الطفوله المسروقه
تعودت على مشاهدته ، يتعلق بكل رجل يمر ، على الرصيف الذي يقف عليه
، ويتمسك ببنطلون الرجل ، وينادي بابا بابا ، والكل ينفر منه ، ولا يعرفون كيف
التخلص منه ، ومن صريخه ، وكان البعض يضربه ، والأخر ينهره ، والبعض الأخر يستهجن
هجومه الغير منتظر ، كونه يهجم بسرعه ، دون سابق انزار فيندهش الرجل المقصود ، ويعتقد ان احد يريد سرقته ، او اشياء اخرى حسب
الشخص ،( ويدبق عليه قولت المتل)
وكان المشهد يضحكني في احيان ، واحيان اخره اشعر
بالغضب منه وعليه ، وهذا الولد لا يتجاوز عمره 6 سنوات ، وانما هو يفعل ذلك من اجل
المال فقط ، وكل العجب ، كيف له هذه المعرفه بهذه الطريقه ، التي بقدر ما تفاجئ
الناس ، بقدر ما تجعلهم يحنون عليه ، ويعطونه ما يطلبه بعد الأحيان ، وانما المشهد
الذي شاهدت به الطفل ، في احد الأيام ، وكنت قاصد السنترال ، واذ هو متمسك باحد الرجال
، ويقول له بابا بابا ، وامرأه مع الرجل تقول للطفل ، والله ما على علمي وصل لهون قبل هلق ، لسا واصلين من برا ، ولسا
الزلمي ما لحق يتعرف على امك ، شو قصتك روح من هون ، احسن ما جيب عليك البوليس ،
والضحكه تملأ وجهها
وتابعت طريقي
الى السنترال ، وعند عودتي ، ووصلي الى المكان الذي كان الطفل متعمشق بالرجل
الغريب ، واذ به جالس هو والطفل في الحديقه ،التي في وسط الطريق ، يلعب مع الطفل على الأرض ،
ويزكزكه ويتشقلبا على الحشيش ، ويضحكان مثل الأطفال ، مع بعضهما البعض ، والمرأه
تنظر اليهما وتضحك عليهما ، وتجمهر الناس ليعرفو ما الحاصل هناك ، ولماذا يفعل هذا
الرجل هكذا مع الطفل
واصبح في المكان
الكثير من الناس ، وهذا ما استدعى تدخل الدرك ، التي وصلت الى المكان ، وشاهدت
المنظر وبدات التدخلات ، وبعد كر وفر ، طلب من الرجل الغريب ، ترك الطفل بحاله ،
والذهاب مع المرأه التي كانت تنتظره ، وكان الذهاب لهذا الرجل كالمهزوم في معركه ،
واحسست بخيبت أمل على وجه ذاك الرجل ، الذي عرفت على انه لا يعرف التكلم بالعربيه
ابدا ، وهوزوج المرأه التي معه ، وهي لبنانيه من طرابلس ، واخذا الطفل من قبل
الدرك ، الى مكان ما لا اعرفه ، ولكن بعد ايام عاد الطفل ، الى ما كان عليه من
تعمشق بالماره
طرابلس في 22\7\2008
غسان رزق العلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق