العائلة بين الأمس
واليوم
كم تغيرت الأسرة واهدافها منذ ان تحول كل شيء الى الألة
، فحين كان الأعتماد على كثرة العدد وقوة الساعد في الماضي القريب ، من اجل القيام
بأي عمل ، فكانت كل العائلة من صغيرها الى
كبيرها يعمل في الأرض ، فالذي يعمل بالأرض ليكسب اكبر محصول عليه ان يتكون من اكبر
عدد
من الأفراد ،
لأن العمل الجماعي ينتج غلال وافره ، ولذلك كانت العائله تألف عشيرة ، والكل يعمل
ولا احد له فضل على الأخر ، فلذلك تكاتفت الجماعات مع بعضها البعض ، واستطاعو ان
ينتجو الكثير من الغلال ، وهكذا في كل المهن التي تطلب مجهود جماعي
لكن مع التطور
العلمي ، وايجاد البديل عن الساعد والجماعه ، وذلك بحضور الألى ، بداء تراجع
مقومات العمل الجماعي الى العمل الفردي ، واصبحت الآلى تعمل في وقت قصير ما كان
يعمله كل الجماعة في شهر ، واصبح بالأمكان الوصول الى ابعد الأمكان بوقت قصير ،
وهذا ما سمح لأكثر عدد ممكن من الناس التعلم واكتساب الخبرة المطلوبة ، وهذا احدث
خلل في وجود الجماعه ايضا ، كون المتعلم اصبح يقصد المدن من اجل التحصيل العلمي ،
او العمل في المصانع ، او الورش الكبيرة ، وهذا ايضا اضعف عديد الجماعه ، وكان سبب
لهجر الأرض ، التي كانت تعطي المزارع ما يكفيه ، من ذاد واحتياجات ، وان قليله انما
تكفي الحاجة
لكن مع وجود الألى توسعت المطالب للجميع ، واصبحو لا
يستطيعون التخلي عنها ، ورويدا رويدا تفككت المجتمعات التي كانت تعتمد على الجماعه
، واصبح كل منهم يعمل وحده ، كون التعلم والعلم سمح للناس ان تجلس في اي مكان ما ويتصلو
ويطلبو ما يشائون من الأمور التي يحتاجونها ، وتصل لهم دون التحرك الذي كان مطلوب
امس القريب
واصبح العمل
الذي كان يتطلب مجهود 200 شخص ، اصبح يحل ب 10 اشخاص ، والذي يتطلب 10 اصبح شخص
واحد يعمله واكثر من قبل ، وهنا مقارنه بسيطه ، الذين كان عليهم فلح الأراضي بشهور
، اصبحت تفلح بأيام ، والحصاد الذي كان يتطلب العديد من الناس ، والأيام الطوال
اصبح يحصد بأيام قليله جدا ، والذي كان يكلف العديد من الأيادي من اجل التسجيل ،
والمحاسبه اصبح عدد قليل يقومون بالعمل ، وهذا ما ساعد على انحلال المجتمعي الى
تواجد الحاله الفردية بأمتياز .
خلاصة الموضوع ، انه من كثرة العدد ، اصبح العديد اقل ،
والعمل والمجهود ، اصبح يحل بجلسه وراء مقود ، وتنتهي الأمور ، واجمل الأمور انه
اصبح الجلوس بالبيت امام الحاسوب والنت وادارة العمل منه ، شيء غير مستغرب بل
مقبول ومطلوب ، واصبح المجهود هو تحريك الأصابع ، والعين فقط فتزور كل العالم ،
وتتحادث مع ابعد شخص عنك وكانه معك ، فاصبح عمل اليد يقوم به اصبع واحد ، ولا يوجد
افق لهذه الأمور التي تسير بسرعة الضوء .
عزيزي القارئ ، انت كيف تجد العائله ، من وجهة نظرك ،
بين اليوم والأمس .
ان تغير الحاجة هو ما يغير المجتمع ، ويشعر الناس ان
الزمن تغير
ولكن هي الحاجة
التي تغيرت وليس الزمن ، والناس تتغير بتغير مصالحها بطبيعة الحال ، وهذا ما
يجعلنا نسأل ماذا حصل ، للأجابة عن ذلك فلننظر الى حاجتنا كلا على حدا
طرابلس في 4\9\2008
غسان رزق العلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق