عبد الوهاب والبحر

عبد الوهاب والبحر

في مدينة الميناء طرابلس يوجد جزيرة اسمها عبد الوهاب وايضا لها اسم اخر يستعمله ابناء الميناء

هذه الجزيرة ومنذ فترة وصلوها بالبر بواسطة جسر باطون
 

وبعد فترة تسكيرها امام الناس تم فتحها بشكل جميل وجيد واصبح الدخول اليها من الصباح الى منتصف الليل

مع تحسين الجزيرة وزرعها بأشجار النخيل وبعض الزهور

ووضع كراسي من باطون وخشب وممرات مرصوفة بشكل جميل جدا وصوت الأغاني تصدح بأرجائها

وايضا وضع بها مراجيح والعب للأولاد واكشاك للبيع

واصبحت جميلة بشكل ملفت للنظر واصبحوا الناس يقصدونها ليلا نهارا

لكن في احد الأيام كان للبحر كلام اخر ورد اخر اذ وصلت لعنا عاصفة اسمها ويندي

وصبت جام غضبها على كل لبنان ومنها جزيرة عبد الوهاب

وقد تم تخريب الجزيرة بشكل كبير وتم اقتلاع المقاعد وتدمير بعضها

هذه الحالة  التي وقعت بالجزيرة تذكرني بحال بلاد العرب اوطاني عموما

وبحال وطني لبنان خصوصا

في لبنان يوجد ناس تريد الخير للبلد وتعمره وتجمله

ولا اعرف اذا هي تأخذ بعين الإعتبار جنون البحر

ولماذا لا تعمل كاسر للأمواج من اجل درء افعال البحر وغضبه

وايضا يذكرني هذا المشهد بمجموعة تعمل لكي يصبح لبنان جميل وله مركز بين الأمم

وجماعة اخرى مثل البحر الغاضب تدمر كل جمال لأنها تريد نفسها فقط بين الأمم

ونحن كشعب ضائعين بين محبي الحياة

وبين محبي الموت

طرابلس في 14 \ اذار \ 2015

غسان رزق العلي