه مع الرجل تقول للطفل ، والله ما على علمي  وصل لهون قبل هلق ، لسا واصلين من برا ، ولسا الزلمي ما لحق يتعرف على امك ، شو قصتك روح من هون ، احسن ما جيب عليك البوليس ، والضحكه تملأ وجهها

 وتابعت طريقي الى السنترال ، وعند عودتي ، ووصلي الى المكان الذي كان الطفل متعمشق بالرجل الغريب ، واذ به جالس هو والطفل في الحديقه ،التي  في وسط الطريق ، يلعب مع الطفل على الأرض ، ويزكزكه ويتشقلبا على الحشيش ، ويضحكان مثل الأطفال ، مع بعضهما البعض ، والمرأه تنظر اليهما وتضحك عليهما ، وتجمهر الناس ليعرفو ما الحاصل هناك ، ولماذا يفعل هذا الرجل هكذا مع الطفل

 واصبح في المكان الكثير من الناس ، وهذا ما استدعى تدخل الدرك ، التي وصلت الى المكان ، وشاهدت المنظر وبدات التدخلات ، وبعد كر وفر ، طلب من الرجل الغريب ، ترك الطفل بحاله ، والذهاب مع المرأه التي كانت تنتظره ، وكان الذهاب لهذا الرجل كالمهزوم في معركه ، واحسست بخيبت أمل على وجه ذاك الرجل ، الذي عرفت على انه لا يعرف التكلم بالعربيه ابدا ، وهوزوج المرأه التي معه ، وهي لبنانيه من طرابلس ، واخذا الطفل من قبل الدرك ، الى مكان ما لا اعرفه ، ولكن بعد ايام عاد الطفل ، الى ما كان عليه من تعمشق بالماره


طرابلس في 22\7\2008

غسان رزق العلي

ليست هناك تعليقات:

الأحفاد يلعبون بالماء كامبريدج USA - صيف 2020

في كامبريدج اميركا 

فراشة على زهرة

فراشة على زهرة
من تصويري