الخميس، 1 نوفمبر 2012

العائلة بين الأمس واليوم





                            العائلة بين الأمس واليوم




كم تغيرت الأسرة واهدافها منذ ان تحول كل شيء الى الألة ، فحين كان الأعتماد على كثرة العدد وقوة الساعد في الماضي القريب ، من اجل القيام بأي عمل  ، فكانت كل العائلة من صغيرها الى كبيرها يعمل في الأرض ، فالذي يعمل بالأرض ليكسب اكبر محصول عليه ان يتكون من اكبر عدد
من الأفراد  ، لأن العمل الجماعي ينتج غلال وافره ، ولذلك كانت العائله تألف عشيرة ، والكل يعمل ولا احد له فضل على الأخر ، فلذلك تكاتفت الجماعات مع بعضها البعض ، واستطاعو ان ينتجو الكثير من الغلال ، وهكذا في كل المهن التي تطلب مجهود جماعي
 لكن مع التطور العلمي ، وايجاد البديل عن الساعد والجماعه ، وذلك بحضور الألى ، بداء تراجع مقومات العمل الجماعي الى العمل الفردي ، واصبحت الآلى تعمل في وقت قصير ما كان يعمله كل الجماعة في شهر ، واصبح بالأمكان الوصول الى ابعد الأمكان بوقت قصير ، وهذا ما سمح لأكثر عدد ممكن من الناس التعلم واكتساب الخبرة المطلوبة ، وهذا احدث خلل في وجود الجماعه ايضا ، كون المتعلم اصبح يقصد المدن من اجل التحصيل العلمي ، او العمل في المصانع ، او الورش الكبيرة ، وهذا ايضا اضعف عديد الجماعه ، وكان سبب لهجر الأرض ، التي كانت تعطي المزارع ما يكفيه ، من ذاد واحتياجات ، وان قليله انما تكفي الحاجة
لكن مع وجود الألى توسعت المطالب للجميع ، واصبحو لا يستطيعون التخلي عنها ، ورويدا رويدا تفككت المجتمعات التي كانت تعتمد على الجماعه ، واصبح كل منهم يعمل وحده ، كون التعلم والعلم سمح للناس ان تجلس في اي مكان ما ويتصلو ويطلبو ما يشائون من الأمور التي يحتاجونها ، وتصل لهم دون التحرك الذي كان مطلوب امس القريب
 واصبح العمل الذي كان يتطلب مجهود 200 شخص ، اصبح يحل ب 10 اشخاص ، والذي يتطلب 10 اصبح شخص واحد يعمله واكثر من قبل ، وهنا مقارنه بسيطه ، الذين كان عليهم فلح الأراضي بشهور ، اصبحت تفلح بأيام ، والحصاد الذي كان يتطلب العديد من الناس ، والأيام الطوال اصبح يحصد بأيام قليله جدا ، والذي كان يكلف العديد من الأيادي من اجل التسجيل ، والمحاسبه اصبح عدد قليل يقومون بالعمل ، وهذا ما ساعد على انحلال المجتمعي الى تواجد الحاله الفردية بأمتياز .
خلاصة الموضوع ، انه من كثرة العدد ، اصبح العديد اقل ، والعمل والمجهود ، اصبح يحل بجلسه وراء مقود ، وتنتهي الأمور ، واجمل الأمور انه اصبح الجلوس بالبيت امام الحاسوب والنت وادارة العمل منه ، شيء غير مستغرب بل مقبول ومطلوب ، واصبح المجهود هو تحريك الأصابع ، والعين فقط فتزور كل العالم ، وتتحادث مع ابعد شخص عنك وكانه معك ، فاصبح عمل اليد يقوم به اصبع واحد ، ولا يوجد افق لهذه الأمور التي تسير بسرعة الضوء . 
عزيزي القارئ ، انت كيف تجد العائله ، من وجهة نظرك ، بين اليوم والأمس .
ان تغير الحاجة هو ما يغير المجتمع ، ويشعر الناس ان الزمن تغير
 ولكن هي الحاجة التي تغيرت وليس الزمن ، والناس تتغير بتغير مصالحها بطبيعة الحال ، وهذا ما يجعلنا نسأل ماذا حصل ، للأجابة عن ذلك فلننظر الى حاجتنا كلا على حدا




طرابلس في 4\9\2008

غسان رزق العلي 

ليست هناك تعليقات:

الأحفاد يلعبون بالماء كامبريدج USA - صيف 2020

في كامبريدج اميركا 

فراشة على زهرة

فراشة على زهرة
من تصويري